محكمة مصرية تغرم الخليفي 22 مليون دولار

لمخالفته قانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية

TT

محكمة مصرية تغرم الخليفي 22 مليون دولار

أصدرت المحكمة الاقتصادية المصرية حكماً قضائياً ضد ناصر الخليفي رئيس شبكة «بي إن سبورت» القطرية بتغريمه 400 مليون جنيه (22 مليون دولار) «لمخالفته قانون حماية المنافسة المصري». وأحالت نيابة الشؤون المالية والتجارية ناصر الخليفي إلى محكمة جنح القاهرة الاقتصادية بداعي رصد كثير من المخالفات في إطار بث مباريات كرة القدم وكسر قانون منع الممارسات الاحتكارية، بينما يأتي هذا الحكم هو الثاني من نوعه بعد حكم مماثل في يناير (كانون الثاني) الماضي على رئيس القناة.
وكانت المحكمة نفسها غرمت الخليفي مبلغا مماثلا في 30 يناير الماضي لمخالفة شركته القانون المصري الصادر سنة 2005 بشأن حماية المنافسة بسبب «قيامها بربط بيع البطولات الدورية بعضها ببعض وربط بيع البطولات الموسمية بالدورية، على الرغم من أن كل بطولة تمثل منتجا منفصلا وغير مرتبط بأي شكل من الأشكال بالأخرى».
وتسيطر شبكة «بي إن سبورت» الرياضية المولودة من رحم قنوات «الجزيرة» الإخبارية القطرية على أسواق البث الحي المباشر لبطولات متعددة يتقدمها كأس السوبر الأفريقي والدوري الإنجليزي، إضافة إلى دوري أبطال أوروبا والدوري الإيطالي والإسباني، إضافة إلى الحدث الأبرز، مباريات كأس العالم للمنتخبات والأندية وكذلك كأس الاتحاد الأوروبي وكأس الأمم الأفريقية والأوروبية والآسيوية وكوبا أميركا، إضافة إلى دوري أبطال آسيا.
وبحسب مصادر إعلامية «مصرية» فإن التحقيقات قد كشفت عن أن الخليفي رئيس مجلس إدارة القنوات القطرية اشترط على المشتركين في القنوات التي يملكها ضرورة تحويل أجهزة الاستقبال من القمر الصناعي المصري نايل سات إلى القمر الصناعي القطري سهيل سات حتى يتمكنوا من مشاهدة الباقات التي تم الاشتراك بها.
وبحسب المصادر الإعلامية نفسها فإن القنوات الرياضية القطرية قد اشترطت أيضا على العملاء عدم إتاحة المرافق المملوكة لهم من أجهزة استقبال فضائية لشخص منافس وتحديدا القمر الصناعي المصري نايل سات.
يذكر أن القمر الصناعي المصري نايل سات قد انطلق في يوليو (تموز) 1996 بقمرين صناعيين، ويملك بث كثير من القنوات العربية المجانية التي يفوق عددها 1500 قناة، إضافة إلى القنوات المشفرة أو ما تسمى القنوات المدفوعة، أما القمر الصناعي القطري فهو حديث النشأة والتأسيس حيث انطلق القمر الصناعي الأول في أواخر أغسطس (آب) 2013 إضافة إلى اتفاق الشركة المشغلة لبث القنوات أيضا على القمر الصناعي عرب سات مما يتيح للمشاهد رؤية المحتوى وسحب البساط من القمر الصناعي المصري.
وعودا على الحكم الصادر من محكمة الجنح المصرية الاقتصادية فقد بدأت خيوط التحقيقات في هذه القضية من قبل نيابة الشؤون المالية والتجارية بعد تلقيها بلاغا بهذا الشأن من قبل جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية.
وألزمت القنوات القطرية المستهلكين وعملاء الشركة بشراء حق مشاهدة بطولات كرة القدم بشكل مجمع، على الرغم من أن كل بطولة تمثل منتجا لا علاقة له بالآخر ويفترض بيعه بشكل منفصل.
وبحسب تفاصيل الدعوى السابقة التي صدر بشأنها حكم سابق من قبل المحكمة المصرية بتغريم الخليفي 400 مليون جنيه مصري منها إجبار المشاهد أو المشترك على بيع البطولات الموسمية بالبطولات الدورية رغم إقامة البطولات الموسمية خلال فترة توقف البطولات الدورية مما يترتب عليه تحميل المشتركين مبالغ مالية إضافية دون وجه حق.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».