موسيقي عراقي يعزف مقطوعة تحكي معاناة اللاجئين

أسبوع للموسيقى في بلجيكا لتواصل الأجيال من خلال العروض

قتيبة في حفل الأوركسترا البلجيكية
قتيبة في حفل الأوركسترا البلجيكية
TT

موسيقي عراقي يعزف مقطوعة تحكي معاناة اللاجئين

قتيبة في حفل الأوركسترا البلجيكية
قتيبة في حفل الأوركسترا البلجيكية

نظمت الأوركسترا البلجيكية ومعهد الموسيقى في مدينة مونس القريبة من الحدود مع فرنسا، الأسبوع الماضي، أسبوعاً للموسيقى، شكل فرصة لتواصل الأجيال من خلال عروض للموسيقيين الكبار مع عدد من الطلاب والدارسين في المعاهد الموسيقية. وعلى مدى أسبوع تم تقديم أعمال جديدة، واختير اللاجئ العراقي والموسيقي قتيبة نعيمي لإعداد وعزف مقطوعة موسيقية تحكي معاناة اللاجئ.
فكيف يمكن للموسيقى أن تعبر عن معاناة اللاجئين؟ يقول مؤلف العمل: «جاءت الفكرة من الأحداث الأخيرة التي حدثت في أوروبا والهجرة من أغلب الدول، خصوصاً العربية، بسبب الحروب.
والعمل هو لتسليط الضوء على معاناة اللاجئين الذين يفترشون العراء والحدائق ومحطات القطار والساحة العامة منذ شهور من دون مأوى. لذا أردت تسليط الضوء على هذه القضية الإنسانية».
ويضيف قتيبة لـ«الشرق الأوسط»: «ولكوني عربياً ومؤلف موسيقى أردت أن أعبر بطريقتي الخاصة، وأبعث رسالتي لتسليط الضوء على هذه المعاناة. قمت بتأليف هذا العمل لمخاطبة عقول المجتمع الأوروبي وتسليط الضوء على أن أغلب المهاجرين هربوا من بلادهم بسبب ماكينة الحروب.
علماً بأني أيضاً قد مررت بهذه التجربة عند وصولي إلى بلجيكيا، وأشعر بما يشعر به هؤلاء الذين يمرون بهذه التجربة القاسية، خصوصاً في هذا الطقس البارد، وهذا واجب كل فنان أن يعبر بفنه عن كل الأحداث التي يعاصرها».
وأضاف الموسيقي العراقي أن «الكونسيرت التي أقيمت قبل أيام قليلة، هي جزء من أوبرا بصدد العمل عليها، لذا قام بصياغة العمل لرباعي (الكلارنيت والكمان والفيولونسيل والبيانو)، علماً بأن العمل الأصلي مؤلف للأوركسترا (الفول هارمونيك) مع مؤديي الأوبرا والممثلين، وهو بصدد العمل عليها حالياً، علماً بأنها مكتوبة بعدة لغات من ضمنها (العربية).
لذا كانت الغاية من تقديم هذا الرباعي في هذا الحفل ترجمة معاناة اللاجئ بالموسيقى والإيقاع، لأن ثقافة الشعوب الأوروبية تتذوق هذا العمل، ويكون لديها حضور كبير جداً في استماع الموسيقى عكس ثقافات شعوبنا العربية فهي لا تتذوق الموسيقى فقط من دون مصاحبة الغناء».
وكان الموسيقي العراقي قتيبة النعيمي، الذي يدرس الماجستير في معهد الكونسرفتوار بمدينة مونس البلجيكية، وبالتعاون مع عدة مؤسسات بلجيكية، قام بإعداد «أنشودة للسلام»، وقدمت على أحد مسارح العاصمة البلجيكية، في مارس (آذار) من العام الماضي، بالتزامن مع إحياء ذكرى ضحايا هجمات بروكسل التي وقعت في مارس 2016.
وقال النعيمي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن الاحتفالية التي أقيمت بهذه المناسبة حضرها كبار الشخصيات في البلاد، وعلى رأسهم الملك فيليب ورئيس الحكومة شارل ميشال وشخصيات أخرى.
وذلك بعد أيام من نجاح عرض «أنشودة السلام» الذي أعده قتيبة بهدف إحياء الذكرى السنوية الأولى لهجمات نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 في باريس، وشارك فيها 18 موسيقياً من دول أوروبية وعربية، وعرضت على أحد مسارح باريس، وتلقت المبادرة دعماً من معهد الكونسرفتوار الملكي البلجيكي في مونس، الذي احتضن البروفة النهائية للعرض، والذي بعث برسالة تضامن ضد الإرهاب.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.