قلق في إسرائيل من الوضع الصحي لعباس... والسلطة تنفي مرضه

تل أبيب تتوقع تسارع «حرب الخلافة»

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتحدث أمام المجلس المركزي في مقره برام الله في يناير الماضي (أ.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتحدث أمام المجلس المركزي في مقره برام الله في يناير الماضي (أ.ب)
TT

قلق في إسرائيل من الوضع الصحي لعباس... والسلطة تنفي مرضه

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتحدث أمام المجلس المركزي في مقره برام الله في يناير الماضي (أ.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتحدث أمام المجلس المركزي في مقره برام الله في يناير الماضي (أ.ب)

أعربت مصادر أمنية في إسرائيل، عن قلقها من الوضع الصحي للرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، من جراء «بعض التراجع الذي طرأ عليه (صحيا) في الآونة الأخيرة». وأعدت الأجهزة الأمنية تقريرا يتضمن ما أسمته «معلومات عن صحة وأداء عباس، الذي سيحتفل بعيد ميلاده الـ83 في نهاية الشهر»، ورفعته إلى المستويات السياسية والعسكرية في إسرائيل.
والهدف من التقرير هو التنبيه لضرورة الاستعداد الإسرائيلي لمواجهة الأوضاع التي قد تنجم عن غياب مفاجئ للرئيس عباس. وجاء في التقرير، أنه «وعلى الرغم من أن التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية يجري بشكل جيد، فإن إسرائيل تستعد لاحتمال أن يؤدي استمرار التدهور في حالة عباس إلى تسريع حرب الخلافة في السلطة الفلسطينية وتقويض الاستقرار النسبي السائد حاليا في الضفة الغربية».
وقال التقرير الإسرائيلي: «في نهاية الشهر الماضي، عندما كان عباس في الولايات المتحدة، لإلقاء خطاب في مجلس الأمن في نيويورك، جرى نقله إلى المستشفى لإجراء فحوصات طبية وأمضى ساعات عدة. وفي يوليو (تموز) الماضي، أيضا، خضع عباس للفحص في مستشفى رام الله. وفي كلتا الحالتين نفى المتحدثون باسمه الادعاءات بشأن الأمراض التي يعاني منها، وأعلنوا أن حالته الصحية مرضية. وقال عباس في مقابلة مع التلفزيون الفلسطيني في 22 فبراير (شباط) الماضي، إن صحته جيدة. ومن ناحية أخرى، فإن الناشطين الفلسطينيين المعارضين لسلطة عباس يزعمون أنه مريض وإن حالته تزداد سوءا. بل كان هناك ادعاء في الشبكات الاجتماعية، لم يجر تأكيده رسميا، بأنه يعاني من سرطان في الجهاز الهضمي. وقد خفّض رئيس السلطة الفلسطينية ساعات عمله في السنة الأخيرة، ويشعر الناس من حوله بأنه يظهر عدم الصبر والعصبية، ويكثر من المواجهة مع مساعديه ومع مسؤولين آخرين في السلطة الفلسطينية».
ويتطرق التقرير الإسرائيلي إلى البعد السياسي لوضع عباس الصحي فيقول: «بصرف النظر عن صحته وعمره المتقدم، يبدو أن سلوك عباس يعكس عمق الأزمة السياسية التي تواجه السلطة الفلسطينية، وبالتالي قيادة الرئيس. ويكمن السبب الرئيسي لذلك في العلاقات المتعكرة مع إدارة ترمب ووقوف الولايات المتحدة، الواضح، إلى جانب إسرائيل في الخلافات حول العملية السياسية بينها وبين الفلسطينيين. وترافق هذا الموقف الأميركي خطوات أخرى يمكن أن تضر بالاقتصاد الفلسطيني، مثل إقرار قانون تايلور فورس (تقييد المساعدات المالية الأميركية بسبب دعم السلطة الفلسطينية للأسرى وعائلاتهم وعائلات الشهداء الفلسطينيين)، والعزم على خفض الدعم المقدم للأونروا. وتواصل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، بتوجيه من عباس، التنسيق الوثيق مع الجيش الإسرائيلي والشاباك، والمساعدة بانتظام في إنقاذ المدنيين الإسرائيليين الذين يدخلون المنطقة ألف الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية. ولكن مع تفاقم صحة عباس، من المتوقع أن تتصاعد معركة الخلافة بين كثير من المرشحين الذين يتطلعون لقيادة السلطة الفلسطينية. ويعتبر ما يقرب من عشرة من السياسيين والمسؤولين الأمنيين الفلسطينيين أنفسهم يستحقون المنصب، ويمكن تشكيل تحالفات مؤقتة بين بعضهم في محاولة لتأمين السيطرة على السلطة الفلسطينية. وتشعر إسرائيل بالقلق إزاء عدم الاستقرار خلال هذه الفترة، حيث يتضح أن ولاية عباس تقترب من نهايتها، ويخشى أن يؤثر التوتر الداخلي أيضا، على درجة الكبح التي ستمارسها قوات الأمن الفلسطينية لمنع شن هجمات ضد الجيش الإسرائيلي والمدنيين الإسرائيليين في الضفة الغربية».
وتنفي الرئاسة الفلسطينية أن يكون عباس مصابا بأي أمراض، وتقول إنه يتمتع بصحة جيدة. وتقول الأوساط المقربة من الرئيس الفلسطيني إنه ليس مريضا أبدا. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إنه مرهق للغاية.
وأضافت: «بالنسبة لعمره، يعمل كثيرا ولا يحصل على قسط جيد من الراحة، ناهيك بالضغوط السياسية الكبيرة عليه».
وتابعت: «لا يهدأ ويواصل اجتماعاته وسفرياته واتصالاته في هذا العمر». وبحسب المصادر نصحه أطباؤه بالراحة وبالتوقف عن التدخين أو استقبال مدخنين، وأخذ وقت أطول للنوم وإجازات إذا استطاع.
ويأتي تأكيد الرئاسة على صحة عباس الجيدة في مواجهة تزايد الإشاعات.
وأثار النقاش حول صحة عباس في الأوساط الفلسطينية مسألة خلافته الصعبة. وازداد التركيز على محمود العالول، البالغ من العمر 68 عاما، الذي انتُخب قبل نحو عام لمنصب نائب الرئيس في حركة فتح التي يقودها عباس، لكن مرشحين آخرين مطروحين بقوة على الساحة.
وينتظر أن ينجح عباس في إجراء انتخابات جديدة في منظمة التحرير الفلسطينية، من شأنها تقوية مرشح بعينه من أجل خلافته.



لجنة الاتصال العربية: ندعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخاردية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخاردية الأردنية على إكس)
TT

لجنة الاتصال العربية: ندعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخاردية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخاردية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية- سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون على الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «دعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية-سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبما فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤ وأهدافه وآلياته، بما في ذلك تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الإنتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استنادا إلى دستور جديد يقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وكانت جامعة الدول العربية، أعربت عن تطلعها إلى التوصل لموقف عربي موحد داعم لسوريا في هذه المرحلة الصعبة، وفقا للمتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية جمال رشدي.