مقتل 23 من «الشباب» في هجوم لقوات صومالية وكينية

TT

مقتل 23 من «الشباب» في هجوم لقوات صومالية وكينية

أعلنت القوات الصومالية والكينية مقتل 23 من عناصر حركة «الشباب» الصومالية في عملية مشتركة في منطقة حدودية، بينما قالت قيادة القوات الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» إن القوات الأميركية شنت غارة جوية الاثنين الماضي على عناصر تابعة للحركة جنوب الصومال، ما أدى إلى مصرع اثنين منهم.
وقالت مصادر صومالية لـ«الشرق الأوسط» إن قوات من الجيش الصومالي والقوات الكينية التابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال «أميصوم»، تمكنت أمس، من قتل 23 من «الشباب» في بلدة فهافدون الواقعة جنوب غربي مقاطعة غيدو بالصومال. وأوضحت أن قتالاً استمر لنحو أربع ساعات ودار حول قاعدة لـ«الشباب» في البلدة التي كانت تستخدمها الحركة قاعدة لشن هجمات ضد القوات الصومالية وقوات «أميصوم».
من جهتها، أشارت إذاعة «شابيلا الوسطى» المحلية في الصومال إلى نقل جرحى أصيبوا في انفجار ناقلة جنود مدرعة بلغم يوم الأحد الماضي، على الطريق في منطقة جيدو بالقرب من الحدود الصومالية مع كينيا، إلى مستشفيات في العاصمة الكينية نيروبي.
من جانبها، نفت قيادة «أفريكوم» الأميركية، في بيان من مقرها في مدينة شتوتغارت الألمانية مساء أول من أمس، أن تكون الغارة التي شنتها طائرة من دون طيار ضد مواقع تابعة لـ«الشباب»، قد أسفرت عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين، مشيرة إلى أن الغارة تمت بالتنسيق مع الحكومة الصومالية قرب مدينة جلب. وقالت: «بالتنسيق مع الحكومة الفيدرالية الصومالية، شنت القوات الأميركية غارة جوية ضد مسلحي الشباب في منطقة جلب الصومالية، الأمر الذي أسفر عن مقتل إرهابيين اثنين وجرح إرهابي واحد».
إلى ذلك، تعهدت الحكومة الصومالية وقوات «أميصوم» بتعزيز الشراكة بينهما في «الحرب على الإرهاب» في الصومال.
وأكد فرانسيسكو ماديرا، الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي للصومال، وعبدي محمد صبري، وزير الداخلية والشؤون الفيدرالية والمصالحة، التزامهما بالقتال ضد حركة «الشباب». وأبلغ ماديرا الصحافيين في مقديشو بأن «قوات أميصوم» وقوات الأمن والجيش الصومالي «يد واحدة». وأضاف: «كلنا متحدون من أجل تحقيق هدف واحد وهو محاربة حركة الشباب»، بينما اعتبر المسؤول الصومالي أن لدى قوات الأمن الصومالية «الهدف نفسه وهو هزيمة حركة الشباب».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.