جددت مصر والإمارات، تمسكهما بموقف الرباعي العربي (السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين) من قطر، ومطالب الدول الأربع بضرورة وقف الدوحة سياسات «دعم التنظيمات الإرهابية» والتدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها.
ووصف وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، خلال مؤتمر صحافي أمس، مع نظيره المصري سامح شكري، الدوحة، بأنها «إحدى منصات انتشار التطرف والإرهاب والكراهية في المنطقة».
وأضاف أنه «إذا أرادت قطر تغيير نهجها فنحن نرحب بذلك، وفي حال تمسكت بموقفها الراهن فلن نغير سياساتنا تجاهها، وعلينا أن نحمي شعوبنا من خطاب الكراهية والتطرف، وسنستمر في العمل لعودة منهج الإسلام الوسطي المتسامح المعتدل، وليس الإسلام الذي حاول أن يستغله أمثال أسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، وغيرهم».
وعلق وزير الخارجية المصري على الموقف العربي من قطر، بالتأكيد على أن «قرار الدول العربية لم يتغير، سواء فيما يتعلق ببيان الـ13 نقطة أو بيان البحرين، وليس هناك ما نضيفه لذلك سوى دعوة الحكومة القطرية إلى أن تأخذ بهذه الشواغل والمطالب المشروعة وتراعيها بعدم التدخل في شؤون الدول والمساس بالأمن العربي، وتوقفها عن دعمها وتمويلها للإرهاب، وإذا أرادت قطر الحل عليها الابتعاد عن التأثيرات السلبية».
وزاد وزير الخارجية المصري: «نحن نتشاور فيما بيننا، ولا نعطي للمشكلة القطرية حيزاً كبيراً، والحل معروف إذا أرادت (الدوحة)».
واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وزير الخارجية الإماراتي، وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن وزير خارجية الإمارات نقل للرئيس تحيات الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، معرباً عن اعتزاز الإمارات بما يربطها بمصر من علاقات استراتيجية متميزة على كل الأصعدة، وحرصها على تعزيز أطر التعاون الثنائي ومواصلة التنسيق والتشاور المكثف بين الجانبين إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأشاد بن زايد «بما تشهده مصر من تطور ملحوظ في المجالات التنموية المختلفة خلال الفترة الماضية»، متمنياً لمصر وشعبها مزيداً من التقدم والازدهار.
وأضاف المتحدث الرئاسي أن السيسي «رحب بوزير خارجية الإمارات، وطلب نقل تحياته إلى كل القيادات الإماراتية، كما أشاد بخصوصية العلاقات المصرية - الإماراتية، وما تمثله من نموذج للتعاون الاستراتيجي البناء بين الدول العربية».
وأكد السيسي «أهمية الاستمرار في التباحث بين الجانبين بشأن الملفات الإقليمية المختلفة والأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة وأفضل السُبل للتعامل معها وتسويتها بما يُنهي المعاناة الإنسانية الناتجة عنها، ويحفظ وحدة تلك الدول ويصون مقدرات شعوبها».
وذكر راضي أن اللقاء شهد تباحثاً بشأن «سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، ولا سيما على الأصعدة الاقتصادية والاستثمارية، فضلاً عن مناقشة التطورات على الصعيد الإقليمي والمخاطر التي يتعرض لها الأمن القومي العربي، حيث اتفق الجانبان على ضرورة التصدي لها بمنتهى الحزم والوقوف صفاً واحداً في مواجهة كل التدخلات والمحاولات التي تستهدف النيل من أمن واستقرار الدول العربية».
وقال وزير الخارجية الإماراتي إنه «اتفق مع الرئيس السيسي على أهمية تطوير العلاقات بين مصر والإمارات للعمل معاً في كل المجالات لمواجهة التحديات، واستخدام الفرص المتاحة والموجودة بالفعل من خلال التعاون المشترك والجهود التي تبذلها كل من مصر والمملكة العربية السعودية لدعم أمن واستقرار المنطقة».
