عشرات الإصابات في مواجهات بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال

محتجون فلسطينيون يرمون حجارة على الجنود الإسرائيليين خلال مواجهات شمال رام الله أمس (أ.ف.ب)
محتجون فلسطينيون يرمون حجارة على الجنود الإسرائيليين خلال مواجهات شمال رام الله أمس (أ.ف.ب)
TT

عشرات الإصابات في مواجهات بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال

محتجون فلسطينيون يرمون حجارة على الجنود الإسرائيليين خلال مواجهات شمال رام الله أمس (أ.ف.ب)
محتجون فلسطينيون يرمون حجارة على الجنود الإسرائيليين خلال مواجهات شمال رام الله أمس (أ.ف.ب)

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي العديد من البلدات الفلسطينية، أمس الجمعة، بهدف استباق مسيرات ومظاهرات «جمعة الغضب» التي عمت القدس والضفة الغربية للأسبوع الـ12 على التوالي، تنديداً بإعلان الرئيس دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وكما في كل أسبوع، توجه المشاركون في المسيرات نحو مناطق التماس مع قوات الاحتلال، لكن الأخيرة سبقتها إلى الهجوم، يوم أمس، وفي بعض الأماكن نشرت الجنود القناصين على أسطح المنازل، واندلعت مواجهات عنيفة أطلقت قوات الاحتلال خلالها الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع لقمع المحتجين. ووقعت إصابات بالعشرات.
وشهدت شوارع القدس المحتلة، منذ الصباح الباكر، مزيداً من التعزيزات العسكرية الإسرائيلية، وانتشر جنود الاحتلال وقوات الشرطة في شوارعها وعند مداخل قرية العيسوية، ونصبوا الحواجز العسكرية لمنع أي اعتصام. وفي محافظة رام الله والبيرة، قمعت قوات الاحتلال مسيرة سلمية، ومهرجانا أقامته الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لمناسبة الذكرى الـ49 لانطلاقاتها، قرب الأراضي المهددة بالاستيلاء لصالح شق طريق استيطاني، في قرية المزرعة الغربية شمال غربي رام الله. وأعقب ذلك اندلاع مواجهات عنيفة أطلقت قوات الاحتلال خلالها الرصاص الحي و«المطاطي» وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المشاركين، ما أدى إلى إصابة العديد منهم بحالة اختناق،.
وعند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق خلال المواجهات التي اندلعت بين الشبان وجنود الاحتلال. وأصيب فتى بالرصاص الحي في الفخذ، خلال مواجهات مع الاحتلال في قرية الجانية غرب رام الله. وفي الخليل قمعت قوات الاحتلال مسيرة سلمية انطلقت في البلدة القديمة عشية ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي.
وفي نابلس، أصيب مواطن بالرصاص الحي وآخرون بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وبالاختناق، عقب مواجهات مع الاحتلال على حاجز حوارة ومدخل بلدة بيتا جنوب نابلس. كما هاجم مستوطنو «براخا» المقامة على أراضي قرية بورين جنوب نابلس، منازل المواطنين في القرية، وأطلقوا الرصاص الحي تجاه الأهالي، بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفي محافظة قلقيلية قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسيرة الأسبوعية السلمية في قرية كفر قدوم، للمطالبة بفتح الطريق الرئيسي للقرية، ورفضاً لإعلان ترمب بشأن القدس المحتلة.
وفي قطاع غزة أصيب عدد من المواطنين بالرصاص الحي وبالاختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع خلال مواجهات اندلعت، مع قوات الاحتلال الإسرائيلي وجنود القناصة المتمركزين على الشريط الحدودي شمال قطاع غزة وشرقه. وأفاد شهود بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة في الأبراج العسكرية وفي الدبابات في محيط موقع «ناحل عوز» العسكري شرق مدينة غزة، إضافة إلى جنود القناصة خلف السواتر الترابية، أطلقوا الرصاص الحي صوب عشرات المواطنين الذين اقتربوا من السياج الفاصل، ما أدى إلى إصابة شاب بالرصاص الحي، فيما أصيب آخرون بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.
واندلعت مواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال شرق بلدة جباليا، شمال القطاع، حيث أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي على مجموعة من الشبان والفتية، الذين اقتربوا من السياج الفاصل، ما أدى إلى إصابة شاب برصاصة في قدمه نقل على إثرها إلى المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا للعلاج وحالته وصفت بالمتوسطة. وأصيب شاب برصاص قناصة الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت بين الشبان والاحتلال شرق خان يونس، جنوب قطاع غزة، نقل على إثرها إلى مستشفى ناصر في المدينة لتلقي العلاج، وحالته وصفت بالخطيرة، فيما أصيب آخرون بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.