«الأفريقي للتنمية» يرفع توقعات النمو في تونس ويربطها بتنفيذ إصلاحات هيكلية

TT

«الأفريقي للتنمية» يرفع توقعات النمو في تونس ويربطها بتنفيذ إصلاحات هيكلية

توقع البنك الأفريقي للتنمية أن تحقق تونس نسبة نمو اقتصادي في حدود 2.8% خلال السنة الحالية، على أن ترتفع النسبة إلى 3.5% خلال السنة المقبلة، واشترط أن يكون ذلك مقترناً بمجموعة من الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية المتسارعة والتطور القوي للقطاع الصناعي.
وكانت التوقعات السابقة قد أشارت إلى نسبة نمو تتراوح بين 2.5 و3%، بينما توقعت الحكومة التونسية أن تحقق 3% مع نهاية السنة، فيما تذهب توقعات المؤسسات الاقتصادية على غرار وكالة «موديز» للتنصيف الائتماني، والبنك الدولي، إلى إنهاء سنة 2018 بنسبة نمو مقدرة بنحو 2.8%. وسجل الاقتصاد التونسي نسبة نمو لم تتجاوز حدود 1.9% خلال السنة الماضية، وكانت النسبة خلال سنة 2016، 1% فحسب.
ولاحظ البنك الأفريقي للتنمية، الذي عبّر في أكثر من مناسبة عن دعمه القوي للاقتصاد التونسي، أن النسق التصاعدي للنمو الاقتصادي في تونس «لا يزال ضعيفاً»، ودعا إلى الاستجابة للطلب الخارجي والتخفيف من وطأة الطابع الدوري لنمو القطاع الفلاحي في تونس، علاوة على دفع الصادرات الموجهة إلى الفضاء الأوروبي الذي يسجل انتعاشة اقتصادية تدريجية.
وأورد البنك في تقرير حول «الآفاق الاقتصادية في أفريقيا سنة 2018»، وهو موجه إلى توقع نسب النمو في بلدان المغرب العربي، أن بلوغ هذه المعدلات من النمو الاقتصادي في تونس، سيكون رهين قدرة البلاد على معاضدة نمو الصناعات المعملية والاستخراجية (الفوسفات والبترول والغاز) بالأساس، وكذلك قطاع الخدمات، والتوجه نحو الصناعات الجديدة.
في غضون ذلك، أعلن المعهد التونسي للإحصاء (مؤسسة حكومية) عن تراجع حجم العجز التجاري مع نهاية شهر فبراير (شباط) الماضي إلى مستوى 2.215 مليار دينار تونسي (نحو 923 مليون دولار)، بعد أن كان في حدود 2.51 مليار دينار (1.05 مليار دولار) خلال نفس الفترة من السنة الماضية، وقال إن هذا التحسن وراءه تطور نسق الصادرات وتحقيقها نسبة نمو مقدرة بنحو 42.9%.
ولم يخفِ «الأفريقي للتنمية» مخاوفه من عدة مؤشرات اقتصادية سلبية على غرار تدهور الموارد المالية العمومية، وتواصل ظاهرة القروض البنكية غير المنتجة إلى جانب صعوبة توسيع نفاذ المؤسسات الصغرى والمتوسطة إلى التمويل المصرفي.
وفي المقابل، أثنى البنك على التطورات الإيجابية الحاصلة في القطاع السياحي التونسي، وأشار إلى ارتفاع تدفق السياح بنسبة 32% خلال السنة الماضية، وهو ما من شأنه أن يسهم في تحسين ميزان المدفوعات ويدفع في اتجاه استقرار العملة المحلية. وأكد أهمية استعادة إنتاج الفوسفات وعودة الصادرات، وقال إن الاستثمار المحلي والأجنبي ينتعش، وهو ما يرجح تحقيق تلك التوقعات.
كانت السلطات التونسية قد انتهجت مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية المهمة مما أثر على مناخ الاستثمار، وذلك من خلال إقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وقانون جديد للاستثمار. وعملت على تيسير الإجراءات الإدارية لتجاوز تذمر المستثمرين من الروتين الإداري وتعقيدات الحصول على رخص الاستثمار.
وسجلت استثمارات البنك الأفريقي للتنمية أرقاماً قياسية خلال السنة الماضية، وقُدرت وفق ما أوردته وزارة التنمية والتعاون الدولي والاستثمار في حدود 1.2 مليار دينار (نحو 494 مليون دولار). وعلى امتداد 40 سنة من التعاون بين تونس والبنك، حصلت تونس على استثمارات مالية لا تقل عن 8.7 مليار دولار، وُجهت إلى تمويل عدد مهم من الأنشطة الاقتصادية.



تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.