المغرب: انطلاق محاكمة أشهر صحافي وسط أجواء متوترة

هيئة دفاع بوعشرين تطعن بتزوير محاضر النيابة العامة

TT

المغرب: انطلاق محاكمة أشهر صحافي وسط أجواء متوترة

مرت الجلسة الأولى لمحاكمة توفيق بوعشرين، مدير نشر صحيفة «أخبار اليوم» المغربية، وسط أجواء متوترة بين دفاعه ودفاع الضحايا، كادت تصل حد التشابك بالأيدي، الشيء الذي أرغم القاضي على توقيف الجلسة لأزيد من 7 مرات.
ويتابع بوعشرين في حالة اعتقال بتهم ثقيلة، من بينها «الاتجار بالبشر». وخلال الجلسة، تقدم أكثر من 20 محامياً للدفاع عن المتهم، بينهم كثير من النقباء، فيما أعلن 12 محامياً ومحامية تنصيبهم للدفاع عن 8 سيدات، بينهن صحافيات، باعتبارهن ضحايا.
ومنذ انطلاق الجلسة، عرض المحامي محمد زيان، عضو هيئة دفاع بوعشرين، إعطاء الكلمة لمحامي الضحايا، معتبراً أنهم لا يتوفرون على الصفة، لكونهم لم يستوفوا إجراءات التنصيب كطرف مدني في القضية.
وفي غضون ذلك، دفع زيان المحامي جواد بنجلون التويمي حتى ارتطم بإحدى الطاولات، بينما كان هذا الأخير يهم بإعلان مؤازرته لـ4 من الضحايا، ومنعه من الكلام، وهو يصيح: «بأي صفة ستأخذ الكلمة؟»، وعندها أوقف القاضي الجلسة وسط تلاسن وصراخ المحامين.
والتمس زيان من القاضي السماح له بتقديم ما سماه «طلبات ما قبل فتح الملف»، طالباً الاستماع إلى دفاع بوعشرين، قبل إعطاء الفرصة لدفاع الضحايا، قصد تسجيل مؤازرتهم، غير أن القاضي رفض الملتمس، مشيراً إلى أن هذا النوع من الطلبات غير منصوص عليه في القانون.
كما طلب زيان من القاضي الشروع في النظر في الملف، معتبراً أن القضية جاهزة، فيما طالب دفاع المشتكيات بتأجيل الجلسة للسماح له باستكمال إجراءات تنصيبه كطرف مدني وإعداد دفاعه. وبعد ذلك، تقدم عضو آخر في دفاع بوعشرين بطلب استدعاء «شهود اللائحة»، وعددهم 6، مشيراً إلى أن أسماءهم ذكرت في محاضر التحقيق، غير أن ضباط الشرطة القضائية والنيابة العامة لم يستمعوا إليهم، فقرر القاضي إرجاء البت في استدعاء هؤلاء الشهود إلى حين استماعه للمتهم.
وأعلن دفاع بوعشرين أنه وضع طعناً بالزور في محاضر الوكيل العام لدى محكمة النقض في الرباط، التي عينت قاضيين للتحقيق في هذا الطعن، إضافة إلى أن إحدى السيدات وضعت بدورها شكوى تطعن فيها بالزور في محضر الاستماع إليها، كمصرحة من طرف الشرطة القضائية. وطلب الدفاع من القاضي البت فيما إذا كان سيوقف النظر في القضية، في انتظار مآل الشكايتين، أم أنه سيواصل النظر فيها. وتدخلت النيابة العامة لتلتمس من القاضي مواصلة النظر في القضية، معتبرة أن الشكايتين بتزوير المحاضر غير معروضتين أمام محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، واتهمت دفاع بوعشرين بمحاولة التأثير على القضاء عبر إثارة هذه الشكاوى التي لا علاقة لها بموضوع المحاكمة.
وعند إعلان محامي الضحايا عن توكيلاتهم، لاحظ دفاع بوعشرين وجود مشتكيتين جديدتين، لم تذكرا في المحاضر الأصلية، وأن المحاضر المتعلقة بهن أضيفت إلى الملف بعد تحويله للمحكمة. وأشار دفاع بوعشرين إلى أن هاتين المشتكيتين لم يسبق أن واجهتا المتهم خلال التحقيق معه. وعند نداء القاضي على المشتكيات والمصرحات، لاحظ أن عدداً منهن لم يحضرن الجلسة. وتدخل دفاعهن لتبرير ذلك بسبب حالتهن النفسية، فيما جلست باقي المشتكيات والمصرحات في قاعة محاذية لقاعة المحكمة، تحت حراسة أمنية مشددة. وصرح أحد محامي المشتكيات بأنهن تعرضن للتهديد، وتلقين مكالمات هاتفية من أقرباء المتهم، لمحاولة دفعهن للتراجع عن أقوالهن أمام المحققين.
وقرر القاضي تأجيل الجلسة إلى الخميس المقبل، قصد تمكين محامي المشتكيات من إعداد دفاعه، واستدعاء باقي المشتكيات والمصرحات المتغيبات، وقال: «حتى الآن، ليس لدينا ضحايا... كل ما لدينا مشتكيات ومصرحات، والمحكمة هي التي ستحدد إن كان هناك ضحايا أم لا».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.