وزير الأوقاف اليمني: الحوثيون حرّفوا المذهب الزيدي عن مساره الصحيح

قال لـ {الشرق الأوسط} إن الميليشيات حوّلت 750 مسجداً إلى قواعد عسكرية ووزّعت أراضي الوقف على قياداتها

وزير الأوقاف اليمني أحمد عطية
وزير الأوقاف اليمني أحمد عطية
TT

وزير الأوقاف اليمني: الحوثيون حرّفوا المذهب الزيدي عن مساره الصحيح

وزير الأوقاف اليمني أحمد عطية
وزير الأوقاف اليمني أحمد عطية

أكد الدكتور أحمد عطية وزير الأوقاف اليمني، أن الحوثيين ألبسوا مذهب «الزيدية» اللباس الإيراني، وانحرفوا بالمذهب الزيدي عن مساره الصحيح إلى إمامية إثني عشرية أئمتها في طهران. وأضاف في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط»، أن 150 عالم دين يقبعون في سجون الميليشيات الحوثية دون مسوّغ قانوني وشرعي، ويعانون الاضطهاد والتعذيب، كونهم يخالفون معتقد الميليشيات التي جاءت بفكر بعيد عن طبيعة اليمنيين في التسامح وعدم الغلو في الدين. وشدّد على أن ما تقوم به السعودية في خدمة الحجاج كافة القادمين من مختلف دول العالم بما في ذلك القادمون من دول على خلاف سياسي معها ومنها إيران، وقطر، واليمن، يسكت كل من يدعي أن الحكومة السعودية تسيّس الحج، خصوصاً أن الكثير من هذه الدول يتجاوز عدد الحجاج فيها 80 ألف حاج.
ولفت إلى أن قطر تغرّد خارج السرب بتصريحاتها حول تدويل أو تسييس الحج، معرباً عن أسفه أن تسير على خطى إيران، بدلاً من أن تكون في الحضن العربي. وأشار وزير الأوقاف اليمني إلى أن بلاده سترسل هذا العام قرابة 24 ألف حاج يمني من مختلف مناطق البلاد، بعد التنسيق مع الحكومة السعودية. وفيما يلي نص الحوار:
- ما هي أوجه الخلاف مع معتقد الميليشيات الحوثية؟
- هناك نقاط خلاف كثيرة، ضمها أن الميليشيات جاءت بفكر غريب عن طبيعة أبناء اليمن، وفيه ما فيه من المغالطات. نحن في اليمن تعايشنا «شافعية»، و«زيدية» أكثر من ألف عام ولم يحصل أو يسجل خلال تلك القرون أي خلاف في شرائح المجتمع كافة، وهنا نقطة الخلاف الرئيسية مع هذه الميليشيات.
- هل يعني ذلك أن اختلاف المذاهب ظهر على السطح مؤخراً؟
- ليس هناك أي اختلاف، ولكن عندما ألبس الحوثيون مذهب «الزيدية» اللباس الإيراني، وانحرفوا بالمذهب الزيدي عن مساره الصحيح إلى إمامية اثنا عشرية أئمتها في طهران بدا أن هناك اختلافاً فيما عرفناه عن المذهب الزيدي، وبدا الاستهداف لكل مقومات الدين في اليمن ومن يخالف أو يعترض هذه الفئة، وكان أول استهداف للمجتمع اليمني في المسجد الذي يرتكز على 3 ركائز رئيسية «المصلى، المبنى، والإمام»، وهذه الركائز انعدمت بعد العملية الانقلابية.
- كم عدد رجال الدين الذين يقبعون في سجون الميليشيات؟
- أمر مؤلم جداً أن يزج بالعلماء في السجون دون وجود أي مبرر أو مسوغ قانوني، وتملك وزارة الأوقاف إحصائية دقيقة في هذا الشأن، إذ بلغ عدد العلماء الذي يقبعون في سجون الميليشيات قرابة 150 عالم دين، يلقون العذاب والإهانة على يد الميليشيات، كما أن أكثر من 1200 خطيب وإمام وداعية، جرى إزاحتهم وتهجيرهم إلى خارج اليمن واستخدمت القوة المفرطة معهم، وهم موجودون الآن في السعودية، والأردن، والإمارات.
- ما هو وضع المساجد الآن بعد العملية الانقلابية؟
- هناك نحو 750 مسجدا جرى العبث بها في المناطق التي تقع تحت سيطرة الميليشيات الحوثية، وبعض المدن التي دخلوها بالسلاح وخرجوا منها عقب تحرير الجيش لها، ومنها ما حوّلته الميليشيات إلى مقر ومستودع عسكري كبير وأودعت في هذه النوعية من المساجد كميات كبيرة من الأسلحة، وهناك مساجد حوّلها الحوثيون إلى جلسات لتعاطي القات، ومنذ أعوام لا يرفع الأذن في هذه المساجد ولا تقام فيها صلاة، أما النوع الأخير من المساجد فهو ما حوّلته الميليشيات إلى أنقاض بعد نسفها بالصواريخ وتفجيرها بالكامل.
