قرطبة الأندلسية.. تحفة أثرية على ضفة الوادي الكبير

تحتفي بزوارها في مسجدها الكبير وتوزع الفرح مجانا

الجسر الروماني وفي الخلف يبدو مسجد قرطبة
الجسر الروماني وفي الخلف يبدو مسجد قرطبة
TT

قرطبة الأندلسية.. تحفة أثرية على ضفة الوادي الكبير

الجسر الروماني وفي الخلف يبدو مسجد قرطبة
الجسر الروماني وفي الخلف يبدو مسجد قرطبة

كان اختيار موقف الحافلات السياحية الآتية إلى قرطبة من مدن إسبانية أخرى في شارع رئيس، يتمشى رصيفه على ضفة الوادي الكبير، أو «غوادلكبير» كما يسميه الإسبان، اختيارا ذكيا وموفقا حد الدهشة. فالسياح يغادرون حافلاتهم، حال توقفها، وينتشرون بطريقة عفوية على الرصيف، في مواجهة مشهد بانورامي عريض لمدينة قرطبة التي تنتظرهم على الضفة الأخرى للنهر. مشهد خاطف للبصر مثير لدهشة الإعجاب الأول، يحثُّ على الإسراع إلى قلب المدينة لسماع نبضها الداخلي، والاستماع إلى تفاصيل ما تقوله عن نفسها. على بعد أمتار قليلة تنحدر ضفة النهر بسلاسة لتلامس مجراه، الذي بدا في ربيع هذا العام، كسولا، كأنما تعبت مياهه من التدفق والجريان بين جبال ملقا والمحيط الأطلسي عبر السنين.
لم تكن وجهتي قرطبة، حين قررت القيام بالرحلة. كانت غرناطة هاجسي الجميل الذي سهر معي الليلة الماضية ونام، واستيقظنا معا على حلم بتجوال يلم بقايا التاريخ العربي الإسلامي من قصر الحمراء (ألامبرا)، ويعيد قراءته.
في الصباح المتأخر قليلا، انتظرت أمام مكتب في فندق «كوستا سول بارك»، في مدينة توريمولينوس حيث أقمت أسبوعا، تجلس خلفه سيدة تنظم الحجز لرحلات داخلية إلى مدن مقاطعة الأندلس ذات الحكم الذاتي. وعندما جاء دوري طلبت حجز بطاقة لشخصي. دفعت الرسوم المطلوبة (40 يورو)، وغادرت الفندق، لـ«تسكع إيجابي»، أقوم به يوميا، في أسواق توريمولينوس وعلى شاطئ بحرها يتواصل لساعتين على الأقل، ولم أنتبه إلى أنني حجزت لقرطبة. وحين أدركت ذلك، لم يعد استبدال البطاقة ممكنا، فقد غادرت السيدة الفندق. لم أندم، ولم ألعن حظي، بل سخرت من زلة لساني وحسب. وقلت لي، إن غرناطة التي سقطت سهوا من رغبتي، ليست الأندلسية الوحيدة التي سأفتقدها، فهناك أشبيلية أيضا، وطليطلة، وأندلسيات أخريات جميلات ومدهشات حتما. ثم إن هذا الخطأ «الإيجابي» سيتيح لي زيارة عاصمة الدولة الأموية.

لوز عربي
في الحافلة التي تتفرج نوافذها على مساحات شاسعة من الأراضي، لم أكن مشغولا بمكر التاريخ وحروبه وتقلباته، بين الفينيقيين والرومان والقوط الغربيين والبيزنطيين والعرب المسلمين وغيرهم، بل برغبتي المستعجلة في الوقوف على الجوانب الحضارية التي أعطت للمكان قيمته، في حضرة من تركوا تواقيعهم بارزة على معالم قرطبة وبصماتهم واضحة على ملامحها.
استغرقت الرحلة من توريمولينوس إلى قرطبة، عبر مدينة ملقا وأراضي مقاطعتها، قرابة ثلاث ساعات، ضمنها استراحة لمدة عشرين دقيقة. السائق أندريس وفّر لنا رحلة هادئة في حافلته المكيّفة، بينما زودتنا جانيت - المرشدة التي تتحدث بأربع لغات يلتقط كل منا ما يخصه منها أو يفهمه - بمعلومات قيمة تجاوزت حدود المدينة التي نقصدها: «هذه الأراضي المشجرة هي جبال ملقا. هذا قصر القصبة، إنه قصر عربي.. هناك أعلى المرتفع. وهناك متحف القصر أيضا. وهذا غوادي المدينة (وادي المدينة) في ضواحي ملقا. هناك بعيدا تقع ألميريا، عاصمة مقاطعة ألميريا. على الجبال إلى اليسار، تنمو أشجار اللوز. العرب هم من جلبوه إلى بلادنا. هذه حقيقة. وما ترونه الآن، على جانب الطريق، أعلى الهضبة الصغيرة، مقبرتان متجاورتان: يهودية، ومسيحية».
تتابع جانيت وننصت إليها:
«الآن يتغير المشهد كثيرا. كل ما سنمر به من الهِضاب القريبة والبعيدة، هو أراض مزروعة بأشجار الزيتون. وثمة مزارع لعباد الشمس في المناطق السهلية. تغطي مزارع الزيتون مساحات هائلة من الأراضي الواقعة بين ملقا وقرطبة. من الزيتون الأسود المنتشرة أشجاره هنا نستخرج الزيت الشهير (إكسترا فيرجن) الذي يفضله أكثركم على ما أظن».
«سي سينيورا»، يرد الركاب.

