مقتل وإصابة عشرات «الدواعش» غرب الموصل

تحذير من ضعف منظومة القيادة والسيطرة

TT

مقتل وإصابة عشرات «الدواعش» غرب الموصل

أكدت القوات الأمنية العراقية أنها تمكنت من إحباط هجوم قام به تنظيم داعش على إحدى النقاط الأمنية في منطقة بادوش غربي محافظة نينوى. وفيما حذر خبير استراتيجي من أن المخاوف التي يمثلها «داعش» لا تزال قائمة بسبب الضعف في منظومة القيادة والسيطرة، فإن مركز الإعلام الأمني أعلن في بيان له اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أن «القوات الأمنية أحبطت محاولة تعرض على إحدى النقاط الأمنية في بادوش بمحافظة نينوى وأنها تجري عملية بحث واسعة عن المجموعة الإرهابية التي أقدمت على هذا العمل الإرهابي».
في السياق ذاته أعلن مصدر أمني مسؤول أن «القوات الأمنية، تمكنت من إلقاء القبض على 17 (داعشيا) في قرية الريحانية، والاستيلاء على أسلحة خفيفة وقنابل يدوية كانت بحوزتهم ضمن قاطع بادوش غرب الموصل». وأضاف البيان أنه «تم قتل ثمانية إرهابيين من (داعش) بينهم ثلاثة قياديين، بقصف جوي في جبل العطشانة بعد هجومهم على سيطرة بادوش (غرب الموصل) وانسحابهم إلى الأنفاق في منطقة الجبلة».
وطبقا للمصدر الأمني ذاته فإن الهجوم الذي قام به عناصر (داعش) أسفر عن مقتل جنديين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة.
من جهته، أكد الخبير الاستراتيجي والعسكري الدكتور أحمد الشريفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المحاذير مما يجري في الموصل لا تزال قائمة بل والمخاوف لا تزال هي الأخرى قائمة لأن الوضع لا يزال غير طبيعي في تلك المناطق برغم إعلان النصر العسكري وتحرير المدن والأراضي»، مبينا أن «التحرير العسكري غير كاف في ظل ضعف أمني يحتاج إلى الكثير من المسائل التي تعطيه زخما وقوة مثل الجهد الاستخباري والصلة مع المجتمع المحلي».
وأضاف الشريفي أن «المخاطر الأمنية ربما تكون أحيانا أخطر من التهديد العسكري لأنك في حال التهديد العسكري هناك شاخص واضح أمامك وهو العدو الذي يتحرك وبإمكانك مواجهته وجها لوجه بينما التهديد الأمني أمر مختلف تماما حيث إن العدو في هذه الحالة يملك القدرة على الانتقال إلى ما يمكن تسميته بالحروب الشبحية».
وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت هناك حواضن يلجأ إليها (داعش) في تلك المناطق استبعد الشريفي «فكرة وجود حواضن بين سكان تلك المناطق بعد الذي جرى من قبله حيالهم، بل يمكن القول إن هذا التنظيم الإرهابي يملك القدرة على الاختباء بطرق مختلفة وأساليب ربما تنطلي على الجميع سواء كانوا المجتمع المحلي نفسه أو الجهات الأمنية مما يتطلب زيادة التنسيق والتعاون بين الطرفين للقضاء على أساليبه التي يحاول من خلالها استعادة أنشطته وربما نفوذه»، مشيرا إلى أنه «يجب التأكيد أن المخاوف من داعش لا تزال قائمة في ظل ضعف للعديد من عناصر الدولة هناك التي لم تتمكن من فرض إرادتها بالكامل في تلك المناطق».
ولفت الشريفي إلى أن «الوضع في الموصل لا يعاني من عدم وجود قادة وضباط ومراتب شجعان قادرين على مواجهة التحديات، لكن المشكلة لا تزال تكمن في ضعف منظومة القيادة والسيطرة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.