المصريون في الخارج يصوتون الجمعة في انتخابات الرئاسة

تجهيز 139 مقراً حول العالم... ودبلوماسيون يشرفون على الاقتراع

لافتة تدعو إلى  انتخاب الرئيس السيسي لفترة رئاسية ثانية ترتفع فوق بناية بوسط القاهرة أمس (رويترز)
لافتة تدعو إلى انتخاب الرئيس السيسي لفترة رئاسية ثانية ترتفع فوق بناية بوسط القاهرة أمس (رويترز)
TT

المصريون في الخارج يصوتون الجمعة في انتخابات الرئاسة

لافتة تدعو إلى  انتخاب الرئيس السيسي لفترة رئاسية ثانية ترتفع فوق بناية بوسط القاهرة أمس (رويترز)
لافتة تدعو إلى انتخاب الرئيس السيسي لفترة رئاسية ثانية ترتفع فوق بناية بوسط القاهرة أمس (رويترز)

يبدأ الناخبون المصريون المقيمون في خارج البلاد، يوم الجمعة المقبل، عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية التي تنحصر بين الرئيس الحالي (صاحب النصيب الأكبر من فرص الفوز) عبد الفتاح السيسي، ورئيس «حزب الغد» موسى مصطفى موسى.
وتستمر عملية التصويت في الانتخابات على مدارس 3 أيام، وتجري في 139 مقراً انتخابياً حول العالم، وتقرر عدم إقامة لجان انتخابية في كل من «ليبيا، واليمن، وسوريا» بسبب الظروف الأمنية والسياسية في الدول الثلاث.
وواصلت «الهيئة الوطنية للانتخابات» ووزارة الخارجية، أمس، متابعة الإجراءات التنفيذية للتأكد من إتمام الاستعدادات اللوجيستية في السفارات المختلفة، إذ سيتولى فريق من الدبلوماسيين العاملين في السفارات المصرية بالخارج عملية مراقبة وإدارة اللجان، وجميعهم مرتبطون بشبكة إلكترونية مع «الوطنية للانتخابات» لتسجيل الناخبين وإدراجهم على قاعدة بيانات من قاموا بالتصويت.
وتشير بيانات الجهاز المركزي للإحصاء إلى أن ما يقرب 10 ملايين مصري يعيشون في الخارج، غير أن ذلك لا يعني أن لهم جميعاً حق التصويت، إذ يحق فقط لمن يبلغ 18 عاماً، واسمه مسجل في قاعدة بيانات الناخبين، ويحمل بطاقة هوية أن يُدلي بصوته.
وسيبدأ المرشحان في الانتخابات مرحلة «الصمت الدعائي» خارج مصر، بعد غد الأربعاء، تمهيداً لبدء التصويت بعد ذلك بيومين، فيما تتواصل عملية الدعاية داخل مصر حتى يوم 24 من مارس (آذار) الحالي، إذ تجرى الانتخابات في داخل البلاد لمدة 3 أيام تبدأ في 26 من الشهر الحالي. وتقدر أعداد من يحق لهم الانتخاب داخل مصر بـ60 مليون شخص.
وسيتمكن الفائز بتلك الانتخابات من قيادة البلاد لأربع سنوات مقبلة، ولن يكون للسيسي (حال فوزه) الحق في الترشح لدورة رئاسية أخرى بعدها، بحسب ما ينص الدستور القائم.
وفي السياق، دعا مجموعة من المصريين المقيمين في الخارج، والذي يطلقون على أنفسهم اسم «الاتحاد العام للمصريين بالخارج» مواطنيهم إلى «الحرص على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات».
وقال الاتحاد في بيان، أمس، إن «المشاركة الإيجابية في الانتخابات تعد أكبر صور الانتماء للوطن، مع ضرورة التحلي بالسلوك الحسن من أجل إظهار الصورة الحضارية لمصر وللمصريين». ومشيداً بسماح اللجنة لكل «مواطن مصري سيتواجد خارج مصر خلال الأيام المحددة للانتخابات الرئاسية الحق في أن يدلي بصوته، سواء كان مقيماً في إحدى الدول أو زائرا أو موجوداً بشكل عارض، له حق الانتخاب باعتباره أمرا منصوصا عليه في الدستور ما دام أن اسمه مقيد بقاعدة بيانات الناخبين».
من جهة أخرى، استقبلت الحملة الرسمية للسيسي، أمس، عدداً من السفراء، ومنهم سفراء الجزائر، والأردن، والعراق، والبحرين، وتونس، والإمارات، وفلسطين، وعمان، وليبيا، إضافة إلى القائمين بأعمال سفراء السعودية، وموريتانيا، وجيبوتي».
وقالت الحملة إن «اللقاء تطرق إلى إجراءات الدولة للانتخابات والجدول الزمني للانتخابات الرئاسية واستعدادات الحملة لانتخابات المصريين بالخارج ومتابعتها، بالإضافة إلى فعاليات وأنشطة الحملة».
وفي شأن قريب الصلة، عقد ائتلاف دعم مصر، مؤتمرا جماهيريا بمحافظة أسيوط (جنوب مصر) أمس، لدعم وتأييد ترشيح السيسي لفترة رئاسية جديدة.
وقال رئيس الائتلاف المهندس محمد السويدي، إن «دعم الائتلاف للرئيس السيسي، دور وطني، بسبب الإصلاحات الاقتصادية التي اتخذها وساهمت بالنهوض بالاقتصاد المصري، وارتفاع احتياطي النقد، وحدوث طفرة اقتصادية بالإضافة إلى إنجازاته في القطاع الصحي والنهوض به والاكتشافات في مجال البترول والطاقة وإنشاء المدن العمرانية الجديدة»، بحسب قوله.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.