* سلاما قرطبة
ندخل قرطبة سياحا «فاتحين»، عبر الجسر الروماني أو «قنطرة قرطبة»، المعلم الأول الذي يجر أقدامنا إلى تفاصيل المدينة، عبر مسافة تمتد ثلاثمائة وواحدا وثلاثين مترا.
بني الجسر الذي أقيم على سبع عشرة قنطرة، في عهد السمح ابن مالك الخولاني، والي الأندلس، بأمر من عمر بن عبد العزيز سنة 101هـ. وقيل إن قنطرة كانت قائمة على النهر قبل مجيء العرب بنحو مائتي سنة، سقط بعض جوانبها عبر السنين. شيد القنطرة بنو أمية، بعد ذلك، وحسّنوها. وقد وصفتها بعض المصادر العربية بـ«القنطرة العجيبة التي فاقت قناطر الدنيا حسنا وإتقانا»، وعُدّت «واحدا من مفاخر الحضارة الإسلامية» في الأندلس.
نتوقف قبالة سور المدينة الممتد إلى الجانبين أمام بوابة للعابرين، هي إحدى سبع بوابات في السور، تماما كما في القدس القديمة. وفي اللحظة التي تغادر فيها أقدامنا آخر الجسر تاركة خلفها وقعها المرتجف أمام عظمة المدينة، تتوقف المشاعر للحظات، تتبدّل، ويعيد المرء تنظيم انفعالاته. هذه مدينة لا تشبه المدن. هذه قرطبة. في تلك اللحظة، لا تسمح المشاعر حتى بعد إعادة ترتيبها بالدخول قبل أن يتوقف المرء ويهتف باللغة التي يحبها: «سلاما أيها الخليفة عبد الرحمن الداخل. سلاما قرطبة، أعظم مدن زمانك الذي حفظك لزماننا».

* جوهرة قرطبة
بنيت قرطبة كمستوطنة رومانية (206 قبل الميلاد)، على الجانب الشمالي للوادي الكبير، وكان يسمى نهر بيتيس، ثم أصبحت عاصمة لولاية بيتيكا (جنوب إسبانيا)، وظلت مدينة رومانية لمدة تزيد على سبعة قرون.
فتح المسلمون الأمويون قرطبة على يد القائد مغيث الرومي، مولى الخليفة الوليد بن عبد الملك في سنة 710م. وقد جعلوا الأندلس تابعة لولاية المغرب، إلى أن جعلها عمر بن عبد العزيز تابعة للعاصمة الأموية في دمشق بشكل مباشر. وظلّت قرطبة مقرا لولاتهم على الأندلس إلى أن سقطت الدولة على أيدي العباسيين سنة 750م.
ومع قدوم الأمير الأموي، عبد الرحمن الداخل، هاربا من العباسيين إلى الأندلس، تغير واقع قرطبة. استولى عبد الرحمن على مقاليد الأمور في الأندلس الإسلامية، وجعل قرطبة عاصمة له سنة 756م. ومعه عاشت المدينة عصرها الذهبي، وفي عهده، بدأ العمل في مسجد قرطبة الكبير.
وصلنا إلى المسجد، جوهرة قرطبة الاستثنائية ورمزها الأكثر شهرة، وأجمل إبداعات المسلمين فيها، مما جعل «اليونيسكو» تصنفه موقعا تراثيا عالميا. من الخارج، يبدو الموقع جسدا هائلا يربض وسط المدينة القديمة. في الداخل، تبعدنا التفاصيل الفنية للمسجد عن العالم المحيط، ونتمشى وسط غابة مدهشة من الأعمدة الرخامية والأقواس التي تعلوها. نتوقف تحت القبة ثمانية الشكل، والتي تعلوها صَدَفة، فتحتوينا تفاصيلها الزخرفية المدهشة. إنها بحق إحدى آيات الفن المعماري.
يقطع مرشدنا كريستوفر تأملنا الصامت: «جاء الرومان. من بعدهم المسيحيون (330 سنة بعد المسيح)، ثم جاء العرب المسلمون».
بخبرته يعرف أن واحدا، من بيننا أو أكثر، سيطرح عليه السؤال الذي سمعه من قبل. ولأنه يعرف فقد أعد إجابة سبق بها السؤال المتوقع وصادره: «نعم، حوّل المسيحيون المسجد إلى كنيسة، وقد أنزلوا المنارة من أعلى المئذنة. المسلمون أيضا حولوا كنيسة آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد!».
ثم يهز كتفيه: «هذا تاريخ». ويحرص على التأكيد: «هذه كلها آثار بلادنا. هذا تاريخنا، وهذه حضارتنا التي نعتز بها».
يعدّ مسجد قرطبة أول مبنى إسلامي في المدينة، ويرجع تأسيسه إلى زمن الخلافة الأموية في الأندلس، حيث شاطر المسلمون المسيحيين كنيستهم العظمى، وكانت مقامة على موقع معبد روماني. وعندما جاء الخليفة عبد الرحمن الأول، أبدى رغبة في بناء مسجد يضاهي مساجد بغداد ودمشق والقدس عظمة. اشترى شطر الكنيسة العائد للروم، مقابل أن يُعيد بناء ما تم هدمه من كنائسهم أثناء اجتياح المدينة، وأمر بإقامة المسجد الذي يُسمى اليوم مسجد الكاتدرائية، أو «كاتدرائية مِسكيتا»، كما يطلق عليه سكان المدينة. وهو مستطيل الشكل، ويمتاز بصحن فسيح، ويضم العديد من الأروقة أوسعها الرواق الأوسط المؤدي إلى المحراب. وتعتبر منارة المسجد، المسماة منارة عبد الرحمن الناصر، من المنارات البديعة التي تحتوي على سلمين، ولها مائة وسبع درجات. أعلاها ثلاث مظلات، اثنتان من الذهب والثالثة من الفضة فوقها سوسنة من ذهب، توجد فوقها رمانة ذهبية صغيرة. وقد حوّل الإسبان هذه المنارة إلى برج لأجراس الكاتدرائية. وتوجد في الزاوية الجنوبية للمسجد منارة أخرى مربعة الشكل، مكونة من خمسة طوابق، في كل طابق منها عدد من الأجراس. أما قبة المسجد فتقوم على 365 عمودا من المرمر. وبلغ عدد قناديل المسجد نحو أربعة آلاف وسبعمائة قنديل من الفضة. وللجامع 1293 عمودا من الرخام والغرانيت، بقي منها اليوم 1300 عمود.

