سُجل خروج دفعة ثانية من المرضى والجرحى من الغوطة الشرقية أمس، وتحديدا من المناطق الخاضعة لسيطرة «جيش الإسلام»، في وقت استمر فيه القصف على جيبين خاضعين لسيطرة «أحرار الشام» و«فيلق الرحمن»، وكان لافتا ما أعلنه المتحدث العسكري باسم «قاعدة حميميم» أليكسندر إيفانوف: «لقد وجهنا القوات الجوية الروسية والسورية إلى إيقاف الضربات في مناطق محددة من الغوطة الشرقية لأهداف استراتيجية في المنطقة».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن ضربة جوية قتلت 12 شخصا من أعضاء «فيلق الرحمن» المعارض في الغوطة الشرقية، بينهم اثنان من قادة الجماعة، وهو ما أكده مصدر قيادي في «الفيلق» لـ«الشرق الأوسط».
ولفت المرصد إلى أنه اعتمادا على تقارير لمقاتلي المعارضة، وقعت الضربة مساء أمس الثلاثاء، ونفذتها روسيا، وأوضح رامي عبد الرحمن مدير المرصد، أن القائدين هما أبو محمد سيف، وأبو محمد جبر، وأن التركيز على مواقع «الفيلق» هو لرفضه التفاوض مع الروس.
وفي وقت يتم فيه خروج الحالات الطبية تنفيذا لاتفاق بين موسكو و«جيش الإسلام»، قالت مصادر مطلعة على المفاوضات لـ«الشرق الأوسط»، أن تمسك «الفيلق» بموقفه الرافض للتفاوض مع الروس هو رفض لطلب موسكو التي تريد إخراجه من الغوطة على غرار «جبهة النصرة»، وهو ما لا يقبل به قياديوه. وأضافت: «في المناطق الخاضعة لـ(جيش الإسلام)، وفق الاتفاق الذي تم التوصل إليه، سيتم إخراج الجرحى والمصابين وكل من يرفض الاتفاق، على أن يدخل الروس كشرطة عسكرية، أما في المناطق الخاضعة للفيلق، فإن ما تريده موسكو إخراجه منها إلى جانب (النصرة)».
في المقابل، اعتبر وائل علوان المتحدث باسم «الفيلق» أن المشكلة مع موسكو ليست في إخراج فصيل دون آخر، إنما بالهدف الذي يقضي باستسلام المعارضة بأكملها، وتهجير أهل المنطقة، لوضعها تحت سيطرة النظام السوري.
وأكد عدم وجود خلافات بين فصائل الغوطة في هذا الشأن، موضحا لـ«الشرق الأوسط»: «لا نرفض مبدأ التفاوض، وخاصة فيما يتعلق بالجرحى والمصابين، إنما المشكلة تكمن في التجارب السيئة مع موسكو التي طالما عقدت اتفاقات بشأن الغوطة وهي لا تلتزم بها»، مشيرا إلى أن آخر طرح كان خلال جلسة مجلس الأمن، حيث وجه دعوة إلى موسكو للتفاوض مع الفصائل المعارضة في جنيف أو نيويورك، ورفضته روسيا.
وخرج أمس عشرات الأشخاص الذين يعانون من أوضاع صحية حرجة بين إصابات وأمراض، بعدما كانت الأمم المتحدة قد دعت إلى إجلاء عاجل لأكثر من ألف شخص بحاجة إلى عناية طبية طارئة، ولا يتوفر لهم العلاج في المنطقة المحاصرة.
ومع إعلان مسؤول في الهلال الأحمر في دمشق بدء عملية جديدة، الأربعاء، أكد أنه سيتم إدخال قافلة من المساعدات اليوم الخميس، في وقت استمر فيه القصف، وأدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان إخراج دفعة جديدة من الحالات الطبية من مناطق سيطرة «جيش الإسلام» في الغوطة، وفقاً لاتفاق مسبق، حيث تشرف الأمم المتحدة على عملية إجلاء الحالات الطبية من الجيب الخاضع لسيطرة «جيش الإسلام»، وقال: «إن الدفعة هذه بلغت إلى الآن نحو 25 مدنياً مع عوائلهم، سينقلون إلى مراكز إيواء كانت نقلت إليها 3 دفعات، الثلاثاء، قدر عددها بأكثر من 150 شخصاً، بينهم أطفال وسيدات».
وصرح ياسر دلوان رئيس المكتب السياسي لـ«جيش الإسلام»، أكبر فصائل المنطقة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «اليوم هناك إخراج للحالات الطبية للعلاج. سنتابع هذه الحالات حتى إنهاء هذه الحالات وإخراجها للعلاج ثم العودة». وأضاف دلوان: «كلهم مدنيون. هناك نحو 35 شخصا مع مرافقيهم». كما أوردت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «وحدات قوات النظام تؤمن خروج دفعة جديدة من المدنيين المحاصرين من قبل التنظيمات الإرهابية، عبر الممر الآمن المؤدي إلى مخيم الوافدين».
وعرض التلفزيون السوري الرسمي صورا لعربات إسعاف تابعة للهلال الأحمر، وهي تغادر الغوطة وتدخل مناطق سيطرة النظام.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أقر في فبراير (شباط) الماضي قرارا بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما، من أجل السماح بإدخال مساعدات طبية وغذائية، وإجلاء الحالات الطبية من الغوطة الشرقية.
وغالبا ما يتم في مثل حالات الإجلاء هذه إخراج سكان من مناطق محاصرة لتلقي العلاج وإعادتهم بعد ذلك.
وتم الثلاثاء إجلاء نحو 150 شخصا من دوما في الدفعة الأولى من المدنيين الذين يتم إخراجهم من المنطقة، منذ بدء هجوم قوات النظام عليها في 18 فبراير الماضي.
وفي موازاة عمليات الإجلاء من الغوطة، استمر القصف الجوي على مناطق كفربطنا وسقبا وحمورية، وسجل مقتل ثلاثة مدنيين مع ترجيحات بارتفاع العدد، نظرا لوجود حالات خطرة، إضافة إلى مفقودين تحت الأنقاض، وبذلك يكون قد ارتفع عدد القتلى خلال 36 ساعة إلى 25 مدنيا، بينهم طفلان وأكثر من 200 جريحاً، بينهم عشرات الأطفال.
خروج دفعة ثانية من مدنيي الغوطة... ومقتل قياديين من «فيلق الرحمن»
مصدر يتحدث عن اتفاق على دخول الروس كشرطة عسكرية... وموسكو تريد إخراج «الفيلق»
وداع طفلتين في الغوطة قبل تحرك الحافلة التي أقلت الدفعة الثانية من المرضى أمس (إ.ب.أ)
خروج دفعة ثانية من مدنيي الغوطة... ومقتل قياديين من «فيلق الرحمن»
وداع طفلتين في الغوطة قبل تحرك الحافلة التي أقلت الدفعة الثانية من المرضى أمس (إ.ب.أ)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