- هل خاطبتم منظمات دولية حول تغيير المناهج؟
- بعثنا رسالة إلى المنظمات الدولية حول تغيير مناهج الدين، وهذا أمر مزعج أن تتغير مناهج التعليم التي وضعت على يد خبراء ومختصين في هذا الجانب، وجرى تحريف المحتوى التعليمي وتصوير الحكومة اليمنية ورئيسها بأنهم منافقون ويخالفون الدين، ولم تكتف الميليشيات بذلك بل وضعت صورة بدر الدين (الحوثي) في الصفحة الأولى للكتب المدرسية كافة، وهذا وفقاً للأنظمة الدولية مخالف للقانون.
- ماذا عن أراضي الوقف التابعة للوزارة؟
- أراضي الوقف تشرف عليها الوزارة، لكن بعد العملية الانقلابية على الشرعية باع الحوثيون هذه الأراضي الكبيرة دون حق قانوني لجلب الأموال، ومنها ما يقع في ذمار، وصنعاء، وعمران، وحجة، ومنها ما جرى السطو عليها وتحويلها باسم مشرفين حوثيين وقيادات بارزة في الميليشيات، وهناك بعض الأراضي التي سارعت الميليشيات بالبناء عليها وتحويلها لقواعد عسكرية وتجمعاً لقياداتها.
- ما هو دور هيئة الفتوى التي أطلقتها الميليشيات؟
- هذه من المخالفات القانونية والشرعية، إذ لا تشكل هيئة الفتوى إلا بقرار جمهوري من الرئيس عبد ربه منصور هادي، ولذلك هذه الهيئة مخالفة للدستور اليمني قانونياً، وشرعاً الهيئة التي أطلقتها الميليشيات شكلت على أساس سلالي فكل أعضائها من عائلة وسلالة واحدة هي المخولة التي تصدر التشريعات الدنية والفتوى التي تحتاج إليها الميليشيات في تنفيذ مخططها.
- ما هو هدف الميليشيات من هذه الأعمال؟
- هذه الأعمال التي تمارسها الميليشيات بحق الدين والمنتسبين إليه واستهداف المساجد، مؤشر قاطع على تحريف الميليشيات الحوثية لكل تيار أو مذهب أو فكر يتعارض مع أطروحاتها وثقافتها، وبالتالي نحن لسنا أمام انقلاب عسكري فقط، وإنما أمام انقلاب ديني ومذهبي واجتماعي وسياسي، وذلك لتغيير الخريطة والديموغرافيا اليمنية التي عاشت على نهج التعايش منذ أكثر من ألف عام، وللأسف فإن الحوثيين أقحموا الصراعات السياسية في الدين وأركانه الخمسة لتدمير كل ما يتصل بالدين.
- كم تتوقعون أن يفد إلى السعودية من اليمن لأداء مناسك الحج؟
- وفقاً لما هو مقدر من قبل الوزارة فإن قرابة 24 ألف حاج يمني سيؤدون مناسك الحج، وجرى وضع الترتيبات كافة لدخول الحجاج وفقاً للأنظمة المعمول بها في السعودية، وقامت الحكومة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والوزارات كافة بتقديم المساعدات وتذليل أي معوق يمنع دخول الحجاج القادمين من عموم المناطق اليمنية.
- هناك من حاول التشكيك في الدور السعودي لخدمة الحج؟
- ما تقوم به السعودية للحجاج كافة بشكل عام، ولليمنيين بشكل خاص فيه أقوى رد على من يتشدق بأن السعودية تسيّس الحج... لو كانت تريد تسييس الحج لما سمحت وعلى مدار 3 أعوام لليمنيين أن يحجوا وهم في حرب السعودية طرف فيها، ومع ذلك لم تدخل الحج في موضوع الصراع الدائر في اليمن، ولو كانت كذلك لمنعت الحجاج الإيرانيين الذين يتجاوز عددهم 80 ألف حاج من دخول أراضيها، بذريعة الخلاف السياسي، وما تقوم به طهران في العديد من الدول العربية وتدخلها السافر في الشأن اليمني وإشعالها الحرب، لم تنظر السعودية على خلفية الحاج بل تقدم له الرعاية بغض النظر عن مصدر قدومه.
- الحكومة القطرية أطلقت تصريحات ودعت مع بعض الدول إلى تدويل الحج. كيف ترون ذلك؟
- للأسف الشديد، تغرد قطر خارج السرب بتصريحاتها حول الحج، وكان الأولى بقطر أن تكون في الحضن العربي، لكن أن تسير مع إيران في خط واحد فهذا أمر محزن للغاية، ونحن في اليمن حكومة وشعباً نقف مع السعودية جنباً إلى جنب ضد مثل هذه الأطروحات التي تدل على ضحالة موقف هذه الدول التي لا تدرك حجم ما تقوم به السعودية من أعمال لخدمة أي وافد للأراضي السعودية لتأدية مناسك الحج أو العمرة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.