* خوداريا
من المعبد إلى الحي اليهودي، المسمى «خوداريا» مباشرة. ساحات عدة صغيرة تتفرع منها أزقة ضيقة. كان الحي إسلاميا في الأصل قبل أن يقيم فيه اليهود. تتوسطه جامعة إسلامية. وفي ساحة الكاردينال سالازار، يوجد تمثال نصفي للعالم المسلم «محمد الغافقي»، أحد مؤسسي طب العيون في العالم (توفي في قرطبة سنة 1165)، كان خبيرا في الجراحة، وتخصص في أمراض العيون والقزحية.
في متاهة الأزقة الضيقة، المزينة بأصص الورد المعلقة على الجدران مثل قناديل الفرح، نصل إلى تمثال الرابي موسى بن ميمون جالسا. ونقف بضع دقائق لتأمل هذه الشخصية اليهودية الأشهر في العصور الوسطى.
وُلِد موسى بن ميمون في قرطبة سنة 1135م، وتوفي في القاهرة سنة 1204م. عرف عربيا بأبي عمران موسى بن ميمون عبيد الله. وكان هناك مستشفى باسمه في قرطبة.
يستوقفنا أيضا أبو القاسم خلف بن العباس الزهاري، المعروف باسم «البوكاسيس»، أعظم جراح أنجبه العالم الإسلامي في العصور الوسطى، وأبو الجراحة الحديثة.
تنتهي رحلتنا عند الحي اليهودي، لنبدأ جولة حرة في المدينة الساحرة، أختمها بلقاء ابن رشد، أو أرسطو العرب كما يسميه القرطبيون، خارج المدينة حيث أقيم له تمثال جميل.
نعود باتجاه الجسر الروماني، تسبقنا إليه موسيقى صاخبة وهتافات تشدنا نحو الفرح. اليوم هو عيد العذراء. يضع أهل قرطبة صلبانا من الزهور في الحارات والزوايا الرئيسة، ويخرجون إلى الشوارع للرقص والشراب. إلى أن يحين موعد مغادرة الحافلة قرطبة، أنضم إلى مهرجان صغير راقص قرب مدخل المدينة. الفلامنكو تصدح، والأجساد تنفض عنها متاعب أيامها الماضية، وأنا أصفق طويلا. ألتقط الصور وأصفق. ثم أعبئ صدري بكثير من الفرح وأودع المدينة.



ماذا تزور في كاليفورنيا العام المقبل؟

يونيفرسال ستوديوز (الشرق الاوسط)
يونيفرسال ستوديوز (الشرق الاوسط)
TT

ماذا تزور في كاليفورنيا العام المقبل؟

يونيفرسال ستوديوز (الشرق الاوسط)
يونيفرسال ستوديوز (الشرق الاوسط)

تستقبل كاليفورنيا عام 2026 بموجة من المعالم السياحية الحديثة، والفنادق الجديدة، والاحتفالات الفريدة، إلى جانب فعاليات بارزة ستجعل من مدن الولاية الشهيرة وجهةً عالمية بامتياز.

إليكم أهمّ الأحداث والمعالم البارزة التي تناسب السياح القادمين من دول الشرق الأوسط.