وخلال المؤتمر الصحافي مع نظيره المصري، أشاد بن زايد «بما وصلت إليه مصر من أمن واستقرار، وهو الأمر الذي يدعم المحيط العربي لمواجهة التحديات، خصوصاً فيما يتعلق بالتدخلات الخارجية وتهديدات كل من إيران وتركيا وإسرائيل، وتدخلهم في الشأن العربي»، وقال: «سوف نعمل وبقوة وعزم لمواجهة هذه التحديات، وسنستفيد من الثقة المتبادلة بين الدول الثلاث مصر والسعودية والإمارات».
وتطرق الوزيران المصري والإماراتي إلى الأوضاع الليبية، وقال شكري إن «مصر تعمل على نطاق واسع في ليبيا لتوحيد الجيش الوطني الليبي، وما سيكون لذلك من أثر على محاربة الإرهاب، وتبذل جهداً كبيراً لتوفير المناخ الآمن لعقد الانتخابات في القريب العاجل وفتح مجالات التوافق والتفاهم حول مستقبل البلاد».
وأوضح أن «مصر على اتصال بكل الأطراف الليبية في الشرق والغرب والجنوب، وكذلك مع الدول الفاعلة ومع المبعوث الأممي، والأمر في النهاية يخص الشعب الليبي بما يحقق مصالحه».
وعلق وزير الخارجية، عبد الله بن زايد، بالقول إن «مصر تقوم بالعمل لصالح الشعب الليبي ودعم الاتفاق السياسي».
وفيما يتعلق بالشأن السوري، وصف وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، الوضع في سوريا بـ«المعقد»، داعياً إلى «طرد الميليشيات الأجنبية المسلحة المدعومة من دول أو أطراف إقليمية مثل تركيا وإيران، من سوريا، والعودة إلى الحوار السياسي».
ورداً على سؤال فيما يتعلق بدور الدول الثلاث (مصر، والسعودية، والإمارات) في مواجهة التدخلات الإيرانية والتركية في سوريا، قال شكري إن «تعقيد الوضع كان بسبب التدخلات، ونحن نعمل مع الجهد الدولي والمدعوم من مجلس الأمن، ومع روسيا وأميركا للدفع بالحل السياسي ومسار جنيف، بما يحقق مصالح الشعب السوري ويحافظ على استقرارها وعودتها إلى محيطها العربي».
على صعيد آخر، دان وزير الخارجية الإماراتي، محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، الأسبوع الماضي، مؤكداً أن «الإمارات لن تتوانى عن دعم الشعب الفلسطيني ودعم المصالحة». وأشاد كذلك بجهد مصر في محاولة تحقيقها، وأن «الإمارات تدعم بكل إمكانياتها جهود إنجاح المصالحة الفلسطينية».
وفيما يتعلق بشأن عملية السلام، قال وزير الخارجية سامح شكري، إن «الجامعة العربية نهضت للدفاع عن القدس وفق القرارات العربية والشرعية الدولية، ونسعى جميعاً إلى تشجيع التفاوض بما يحقق إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، واستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة».
إلى ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد، إن وزيري خارجية مصر والإمارات عقدا، أمس، اجتماع آلية التشاور السياسي على مستوى وزارتي خارجية البلدين.
وأشار أبو زيد إلى أن شكري استهل المشاورات بتهنئة دولة الإمارات بمناسبة إعلان عام 2018 «عام زايد»، احتفالاً بمرور مائة عام على ميلاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة، ومُرحباً بعقد منتدى الأعمال المصري - الإماراتي على هامش اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة التي عقدت أول من أمس بالقاهرة.
وأوضح أن الوزيرين استعرضا كذلك «الأوضاع والتطورات الإقليمية بشكل مستفيض، إذ تبادلا التقييم حول تطورات الوضع الميداني في كل من سوريا وليبيا واليمن، مؤكدين أهمية العمل معاً لتشجيع الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة على تفادي مزيد من التصعيد، وعلى ضرورة التنسيق والتشاور لمواجهة التدخلات المتزايدة من خارج الإقليم العربي في الشؤون الداخلية للدول العربية وتهديدها أمن واستقرار المنطقة».
مصر والإمارات تتمسكان بموقف «الرباعي العربي» ضد قطر
عبد الله بن زايد يعتبر الدوحة «منصة للإرهاب»... وشكري يدعوها لوقف المساس بالأمن العربي
مصر والإمارات تتمسكان بموقف «الرباعي العربي» ضد قطر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة