وزير الخارجية الكويتي: «الاتحاد» بند دائم على جدول أعمال القمم الخليجية

جلسة برلمانية كويتية غير رسمية تزامنت مع اليوم العالمي للمعاقين ({الشرق الأوس})
جلسة برلمانية كويتية غير رسمية تزامنت مع اليوم العالمي للمعاقين ({الشرق الأوس})
TT

وزير الخارجية الكويتي: «الاتحاد» بند دائم على جدول أعمال القمم الخليجية

جلسة برلمانية كويتية غير رسمية تزامنت مع اليوم العالمي للمعاقين ({الشرق الأوس})
جلسة برلمانية كويتية غير رسمية تزامنت مع اليوم العالمي للمعاقين ({الشرق الأوس})

أكد رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أن جدول أعمال القمة الخليجية التي تستضيفها الكويت الأسبوع المقبل يتضمن مناقشة الاتحاد الخليجي الذي يعتبر بندا دائما على جدول أعمال القمة الخليجية، مشيرا إلى أن الاتصالات والمشاورات لا تزال قائمة بشأنه، خصوصا في ظل ما تشهده المنطقة خلال الفترة الراهنة من قضايا وأحداث.
وبيّن الشيخ صباح الخالد عقب مشاركته في احتفال السفارة الإماراتية بعيدها الوطني مساء أول من أمس أن «العملة الخليجية الموحدة ستقر باستبعاد بعض الدول الخليجية، إلى جانب الكثير من المشاريع الاقتصادية التي يفترض إنجازها وفقا لبرنامجها الزمني خلال عام 2015، وأحدها العملة الخليجية».
ورد الشيخ صباح الخالد على إشادة نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء في الإمارات وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بدعم دولة الكويت ودورها في فوز دبي باستضافة معرض أكسبو لعام 2020، بأن «الكويت دعمت دبي في طلب استضافتها معرض أكسبو 2020، وأن كلمة سمو أمير البلاد في القمة العربية الأفريقية الثالثة التي استضافتها الكويت قبل أسبوعين تضمنت إشارة واضحة إلى الدعم الذي تقدمه الكويت لدبي من أجل الفوز باستضافة معرض أكسبو لعام 2020، وما قامت به الكويت ممثلة بسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والحكومة الكويتية يأتي من منطلق أن ترشح دبي هو ترشح للكويت».
وعلى صعيد متصل، نفى وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله تحفظ الكويت على الاتحاد الخليجي، مشيرا إلى أن «مرحلة التأني والدراسة للاتحاد أشبعت وبالتالي نتمنى أن ننتقل إلى مرحلة التوافق».
وذكر أن تجربة مجلس التعاون تعني للكويت وللقيادة الكويتية الكثير، وبالتالي فإن القيادة الكويتية حريصة على تعزيز وتطوير هذه المسيرة، وحريصة على أن لا يمس هذه التجربة أي شوائب وأن لا تتعطل هذه المسيرة، وجهود أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد خيرة وبناءة لرعاية هذه المسيرة، وأي خلاف بين دول مجلس التعاون سيؤثر في مسيرة مجلس التعاون، وبالتالي فإن كل دول المجلس تسعى لأن لا يكون هناك خلاف، وأن لا تكون هناك شوائب، بل انسجام وصفاء في العلاقات الخليجية، كي تنطلق المسيرة إلى الآفاق المرجوة لها.
وأعلن الجار الله أن مشاركة المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية اقتصرت على الاجتماعات الوزارية، وأن الدعوة لم توجه إلى العاهلين الأردني والمغربي للمشاركة في قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وجاءت تصريحات الجار الله مساء أول من أمس خلال مشاركته في احتفال السفارة الرومانية لدى البلاد بعيدها الوطني وتطرق فيها كذلك إلى ملف الجرف القاري الموجود بالمنطقة الحدودية البحرية بين الكويت والسعودية وإيران، مبينا أن هذا الملف لا يزال عالقا بين الكويت وإيران، لكننا «بصدد التنسيق والتفاهم حوله، كما أنه كان ضمن وفي رد على سؤال يتعلق بموضوع الجرف القاري، حيث طرح الموضوع خلال اجتماع اللجنة الثنائية المشتركة بين الكويت وإيران مطلع الأسبوع بمشاركة وزيري الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد والإيراني محمد ظريف، إلا أن الموضوع لا يزال معلقا بين البلدين رغم وجود اجتماعات تعقد بين فترة وأخرى حوله، ونحن بصدد التنسيق والتفاهم مع أصدقائنا في إيران على الأسس القانونية التي ننطلق منها لمعالجة موضوع الجرف القاري، في ظل استعداد الجانبين الكويتي والإيراني لبلورة هذا الموضوع بما يخدم مصلحة جميع الأطراف المعنية بملف الجرف القاري.
ووصف الجار الله زيارة وزير الخارجية الإيراني للكويت مطلع الأسبوع بأنها «تختلف عن أي زيارة سابقة، باعتبارها تأتي في أجواء مختلفة وإيجابية وانفتاح ورغبة حقيقية في تطوير العلاقات من الجانب الإيراني والجانب الخليجي بشكل عام».
وفي ما يتعلق بالعلاقات الكويتية العراقية، تمنى وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله أن يكون هناك جديد في ما يتعلق بملفي رفات الأسرى الكويتيين في العراق والأرشيف الكويتي، «ومع استمرار البحث والتواصل والتجاوب من الجانب العراقي لا بد أن نصل إلى نتيجة في النهاية، والأمم المتحدة سترعى الأمر وستتابع هذه العملية من خلال مكتب بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق المعروف اختصارا باسم (يونامي)، وهناك تنسيق بيننا وبين الأمم المتحدة والجانب العراقي في هذا الصعيد».
وأعلن الجار الله أن مؤتمر المانحين2 لمعالجة الأوضاع الإنسانية في سوريا والذي تستضيفه الكويت سيعقد منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل وسيسبق انعقاد مؤتمر جنيف2، كاشفا عن أن الكويت وعددا من الدول أوفوا بتعهداتهم بسداد قيمة ما أعلنوا التبرع به خلال المؤتمر السابق للمانحين للأمم المتحدة، وهناك دول أخرى ستسدد ما عليها من التزامات.
إلى ذلك، نعى وزير الإعلام الكويتي الشيخ سلمان الحمود المدير التنفيذي الأسبق لمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربية بدر المضف الذي ووري الثرى في الكويت أمس، وذكر الوزير أن الكويت فقدت أحد رموز رجالات الإعلام الكويتي، حيث قدم الفقيد الكثير لوطنه وسيرته الذاتية تحكي إنجازاته منذ أن بدأ عمله في تلفزيون الكويت عام 1964 ثم أصبح مديرا لإدارة البرامج بالتلفزيون عام 1984 ومراقبا للسينما عام 1987، وفي عام 1995 أصبح مديرا عاما للتلفزيون ومديرا تنفيذيا لمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربية، كما يعتبر الفقيد رمزا من رموز الإعلام الكويتي وسخر خبراته المتعددة في مختلف مجالات الإعلام لرفعة مستوى الإعلام الكويتي، كما يعد واحدا من رواد زمن السينما الكويتية في عصرها الذهبي واستطاع مع زملائه إنجاز الكثير مما يوثق ازدهار الحركة الفنية الكويتية بدءا بفيلم «العاصفة» الروائي باعتباره أول فيلم سينمائي كويتي أنتج عام 1965، إضافة إلى مساهمته في أعمال خليجية عبر مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربية التابعة لمجلس التعاون الخليجي وأبرزها برامج «سلامتك».
ومن جهة أخرى، تنطلق في الكويت اليوم الأربعاء أعمال الدورة السادسة للجنة المرأة باللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) التابعة للأمم المتحدة بتنظيم لجنة شؤون المرأة التابعة لمجلس الوزراء الكويتي.
وأكدت رئيسة اللجنة الشيخة لطيفة الفهد أهمية هذه الدورة التي تستضيفها الكويت وتعقد في ظل مستجدات ومتغيرات عربية تستدعي التحرك للحفاظ على مكتسبات المرأة العربية.
ومن المقرر أن تبحث الاجتماعات التي تنتهي غدا الخميس قضايا إقليمية، بينها العنف ضد المرأة على أساس النوع الاجتماعي وبحث مسألة دمج قضايا النوع الاجتماعي في المؤسسات الحكومية في الدول العربية، إلى جانب توقيع مذكرة تفاهم بين لجنة المرأة الكويتية والإسكوا لتعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات النسوية.
وأمميا، طوت الكويت أمس صفحة جديدة من تداعيات الغزو العراقي عليها عام 1990، حيث وقعت مع الأمم المتحدة وثيقة التطمينات السياسية، التي تمثل المرحلة النهائية من التزامات الكويت لمتطلبات القرار 269 تمهيدا لنقل مسؤولية الإشراف المباشر على برامج إعادة تأهيل البيئة من لجنة الأمم المتحدة للتعويضات إلى الكويت التي يبلغ إجمالي مشاريعها 2.9 مليار دولار أميركي.
واعتبر وزير النفط الكويتي مصطفى الشمالي توقيع الاتفاقية بمثابة مرحلة إتمام الكويت لجميع التزاماتها في ما يتعلق بمتطلبات الأمم المتحدة الخاصة ببرامج إعادة تأهيل البيئة، وبموجبها سينقل الإشراف المباشر على المشاريع المعتمدة من لجنة الأمم المتحدة الخاصة ببرامج إعادة تأهيل البيئة إلى الكويت من خلال نقطة الارتباط الكويتية.
وستنفذ الكويت لتأهيل البيئة الملوثة عقب حرق نظام صدام حسين قبل تحريرها عام 1991 الآبار النفطية عدة مشاريع، من بينها إعادة تأهيل المياه الجوفية في منطقة أم العيش والروضيتين (شمال الكويت) وتأهيل مساحات شاسعة من التربة الملوثة من آثار حرق الآبار النفطية، إلى جانب إعادة تخضير مساحات صحراوية بنباتات فطرية لتعيد لها بعضا من طبيعتها قبل الغزو العراقي، وأيضا تشمل المشروعات إنشاء خمس محميات طبيعية تبلغ مساحتها نحو 10% من المساحة الكلية للكويت وتنظيف السواحل المتأثرة بكميات النفط التي سببها الغزو وإزالة الألغام والمتفجرات الموجودة حتى الآن تحت البحيرات النفطية وكثير من الأماكن المرتبطة بمشاريع الاتفاقية الدولية.
وحكوميا، عقد مجلس الوزراء أمس اجتماعه الأسبوعي وعبر خلاله عن ارتياحه لتأكيد ثقة مجلس الأمة بوزير الصحة الشيخ محمد عبد الله المبارك واعتبرها دافعا قويا لمزيد من العطاء المخلص والعمل الجاد وتحقيق المزيد من الإنجازات، كما أكد التزام الحكومة وإيمانها المطلق بالديمقراطية التي تصب في مصلحة الوطن وحرصها على تعزيز التعاون المشترك لحل القضايا في إطار من الثقة المتبادلة بين المجلس والحكومة في ظل أحكام الدستور والقوانين سعيا لتلبية آمال المواطنين وطموحاتهم ورفعة شأن الوطن وازدهاره.
وبحسب البيان الرسمي لمجلس الوزراء فإن المجلس اطلع كذلك على الاستجواب المقدم من النائب حمدان العازمي إلى وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ذكرى الرشيدي حول وجود مخالفات وتجاوزات في وزارة الشؤون والمدرج على جدول أعمال البرلمان خلال جلسته المنعقدة الثلاثاء المقبل، وأضاف البيان أن الوزيرة شرحت لمجلس الوزراء ردودها على محاور الاستجواب بوضوح وشفافية، وأكد مجلس الوزراء مجددا على أن الاستجواب حق دستوري لعضو مجلس الأمة لتحقيق الرقابة البرلمانية الهادفة على أعمال السلطة التنفيذية، إلا أن ممارسته يجب أن تكون وفق الأطر والضوابط الدستورية واللائحة الداخلية لمجلس الأمة، وتلك التي كشفت عنها المحكمة الدستورية في حكميها الصادرين في خصوص تفسير المادة 100 و102 من الدستور، وأن مخالفة هذه الضوابط تعد تكريسا لأعراف برلمانية غير دستورية لا تتماشى مع النهج المأمول في الممارسة السياسية السليمة وأن مجلس الوزراء يأمل أن تكون الممارسة البرلمانية في خصوص الاستجواب المشار إليه متفقة والأعراف البرلمانية الصحيحة.
كما أقر مجلس الوزراء إنشاء وحدة التحريات المالية الكويتية التي تختص بمسائل مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتأتي التزاما بتعهد دولة الكويت بإتمام الإجراءات المطلوبة في هذا الصدد على أن تكون لها شخصية اعتبارية مستقلة وتعمل بوصفها الجهة المسؤولة عن تلقي وطلب وتحليل وإحالة المعلومات المتعلقة بما يشتبه أن يكون عائدات متحصلة من جريمة أو أموال مرتبطة أو لها علاقة بها أو يمكن استعمالها للقيام بعمليات غسل أموال وتمويل إرهاب وفقا لأحكام قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وبين مجلس الوزراء بأن التوصل إلى هذا القرار جرى بالتعاون مع خبراء صندوق النقد الدولي.
وهنأ مجلس الوزراء الكويتي بمناسبة ذكرى العيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ونائب رئيس الدولة حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وإلى رؤساء المجلس الأعلى للاتحاد وإلى الشعب الإماراتي الشقيق، سائلا المولى المزيد من التقدم والرخاء والازدهار لدولة الإمارات وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والرفاه في ظل القيادة الرشيدة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وبرلمانيا، تعهد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم بتأسيس مكتب لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة بالبرلمان ليقدم خدماته للمكفوفين والصم بما يؤكد استمرار الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، وتسهيل حضور ذوي الاحتياجات لجلسات مجلس الأمة لإتاحة المجال لهم للتواصل مع نواب المجلس بكل يسر وسهولة.
وجاءت تصريحات الغانم خلال ترؤسه جلسة غير رسمية جلس خلالها ذوو الاحتياجات الخاصة على مقاعد النواب والوزراء وعقدت تزامنا مع اليوم العالمي للمعاقين.



مواقف سعودية راسخة لدعم القضية الفلسطينية

الأمير محمد بن سلمان يتحدث خلال القمة العربية والإسلامية في الرياض نوفمبر 2024 (واس)
الأمير محمد بن سلمان يتحدث خلال القمة العربية والإسلامية في الرياض نوفمبر 2024 (واس)
TT

مواقف سعودية راسخة لدعم القضية الفلسطينية

الأمير محمد بن سلمان يتحدث خلال القمة العربية والإسلامية في الرياض نوفمبر 2024 (واس)
الأمير محمد بن سلمان يتحدث خلال القمة العربية والإسلامية في الرياض نوفمبر 2024 (واس)

تواصل السعودية مساعيها الداعمة للقضية الفلسطينية، وتتخذ مواقف ثابتة وراسخة في مختلف المحافل الدولية للدفاع عنها، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة، وذلك من خلال اضطلاعها بدورها التاريخي والريادي في الوقوف إلى جانب الفلسطينيين، انطلاقاً من مكانتها الدولية وثقلها العربي والإسلامي.

وترأس نيابةً عن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، وفد المملكة المشارك في القمة العربية غير العادية التي استضافتها القاهرة، الثلاثاء؛ لبحث تطورات القضية الفلسطينية، والجهود العربية المشتركة حيالها.

ورحّب لقاء أخوي تشاوري جمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر، الشهر الماضي في الرياض، بعقد هذه القمة العربية الطارئة، وجرى خلاله تبادل وجهات النظر حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، خصوصاً الجهود المشتركة الداعمة للقضية الفلسطينية، وتطورات الأوضاع في قطاع غزة.

صورة من اللقاء الأخوي نشرها بدر العساكر على حسابه في منصة «إكس»

وأشاد الشيخ مشعل الأحمد، أمير دولة الكويت، في برقية بعثها للأمير محمد بن سلمان، عقب اللقاء، بما تبذله السعودية من جهود حثيثة أكدت المكانة الرفيعة التي تتبوأها، والدور البارز الذي تؤديه على المستويين الإقليمي والدولي، «في ظل التحديات العصيبة التي تعصف بمنطقتنا، لا سيما القضية الفلسطينية، وما يعانيه الشعب الفلسطيني»، متطلعاً إلى توحيد وجهات النظر حول مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك، «بما يضمن مستقبلاً أفضل لدولنا، ويحقق أمن وتطلعات شعوبنا».

ونوّه مراقبون بأن مواقف السعودية تجاه القضية الفلسطينية ثابتة لا تتبدل، ولا تقبل المساومة، ولا تخضع لأي مُزايدات سياسية، موضحين أنها تتمثل في عدم إمكانية تحقيق سلام عادل وشامل أو إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون مسار والتزام واضحين بإقامة دولة فلسطينية مُستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما أكده المسؤولون السعوديون في مختلف المحافل، والبيانات الصادرة عن المملكة.

وأكدت السعودية مراراً أن القضية الفلسطينية هي قضيتها الأولى، مشددة على أنه لا يمكن لمجلس الأمن الدولي التنصل من مسؤولياته تحت أي ذريعة، داعية إياه لاتخاذ قرارات شجاعة تكفل تلبية الاستحقاقات التي حُرم منها الشعب الفلسطيني.

القادة المشاركون في القمة العربية والإسلامية التي استضافتها الرياض نوفمبر 2024 (واس)

وأصرّت في بيان لوزارة خارجيتها الشهر الماضي على أن الشعب الفلسطيني صاحب حق في أرضه، وليس دخيلاً عليها أو مهاجراً إليها يمكن طرده متى شاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، مؤكدةً أن حقه سيبقى راسخاً، ولا يستطيع أحد سلبه منه مهما طال الزمن، وأن السلام الدائم لن يتحقق إلا بالعودة إلى منطق العقل، والقبول بمبدأ التعايش السلمي عبر حل الدولتين.

وأشار المراقبون إلى أن قرارات القمة العربية والإسلامية التي أُقيمت في الرياض خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ومنها رفض تهجير الفلسطينيين، تُشكِّل أساساً ومرجعاً للموقف العربي من التصريحات الأميركية والإسرائيلية بشأن تهجير سكان غزة، وضم الضفة الغربية لإسرائيل، ووضع القطاع تحت إدارة السلطة الأميركية.

وأعلنت السعودية باسم الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين في سبتمبر (أيلول) الماضي، عن إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»، وذلك خلال اجتماع وزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام، على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، في خطوة عدَّها مراقبون مؤشراً لإعادة المصداقية للعمل متعدد الأطراف، ودليلاً على الرغبة الجادة في إحلال السلام وإقامة الدولة الفلسطينية.

الأمير فيصل بن فرحان لدى إعلانه عن «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين» (الخارجية السعودية)

واستضافت الرياض أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أول اجتماعات التحالف، بمشاركة نحو 90 دولة ومنظمة دولية، وأكد خلاله الأمير فيصل بن فرحان أهمية تكثيف الجهود الدولية لإنقاذ حل الدولتين، وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، مشدداً على التزام السعودية والشركاء الإقليميين بتحقيق السلام، عبر خطوات عملية وجداول زمنية محدّدة تهدف لإنهاء الاحتلال، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة.

وكانت السعودية قد سارعت منذ بدء أزمة غزة بتقديم مساعدات وإمدادات إنسانية عاجلة للمتضررين عبر جسرين، جوي وبحري، وأطلقت حملة تبرعات شعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني في القطاع؛ حيث تجاوز إجمالي قيمة تبرعاتها 707 ملايين ريال، كما قدّمت دعماً مالياً شهرياً للإسهام في معالجة الوضع الإنساني بغزة ومحيطها.

وأدانت السعودية مراراً القصف الإسرائيلي لمناطق في سوريا، وانتهاكات دولة الاحتلال المتكررة للاتفاقيات والقوانين الدولية ذات الصلة، مشددةً على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف تصرفات إسرائيل المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة، ومنع اتساع رقعة الصراع.

القادة المشاركون في القمة العربية والإسلامية التي استضافتها الرياض نوفمبر 2024 (واس)

وأكدت وقوفها إلى جانب لبنان وشعبه، ودعمه لتجاوز أزماته، معبِّرة عن ثقتها بقدرة الرئيس جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، على الشروع في تنفيذ اللازم لدعم أمنه واستقراره ووحدته، والحفاظ على مؤسسات الدولة ومكتسباتها، بما يُعزز ثقة شركاء لبنان، ويعيد مكانته الطبيعية، وعلاقته بمحيطيه العربي والدولي.

وتواصل السعودية بذل جهود حثيثة لمعالجة أزمة السودان، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، واستعادة الاستقرار فيه، تمهيداً لمستقبل سياسي يضمن أمنه واستقراره ووحدته وسيادته، ويوقف التدخلات الخارجية، مع استمرار جهودها في تقديم الاستجابة الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب السوداني.