الطريق 66 يحتفل بالذكرى المئويّة لانطلاقته

من صحاري مقاطعة سان برناردينو إلى رصيف سانتا مونيكا الشهير، ستحتفل كاليفورنيا في عام 2026 بمرور 100 عام على إنشاء الامتداد الأسطوريّ للطريق 66 في الولاية، حيث تشكل هذه الاحتفاليّة فرصة نادرة لمشاهدة المعالم الساحرة على جانبي الطريق، والنُزُل الكلاسيكيّة التي تستلهم روح الماضي، فضلاً عن مراكز خدمة الزائرين الجديدة، والمرافق الثقافيّة التي تحتفي بالتاريخ الغنيّ للطريق الأمّ.عودة نهائي كرة القدم الأميركيّة ستستضيف سان فرانسيسكو في فبراير(شباط) المقبل المباراة النهائيّة المقبلة لدوري كرة القدم الأميركيّة الوطنيّ «سوبر بول إل إكس»، لتعود بذلك، للمرة الثالثة، إحدى أبرز الفعاليات الرياضيّة العالميّة إلى منطقة خليج كاليفورنيا، وستطلق المدينة، كذلك، العديد من المهرجانات الجماهيريّة، والأنشطة الاجتماعيّة التفاعليّة، بالإضافة إلى المسابقات المميّزة في جميع أنحاء المنطقة.

بيوت ملونة في الامو سكوير كاليفورنيا (الشرق الاوسط)

نهائيّات كأس العالم لكرة القدم 2026 في نسختها التاريخيّة

ستلعب كاليفورنيا دوراً رئيساً في كأس العالم لكرة القدم 2026، حيث ستجري على أرض كلّ من منطقة خليج سان فرانسيسكو ولوس أنجليس 14 مباراة، وسيستقبل ملعب «ليفاي» في «سانتا كلارا» وملعب «سوفي» في «إنغلوود» جماهير المشجّعين من جميع أنحاء العالم، كجزء من النسخة الموسّعة للنهائيات في أميركا الشمالية.عطلة نهاية أسبوع مثيرة مع «ناسكار سان دييغو»

للمرّة الأولى على الإطلاق، ستنظّم الرابطة الوطنية لسباقات السيارات «ناسكار» في يونيو 2026 مجموعة من السباقات في قاعدة عسكرية نشطة في سان دييغو، حيث ستتوّج عطلة نهاية الأسبوع بمناسبة عيد الأب، ولمدّة ثلاثة أيام متتالية، بعدد من السباقات الاحترافيّة للشاحنات: «سلسلة كرافتسمان ترك»، و«سلسلة إكسفينيتي»، و«سلسلة الكأس» في المستوى الأعلى، بالتزامن مع الذكرى السنوية الـ250 لتأسيس البحريّة الأميركيّة.

الترامواي الشهير في سان فرنسيسكو (الشرق الاوسط)

متحف لوكاس لفنون السرد

من المرتقب افتتاح المتحف المكوّن من خمسة طوابق، في حديقة المعارض بلوس أنجليس، وسيعرض أعمالاً فنية تشمل جميع أشكال السرد القصصيّ البصريّ من خلال الرسم والتصوير الفوتوغرافيّ والأفلام والنحت، على مساحة 100 ألف قدم مربع من حرمه الباهر الذي يمتدّ لأكثر من 11 فداناً، والمزدان بالمناظر الطبيعيّة الخلّابة من الخضرة والحدائق.

متنزّه «ليجو لاند» الترفيهي

سيُطلق متنزّه «ليجو لاند» الترفيهي في كاليفورنيا لعبته المثيرة «غالاكتيكوستر»، وهي أوّل أفعوانيّة جديدة له منذ أكثر من عقدين، وتتميّز بتصميمها المستوحى من عالم الفضاء، حيث سيكون باستطاعة المغامرين تخصيص مركبتهم الفضائية بالمؤثّرات المحببّة للانغماس في مغامرة مثيرة.

أفعوانيّة جديدة في عاصمة الترفيه

ستكشف مدينة الملاهي وأشهر استوديوهات الأفلام في هوليوود «يونيفرسال ستوديوز هوليوود» عن تشكيلة مثيرة من الألعاب، بما في ذلك إطلاق «فاست آند فيوريوس: هوليوود دريفت». وهي أوّل أفعوانيّة خارجيّة عالية السرعة، حيث تصل سرعة هذه الأفعوانية المدهشة إلى 72 ميلاً في الساعة، وتتميّز على نحو غير مسبوق بحركة دوران 360 درجة، مُحاكيةً حركة السيارات تماماً كما في سلسلة أفلام «فاست آند فيوريوس» الشهيرة.

منتجع ومتنزّه ديزني لاند

تتواصل احتفالات منتجع ديزني لاند بالذكرى السبعين لإنشائه حتى الصيف المقبل، حيث يمكن للضيوف قضاء أوقات مفعمة بالمتعة والإثارة في فترات محدّدة، وأجواء حماسيّة، مع الديكورات الزاهية، والمأكولات والمشروبات المميّزة، وعروض المنتجات التذكاريّة، وغيرها الكثير.

سباقات السيارات من بين النشاطات الجاذبة للعرب (الشرق الاوسط)

مواجهة أسماك القرش في «سي وورلد»

كشفت سلسلة الحدائق والمتنزّهات البحرية «سي وورلد سان دييغو» عن خطط لتحديث وإعادة تصميم أحد أبرز معارضها الأيقونية؛ «مواجهة أسماك القرش»، ومن المقرر افتتاح المعرض الجديد في ربيع العام المقبل، حيث سينغمس الزوار في تجربة المحيط كما لم يعهدوها من قبل، مزودين بأكثر الوسائط المتعددة حداثة وتطوراً في بيئات بحرية شديدة الحيوية، وستوفر «مواجهة أسماك القرش» أيضاً جولة حصرية لكبار الشخصيات مع أسماك القرش، ممّا يمنح الزوار تواصلاً بصرياً من مسافة قريبة، وتجربة تفاعليّة حية لن تُنسى بسهولة.

منتجعات ترفيهيّة فاخرةستحتفي مدينة «بالم ديزرت» بافتتاح منتجع «دي إس آر تي سيرف» الجديد صيف 2026 حيث سيضمّ فندقاً ومطعماً وفللاً فاخرة وبحيرة بمساحة شاسعة، لركوب الأمواج الاصطناعيّة القابلة للتعديل لتناسب جميع الأعمار والمهارات، بالإضافة إلى التركيز على الاستدامة من خلال برنامج «سيرف تو تيرف»، الذي يهدف إلى تحويل مساحات العشب في ملاعب الجولف القريبة إلى مناظر طبيعية، في مشهد آسر يدمج بين تجربة ركوب الأمواج والبيئة الصحراويّة المحيطة.

معرض الفيلة في حديقة حيوان سان دييغو

سيُفتتح «وادي داني سانفورد للفيلة» في حديقة حيوان سان دييغو مطلع العام الجديد، وسيتيح للزوار فرصة لا مثيل لها لاستكشاف واستلهام قلب السافانا الأفريقية، وبخاصة نظام حياة الفيلة الأفريقية، فهذا المشروع المثاليّ يضمّ أكثر من 350 نبتة سافانا محليّة، ويمثّل ثمرة جهود أكثر من 10 سنوات من التخطيط والابتكار في مجال الحفاظ على الحياة البريّة وتنوعها الغنيّ.

«ويست هاربر»... أحدث متنزّه ترفيهيّ بحري

سيُفتتح «ويست هاربر» الصيف المقبل، ليُعيد تعريف واجهة لوس أنجليس البحريةّ كوجهة جديدة وأكثر حيويّة لتناول الطعام والترفيه والتواصل المجتمعيّ. يغطي المشروع مساحة 42 فداناً على امتداد ميناء لوس أنجليس، وتتوزّع فيه مجموعة من المطاعم والمتاجر والمرافق الترفيهيّة، ومدّرج يتسع لـ6200 مقعد، يربطها جميعاً ممشى عام ذو مناظر طبيعيّة خلّابة على الجانبين، كما سيتضمّن الافتتاح كذلك نقطة انطلاق لرحلات شركة «هاربر بريز كروزيز البحرية»، التي توفّر للزوّار فرصة نادرة للاستمتاع بجولات ورحلات بحريّة خاصّة لمشاهدة الحيتان من كثب.

«أو سي فايب»... أول الافتتاحات

تمتدّ «أو سي فايب»، وهي منطقة ترفيهيّة متكاملة وجديدة، على مساحة تزيد على 100 فدان على طول النهر في مقاطعة أورانج، وتقع إلى جوار كلّ من «آرتيك»؛ المحطّة الإقليميّة الشهيرة للنقل المتعدد الوسائط، ومركز هوندا. ومن المتوقّع تدشين المنطقة على مراحل، تشمل مرحلة عام 2026 افتتاح مجموعة من المرافق، مثل قاعة السوق على مساحة 50.000 قدم مربعة، وهي مخصّصة لفنون الطهو، إذ يُقدّم فيها 21 مفهوماً من المفاهيم الإبداعيّة في الطهو على يد عدد من أمهر الطهاة، إضافة إلى ستة أماكن مميزة؛ بما في ذك افتتاح «ذا ويف»، وهو مبنى مكاتب للعمل، عمليّ وصديق للبيئة؛ وقاعة للحفلات الموسيقية، تتّسع لـ5.700 شخص؛ والحديقة الحضريّة الواقعة في قلب «أو سي فايب».

لأول مرة ملعب «أونتاريو تاور بازرز»

يُعدّ ملعب «أونتاريو » فضاءً رياضيّاً وترفيهيّاً متكاملاً يمتدّ على مساحة 190 فداناً، وهو الآن مقرّ «أونتاريو تاور بازرز»؛ الفريق الجديد التابع لنادي «لوس أنجليس دودجرز» في دوري الدرجة الأولى، ومن المقرّر افتتاح الملعب في أبريل (نيسان) 2026 تزامناً مع انطلاق مباريات الموسم في البيسبول.

أماكن إقامة جديدة جديرة بالاهتمام

تشهد كاليفورنيا توسّعاً متنامياً في خيارات الإقامة المتنوّعة، ففي عام 2025، افتُتح أكثر من 46 فندقاً ومنتجعاً جديداً، ممّا رفد قطاع الإقامة بأكثر من 6300 غرفة إضافيّة، وفي العام المقبل ستدخل في الخدمة عشرات المشاريع الفندقيّة التي شارفت على الانتهاء من بنائها.

> منتجعات يوسيميتي الخارجيّة، التي تقدّم تجربة إقامة جديدة في منطقة «يوسيميتي»، وتتميّز بتصميم عصريّ ووسائل راحة راقية.

> فندق «ذا بيبي جراند»، الذي يضفي لمسةً جمالية أنيقة على شاطئ «كورونادو»، بتصميمه العصريّ الفريد، وإطلالات تناول الطعام على الشاطئ.

> فندق «كالي آند روفتوب»، وهو جزء من مجموعة فنادق «ماريوت أوتوغراف كوليكشن»، في مدينة «إنغلوود»، ويتميّز بموقعه المثاليّ بالقرب من ملعب «سوفي» الشهير.

> منتجع «ذا إيلين» الفاخر في وادي «نابا»، يعدّ أحدث منتجع بوتيكيّ في المنطقة يجمع بين الرفاهيّة والتجارب الأصيلة، ومن أفضل الوجهات لتناول الطعام في وادي «نابا».

> مخيّم «أندر كينفاس يوسيميتي»، الذي يتيح تجارب تخييم فاخرة تجمع بين الراحة والاستدامة البيئية، مع خيام على طراز رحلات السفاري في أحضان الطبيعة.

> فندق «لايم لايت ماموث»، الذي سيُفتتح في ديسمبر (كانون الأول) 2025، وسيضفي على جبل «ماموث» للتزلج طابع مجموعة فنادق ومنتجعات «أسبن هوسبيتاليتي» الجبليّ المعاصر وحماسة ما بعد التزلّج النابضة بالحياة.

> فندق «سوليا»، وهو فندق قيد الإنشاء، وسيكون جزءاً من مجموعة فنادق «أوتوغراف» ضمن محفظة ماريوت الدوليّة، وتفصله عن متنزّه «ليجولاند» الترفيهيّ بضع دقائق.

> منتجع «سيكس سينسز نابا فالي» الغنيّ بالمياه المعدنيّة، ويجمع بين المرافق الصحيّة المتكاملة، والتصميم الأنيق.

> فندق «روزوود سان فرانسيسكو»، يقع في منطقة «ترانس باي» المتسارعة في الازدهار، مع إمكانيّة الوصول إلى المعالم الشهيرة القريبة من الفندق.

> «أبيليشن بيتالوما»، وهو فندق ريفيّ يحتفي بالتقاليد.

> فندق «بان آم باي هيلتون»، الذي يوفّر أماكن إقامة تدمج بين التصميم المستوحى من حقبة «بان أميركان» للطيران ووسائل الراحة العصرية، ويقع بالقرب من منافذ البيع؛ «سيتادل أوتليت» في مدينة التجارة.

> مجمّع «ذا أواسيس» للمركبات الترفيهيّة، الذي يحتوي على 50 موقعاً مُصمّمة بعناية فائقة، ومجهّزة بجميع الخدمات.

> منتجع «فور سيزونز بيلتمور سانتا باربرا»، سيعاد افتتاحه بعد عمليّة ترميم واسعة، وسيزيح الستار عن مجموعةٍ من التصميمات الداخليّة المحدّثة، وقائمةٍ واسعة من عروض الطهو المبتكرة.


العلا... أفضل مشروع للسياحة الثقافية في العالم لعام 2025

صخرة الفيل الشهيرة في مدينة العلا (الشرق الأوسط)
صخرة الفيل الشهيرة في مدينة العلا (الشرق الأوسط)
TT

العلا... أفضل مشروع للسياحة الثقافية في العالم لعام 2025

صخرة الفيل الشهيرة في مدينة العلا (الشرق الأوسط)
صخرة الفيل الشهيرة في مدينة العلا (الشرق الأوسط)

حصدت العلا لقب «أفضل مشروع للسياحة الثقافية في العالم لعام 2025» ضمن جوائز السفر العالمية لهذا العام، في إنجاز يعزّز مكانتها كوجهة عالمية للثقافة والتراث والاستكشاف، ويؤكد ريادتها المتنامية في تقديم تجارب ثقافية متكاملة تستند إلى إرثها الفريد وطبيعتها الاستثنائية.

صخرة الفيل الشهيرة في مدينة العلا (الشرق الأوسط)

ويُعد هذا التكريم من أرفع جوائز الحفل السنوي والأعلى تقديراً في قطاع السفر عالمياً؛ إذ نالت العلا هذا اللقب المرموق بعد حصولها على أعلى عدد من الأصوات من نخبة من الخبراء الدوليين وكبار التنفيذيين وأبرز منظمي الرحلات ووكلاء السفر المعتمدين.

أُطلقت جوائز السفر العالمية عام 1993 للاحتفاء بالتميّز في قطاعات السفر والسياحة والضيافة، وقد أصبحت اليوم معياراً عالمياً يُمثّل أفضل مناحي الإنجاز في هذه القطاعات. وتشمل الجوائز عدداً كبيراً من الفئات شديدة التنافسية، تمتد من أفضل الفنادق وشركات الطيران إلى أبرز تجارب السفر والضيافة وغيرها.

هجرة في العلا (الشرق الأوسط)

ويأتي هذا التكريم العالمي ليضاف إلى سلسلة إنجازات حققتها العلا مؤخراً، بعد نيلها ثلاث جوائز إقليمية ضمن النسخة الشرق أوسطية من جوائز السفر العالمية 2025، وهي: «أفضل مشروع للسياحة الثقافية في الشرق الأوسط لعام 2025»، و«أفضل وجهة للفعاليات والمهرجانات في الشرق الأوسط لعام 2025»، و«أفضل مشروع سياحي ثقافي رائد في السعودية لعام 2025».

تتفرّد العلا بكونها نقطة التقاء بين جمال الصحاري الشاسعة وعمق الإرث الإنساني العريق، فهي تحتضن بعضاً من أهم المعالم الثقافية في المنطقة والعالم. وفي مقدمتها الحِجر، أول موقع سعودي يُدرج على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، ويضم مجموعة استثنائية من المدافن النبطية المحفوظة بدقة لافتة تكشف روعة حضارة ازدهرت منذ قرون.

تجربة تأمّل النجوم في الغراميل (الشرق الأوسط)

وتتميّز العُلا بتاريخٍ يمتدّ لأكثر من 200 ألف عام من الوجود البشري، و7 آلاف عام من الحضارات المتعاقبة، تُروى فصولها اليوم من خلال جهود الهيئة الملكية لمحافظة العلا لتوفير تجارب غامرة تُعيد إحياء التاريخ، وتقديمه برؤية معاصرة تمزج الماضي بالحاضر. وتستكمل العُلا هذه اللوحة التاريخية بجمالها الطبيعي الآسر، ودفء ضيافتها، وبرامجها المتنوّعة من الفعاليات الثقافية والمهرجانات والمعارض الفنية والحفلات الموسيقية ضمن تقويم فعاليات «لحظات العُلا» الممتدة على مدار العام.

معلومات عن العلا

محمية شرعان الطبيعية (الشرق الأوسط)

تقع العلا شمال غربي المملكة العربية السعودية، على بُعد نحو 1,100 كيلومتر من العاصمة الرياض، وتُعد واحدة من أبرز مواقع التراث الطبيعي والإنساني في العالم. تمتد العلا على مساحة شاسعة تبلغ 22,561 كيلومتراً مربعاً، وتضم واحة غنّاء وسلاسل جبلية من الحجر الرملي ومواقع أثرية تعود لآلاف السنين إلى فترة ممالك لحيان والأنباط.

تُعد الحِجر أشهر مواقع العلا. تبلغ مساحتها 52 هكتاراً، وكانت المدينة الجنوبية الرئيسية لمملكة الأنباط، وتضم أكثر من 140 مدفناً منحوتاً في واجهات صخرية بزخارف معمارية مبهرة.

وتُشير الأبحاث الحديثة إلى أن الحِجر كانت أبعد نقطة جنوبية للإمبراطورية الرومانية، بعد أن ضمّ الرومان مملكة الأنباط عام 106 ميلادية.

وتضم العلا أيضاً مدينة دادان القديمة، عاصمة مملكتي دادان ولحيان، التي تُعد من أكثر مدن الجزيرة العربية تطوراً خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، إلى جانب جبل عكمة، الذي يُعد مكتبة مفتوحة في الهواء الطلق تحتوي على مئات النقوش والكتابات بعدة لغات، وقد أُدرج مؤخراً في سجل ذاكرة العالم التابع لليونيسكو. كما تحتضن العلا البلدة القديمة، وهي متاهة تضم أكثر من 900 منزل طيني تعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي، وقد اختارتها منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة كأحد أفضل القرى السياحية في العالم لعام 2022.


طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
TT

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

مكان يجمع بين البحر الصافي وجمال الطبيعة ودفء الشمس والشعور براحة البال، هناك في طابا، أقصى الشرق من شبه جزيرة سيناء، حيث تختبئ المدينة المصرية كواحدة من أكثر الوجهات السياحية سحراً وهدوءاً.

تلك البقعة الساحلية التي تقدم لزوارها تجربة فريدة تجمع بين جمال الطبيعة البكر وهدوء العزلة، ما يجعلها وجهة مثالية للمسافرين الباحثين عن الاسترخاء، حيث تُعرف طابا بكونها المكان الأمثل لمن يبحث عن الانعزال عن صخب الحياة اليومية وقضاء عطلة مميزة وسط الطبيعة الخلابة، كما أن تميز المدينة بأجوائها الدافئة والمشمسة، يجعلها القرار الأمثل لقضاء وقت هادئ وممتع خلال أشهر الشتاء.

تتميز أعماق المياه في طابا بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

تقع طابا على رأس خليج العقبة على شواطئ البحر الأحمر، وتمتاز بأنها من أصغر المدن السياحية المصرية، إذ لا تتعدى مساحتها 508.8 أفدنة، ورغم صغرها، فإنها وجهة تقدم مشهداً بانورامياً يسيطر عليه التناغم بين زرقة مياه البحر الزاهية الممتدة أمام الأعين، والهدوء الذي تفرضه جبال جنوب سيناء.

زيارة قلعة "صلاح الدين" تتيح التعمق في التاريخ (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

ماذا تزور في طابا؟

إذا كانت وجهتك هي طابا، فإن جدول رحلتك سيكون مميزاً، فقط عليك اصطحاب كتابك المفضل ونظارتك الشمسية، وترك نفسك للطبيعة البكر.

تظل التجربة تحت الماء هي العنوان الأبرز في طابا، إذ يزخر خليج العقبة بالشعاب المرجانية والحياة البحرية المتنوعة، مما يجعلها وجهةً مثاليةً للغوص والغطس، تنتقل معهما إلى عالم آخر من الألوان والجمال الفطري.

ويُعد خليج «فيورد باي» (جنوب المدينة) قبلة عالمية لهواة الغوص، يضم هذا الخليج الطبيعي حفرة غطس فريدة، تتميز بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، مما يجعل الخليج قبلة للغواصين المحترفين، كما الخليج له قيمة استراتيجية وتاريخية نادرة، حيث يتيح للزوار فرصة فريدة لمشاهدة حدود أربع دول هي مصر، السعودية، الأردن، وفلسطين من موقعه المتميز.

جزيرة فرعون تسمح لزائرها بممارسة اليوغا أمام مشهد خلاب وسط الطبيعة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

لعشاق التاريخ والهدوء، فيمكن لهم زيارة «جزيرة فرعون» قبالة شاطئ المدينة الجنوبي، على بعد 8 كيلومترات منه، ويمكن الوصول إلى هذه الجزيرة الساحرة عبر رحلة بحرية بمركب أو لانش يخترق مياه الخليج الهادئة، حيث يمكن قضاء اليوم في الاسترخاء أو الغطس، والتمتع بمنظر غروب الشمس الذي لا مثيل له.

تحتضن الجزيرة معلماً تاريخياً هو حصن أو «قلعة صلاح الدين»، التي بنيت عام 1171 ميلادية من الحجر الناري الجرانيتي، لحماية مصر من خطر الحملات الصليبية، والتي تم ترميمها مؤخراً، ليُكمل المشهد السياحي الذي تقدمه المدينة ما بين استرخاء في الطبيعة وتعمق في التاريخ، فما يميز زيارة الجزيرة هو جمعها بين عظمة القلعة التاريخية وإمكانية ممارسة رياضات الاستجمام، مثل اليوغا، أمام هذا المنظر الساحر، الذي يمنح الزائر صفاءً ذهنياً وعلاجاً للروح.

لا تكتمل مغامرة طابا دون زيارة «الوادي الملون»، إحدى العجائب الطبيعية في جنوب سيناء، إذ يوفر هذا الوادي متاهة من الصخور الرملية المنحوتة بفعل الطبيعة، واكتسب الوادي الملون اسمه بفضل ظلال الألوان التي تكسو جدرانه بفعل الأملاح المعدنية، والتي تتدرج ألوانها بين الأصفر الدافئ والأحمر القاني والذهبي اللامع، وهو مكان مثالي لرحلات السفاري والمشي، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجمال الطبيعة الصارخ في حضور عظمة الجيولوجيا.

جمال الطبيعة وعظمة الجيولوجيا يجتمعان في "الوادي الملون" بطابا (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

كذلك، تمنح طابا فرصة لا تُنسى لمحبي المغامرة، فموقعها المميز يجعلها نقطة انطلاق مثالية لرحلات استكشاف الطبيعة البرية والجبلية، إذ يمكن للسائح أن يعيش تجربة استثنائية من المغامرات الصحراوية، أو استكشاف سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية. وبعد أن يقضي الزائر لطابا نهاره أمام البحر والغوص، أو التمتع بجمال الطبيعة، يحل خلال الليل موعد السهرات البدوية، على الرمال وأسفل النجوم ووسط الجو الدافئ. فمع حلول المساء، تدعو طابا زوارها إلى الاستمتاع بسهرات بدوية، تزينها المشاوي والمشروبات، ويتخللها الغناء والاستعراض، ما يعرف الزائر بالتراث التقليدي للبدو المقيميين.

خليج "فيورد باي" في طابا قبلة عالمية لهواة الغوص (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

محمية طابا

لا تقتصر متعة طابا على شواطئها فحسب، إذ تُعد طابا أيضاً محمية طبيعية منذ عام 1998، وبفضل مساحتها التي تغطي حوالي 2800 كيلومتر مربع، تتربع المحمية على الساحل الشمالي الشرقي لخليج العقبة، لتقدم للزائر تجربة فريدة تتجاوز مجرد الاستمتاع بالشاطئ، ما يجعل المحمية من أكثر الأماكن المفضلة لدى السياح بالمدينة.

تتميز محمية طابا بكونها محمية ذات إرث طبيعي ومنطقة لإدارة الموارد الطبيعية، وتشتهر بتكويناتها الجيولوجية الفريدة التي يعود تاريخها إلى 5000 عام، وهي ليست مجرد أرض، بل متحف طبيعي مفتوح يضم مناظر طبيعية خلابة مثل الواحات والأخدود الملون وعيون المياه المنتشرة داخلها، حيث تحتوي على كهوف وممرات جبلية، ووديان أشهرها وادي وتير والزلجة والصوانة نخيل وواحة عين خضرة، بالإضافة إلى أنواع نادرة من الحيوانات و50 نوعاً من الطيور وأكثر من 450 نبات نادر.

الإقامة في طابا

تشتهر مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة، التي تمنح المقيمين فيها تجربة إقامة استثنائية، خصوصاً أن هذه المنتجعات تحتمي بالجبال الشاهقة من حولها، مما يوفر خصوصية للزائرين، مع إطلالات بانورامية خلابة وأجواء هادئة ومريحة. وتوفر هذه المنتجعات مجموعة متميزة من الخدمات، أبرزها حمامات السباحة المتنوعة، بالإضافة إلى بعضها يضم بحيرات الملح العلاجية، التي تضمن تجربة استجمام فريدة.