توتّر في بريتال البقاعية بعد مقتل شاب خلال مداهمة أمنية

العائلة ترفض تسلّم الجثة قبل تسليم القاتل وتقفل الطرقات احتجاجاً

من مظاهرة أهالي بريتال
من مظاهرة أهالي بريتال
TT

توتّر في بريتال البقاعية بعد مقتل شاب خلال مداهمة أمنية

من مظاهرة أهالي بريتال
من مظاهرة أهالي بريتال

سادت حالة من التوتر يوم أمس في منطقة بريتال البقاعية في محافظة بعلبك، بعد مقتل الشاب ياسين مظلوم (25 عاما) مساء أمس، إثر مداهمة قام بها فرع السرقات الدولية في قوى الأمن الداخلي لإلقاء القبض على أحد المطلوبين ويدعى محمد مظلوم الملقب بـ«الشبح».
وفيما تقول العائلة إن ياسين قتل عن طريق الخطأ، أكد مصدر في «الشرطة القضائية» لـ«الشرق الأوسط» إنه مطلوب بثلاث مذكرات توقيف».
ورفضت عائلة مظلوم تسلم جثة ابنها قبل تسليم القاتل كما عمدت إلى إقفال طريق مدخل بريتال قبل أن يتم فتحها ومن ثم يعاد إقفال طريق بعلبك - رياق حيث عمد المحتجون إلى نصب خيم وطالب رئيس بلدية بريتال أحمد إسماعيل بأن تتحول جريمة قتل ياسين مظلوم إلى المجلس العدلي فورا وينال مرتكبوها أشد العقوبات. وصدر بيان باسم آل مظلوم وأهالي بلدة بريتال أكد «رفض تسلم جثمان الشاب ياسين مظلوم إلى حين توقيف العميد والعقيد وآمر الدورية ومطلق النار ومحاسبتهم وإلا فإن الدولة تقول لنا: «خذوا حقكم بيدكم ونحن لا نريد أن نصل إلى هذه المرحلة فلا تجبرونا على ما لا نريده، فنحن لا نبتغي غير الحق والعدل وألا تذهب هذه الدماء البريئة دون عقاب».
واعتبر البيان أن «استشهاد الشاب ياسين مظلوم على يد عناصر القوة الضاربة التابعة لمكتب السرقات الدولية في الشرطة القضائية بطريقة تدل عن مدى استهتار الدولة بدماء أبنائنا خصوصا أنها ليست المرة الأولى، ولَم نجد أي محاسبة لأي مسؤول أو عنصر عن هذه الجرائم، مع العلم أننا مع بسط العدالة على كامل الأراضي اللبنانية».
من جهته، هدّد حسن مظلوم باسم العائلة بتصعيد التحركات حتى تسليم القاتل وتوجه إلى نواب بعلبك الهرمل قائلاً: «إذا أرادوا التعزية بابننا ننصحهم أن يضعوا القاتل خلف القضبان أولا». وفي وقت لاحق صدر عن تكتل نواب بعلبك الهرمل بيان قدموا فيه التعزية لآل مظلوم وقالوا: «إن الظروف التي قتل فيها الفقيد المأسوف على شبابه ياسين مظلوم تحتاج إلى توضيح وشرح من واجب السلطات الأمنية والقضائية المعنية التي عليها أن تتقدم بها إلينا وإلى أهلنا آل مظلوم وإلى أهل بريتال وإلى أهالي منطقة بعلبك الهرمل من خلال الإسراع في إجراء تحقيق شفاف وعاجل وعادل يبين الحقائق والمسؤوليات ويعلنها أمام الرأي العام». من جهته، طالب وزير الزراعة والنائب في حركة «أمل» غازي زعيتر، «بإجراء تحقيق شفاف وفوري لتحديد المسؤوليات»، مؤكداً: «نحن مع الاستقرار الأمني وليس قتل الأبرياء والمدنيين وهذا الأسلوب والعمل مرفوض كليا وكأنه خارج عن القانون».
كذلك، أكد النائب في «حزب الله» نوار الساحلي أن الشاب ياسين مظلوم ليس علاقة بما حصل وقال: «أبناء منطقة بعلبك الهرمل ليسوا خارجين عن القانون وليس من مشكلة بينهم وبين الدولة أو الأجهزة الأمنية وعندما يقتل شخص بريء يجب حصول تحقيق شفاف». وهي ليست المرة الأولى التي تقوم بها القوى الأمنية بمداهمات في محافظة بعلبك – الهرمل التي يقطن أبناء العشائر عددا من قراها التي تحوّلت إلى ملجأ للفارين والمطلوبين بمذكرات توقيف مخدرات أو قتل أو سلب أو خطف. وتشير التقديرات إلى أن هناك ما يقارب 10514 شخصا بين مطلوب ومحكوم ومسجون، موزعين على الشكل التالي: 3014 محكوما وموقوفاً و7500 ملاحق، إضافة إلى 3700 مذكرة بحث وتحرّ، وينحصر وجود أكثر المطلوبين في بلدات بريتال ودار الواسعة والشراونة والكنيسة.
وغالبا ما يشتبك المطاردون مع القوى الأمنية ويفرون أحيانا إلى الجرود فيما أصبح عدد كبير منهم خارج الأراضي اللبنانية وبالتحديد في سوريا وتركيا وقبرص.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.