لجنة التشريع العام في البرلمان التونسي تقر مواعيد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية

الشرطة التونسية تفشل محاولة اقتحام منزل وزير الخارجية الأسبق

لجنة التشريع العام في البرلمان التونسي تقر مواعيد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية
TT

لجنة التشريع العام في البرلمان التونسي تقر مواعيد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية

لجنة التشريع العام في البرلمان التونسي تقر مواعيد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية

أقرت لجنة التشريع العام بالمجلس التأسيسي (البرلمان) التونسي، أمس، مواعيد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي اقترحتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. وصادقت، في خطوة هامة تروم استكمال المسار الانتخابي، على القانون المنظم لتلك المواعيد، إذ ينتظر أن تجرى الانتخابات البرلمانية يوم 26 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

وحسب المواعيد المقترحة يتوقع أن تجرى الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في حين تجرى الدورة الرئاسية الثانية، مبدئيا، يوم 28 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. واقترحت الهيئة المستقلة للانتخابات، التي يترأسها شفيق صرصار، بداية هذا الأسبوع، نفس هذه المواعيد، وقال صرصار إنها راعت احترام الدستور، الذي أقر بإجراء الانتخابات قبل نهاية 2014.

وقالت يمينة الزغلامي، عضو لجنة التشريع العام في المجلس التأسيسي في تصريح لوسائل الإعلام إن هذه المواعيد الانتخابية ليست نهائية، وهي في حاجة إلى التصديق النهائي من قبل البرلمان لتصبح سارية المفعول على كل الأحزاب السياسية. وتوقعت الزغلامي أن تجري عملية التصديق يوم الجمعة أو السبت المقبلين، وسيحدد المجلس موعد جلسة عامة مخصصة لهذا الأمر في اجتماعه الذي سيعقد اليوم.

وكانت الأحزاب السياسية المشاركة في جلسة الحوار الوطني التي جرت السبت الماضي، قد أقرت مبدأ الفصل بين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر عقدها قبل نهاية السنة الحالية، وذلك بـ12 صوتا مقبل ستة أحزاب، صوتت لصالح إجراء الانتخابات الرئاسية في مرحلة أولى.

من ناحية أخرى، صرحت مصادر أمنية أنها أحبطت فجر أول من أمس محاولة اقتحام منزل رفيق عبد السلام، وزير الخارجية الأسبق القيادي في حركة النهضة. وأشارت إلى أن إفشال هذا المخطط، الذي قاده خمسة أفراد كانوا على متن شاحنة، جرى بفضل المراقبة الأمنية وتوفر حراسة مشددة على محيط المنزل.

وأكد عبد السلام في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» صحة هذه المعلومات، وقال: إن جهات دولية ووزارة الداخلية أبلغته، خلال الفترة الأخيرة، بوجود مخطط إرهابي يحاك ضده، وأنه يوجد على رأس قائمة مجموعة من الاغتيالات السياسية. وأضاف أن الهدف من هذه العملية إرباك المسار الانتقالي لاغتيال الديمقراطية الناشئة في البلاد، ووصف أصحابها بـ«أعداء الحرية والديمقراطية، لأنهم يعتمدون على مشروع يقوم على المزيد من الموتى وحصد الأرواح».

من جهتها، شددت مصالح الأمن من إجراءات المراقبة، كما منحت وزارة الداخلية دفعة أولى من الصدريات الواقية من الرصاص لرجال الأمن، في أكبر عملية وقاية لعناصر الشرطة الذين يواجهون المجموعات الإرهابية.

على صعيد آخر، يواصل 40 مسؤولا محليا، أقالتهم وزارة الداخلية الأحد الماضي من مناصبهم، تنفيذ اعتصام مفتوح بمقر المجلس التأسيسي للمطالبة بإدماجهم في الوظيفة العمومية، بعد التخلي عن خدماتهم. وقال المنصف المرواني، المتحدث باسم المجموعة المعتصمة، إن الموظفين المقالين تحملوا عناء المسؤولية في ظرف اجتماعي وسياسي واقتصادي حساس، وأداروا الشأن العام وجنبوا البلاد الكثير من الويلات، وعليه فمن واجب الدولة اليوم البحث عن مورد رزق لهم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.