عزز إعلان ألمانيا تعزيز وجودها في العراق «بناء على طلب» من بغداد، توقعات بأن يحل حلف شمال الأطلسي «الناتو»، محل التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق. ودافع مقرب من رئاسة الوزراء عن الطلب المفترض، مؤكداً أنه لا ينطوي على مخالفة قانونية.
وكانت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين قالت في مقابلة تلفزيونية: «بعد الهزيمة التي مُني بها (داعش) في العراق يجب أن نركز الآن على إعادة إعماره، كي تكون الحكومة العراقية قادرة في السنوات المقبلة على العودة إلى الاستقرار». وأكدت أن «الجيش الألماني سيلبي طلباً للحكومة المركزية في بغداد لتقديم المساعدة للعراقيين تتضمن بناء وزارة للدفاع وطرق تقديم الإمدادات الطبية».
وأكد النائب عن «التحالف الوطني» جاسم محمد جعفر، المقرب من رئيس الوزراء حيدر العبادي، أن «موضوع بقاء القوات الأجنبية يحتاج إلى موافقة البرلمان. أما قضايا التدريب والتأهيل والتقنيات والاستشارة فمن صلاحيات رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وليس بحاجة إلى موافقة البرلمان». وأضاف أنه «حتى وإن وجد طلب خطي من رئيس الوزراء لحلف شمال الأطلسي للبقاء في العراق للتدريب والاستشارة والمساعدة التقنية، فليست في الموضوع مخالفة قانونية». وأكد أن «هناك اتفاقية عسكرية بين العراق وأميركا لعدم إفساح المجال لإقامة معسكرات داخل الأراضي العراقية. أما حاجة المدربين فهي من صلاحيات العبادي».
وأوضح الخبير الاستراتيجي هشام الهاشمي لـ«الشرق الأوسط» أن «القوات الألمانية حليفة للولايات المتحدة، وبالتالي فإن استمرار وجودها تحت مظلة الناتو يأتي بعد تزايد المطالبات في البرلمانات الأوروبية بإعادة القوات الموجودة في العراق وأفغانستان».
وأضاف أن «التحالف الدولي الذي أوشكت مهام قواته على النهاية يضم 21 دولة، ومهماته في العراق قتالية، بما في ذلك عمليات التدريب والتجهيز والاستشارة والدعم اللوجيستي وسواها من العمليات ذات الطابع القتالي. وطالما أن مهمات التحالف الدولي ستنتهي بينما الولايات المتحدة تريد البقاء في العراق وأفغانستان، فإن هذا الوجود سيكون ضمن الناتو لأنه لا يحتاج إلى موافقة البرلمانات، بل إن دخوله يأتي ضمن سياق الدفاع عن الدول الأعضاء، وله حق التدخل في أي مكان تحت هذه الذريعة».
ورأى أن «العملية الآن نوع من تبادل الأدوار. أميركا تريد استمرار وجودها في العراق، لذلك ذهب التحالف الدولي ليحل محله الناتو». وأضاف أن «لدى الأميركيين هدفاً رئيسياً، وهو إخراج إيران وحلفائها من سوريا وإضعاف دورها في العراق، ولذلك فإن الوجود الأميركي عبر الناتو غير معلومة نهايته، والأهم أن إيران ستكون بموجب هذه الخطة عدواً، ليس للولايات المتحدة فقط، بل لكل دول الناتو».
إلى ذلك، قلل الخبير الأمني فاضل أبو رغيف من أهمية وجود قوات «الناتو» في العراق. وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «دول الناتو باتت تخطب ود العراق بعد أن تمكن من عبور عقبة (داعش)، وهذا تطور مهم في مسار الحرب ضد الإرهاب». وأضاف أن «مهمات قوات الناتو في العراق لن تتعدى أكثر من دور التدريب والتطوير والتجهيز والتسليح ودعم العراق بالمعلومات الأمنية والاستخباراتية، فضلاً عن التضامن مع العراق ومساعدته، لا سيما في حركة المطارات والحدود والمطلوبين من التنظيمات الإرهابية». وأشار إلى أن «الوضع الآن صار أكثر متانة من ذي قبل».
إلى ذلك، قال العبادي، أمس، إن بلاده تسعى إلى «تمتين العلاقات مع إيران»، خلال استقباله نائب الرئيس الإيراني إسحق جهانغيري. وأضاف، بحسب وكالة الصحافة الألمانية، أن «لدينا علاقات تاريخية متينة بين البلدين والشعبين ونسعى لتمتينها في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والتجارية والمجالات الأخرى، إضافة إلى العمل على إزالة جميع المخلفات السابقة».
ورجحت مصادر عراقية أن تتوج زيارة المسؤول الإيراني بالتوقيع على مذكرات تفاهم تتيح للشركات الإيرانية الحصول على فرص استثمار، في إطار خطط العراق لإعادة البناء والإعمار، خصوصاً المناطق المتضررة من الحرب ضد «داعش».
8:17 دقيقة
«الأطلسي» لخلافة التحالف في العراق
https://aawsat.com/home/article/1197896/%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%84%D8%B3%D9%8A%C2%BB-%D9%84%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%81-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82
«الأطلسي» لخلافة التحالف في العراق
طهران تريد تأمين حصة للشركات الإيرانية من عقود إعادة الإعمار
- بغداد: حمزة مصطفى
- بغداد: حمزة مصطفى
«الأطلسي» لخلافة التحالف في العراق
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة