محافظ حضرموت: «معركة الفيصل» انتهت بتطهير المسيني من الإرهابيين

جنود من قوات النخبة الحضرمية بعد تطهير منطقة المسيني في المكلا من فلول الإرهابيين («الشرق الأوسط»)
جنود من قوات النخبة الحضرمية بعد تطهير منطقة المسيني في المكلا من فلول الإرهابيين («الشرق الأوسط»)
TT

محافظ حضرموت: «معركة الفيصل» انتهت بتطهير المسيني من الإرهابيين

جنود من قوات النخبة الحضرمية بعد تطهير منطقة المسيني في المكلا من فلول الإرهابيين («الشرق الأوسط»)
جنود من قوات النخبة الحضرمية بعد تطهير منطقة المسيني في المكلا من فلول الإرهابيين («الشرق الأوسط»)

أكد اللواء فرج سالمين البحسني، محافظ محافظة حضرموت، قائد المنطقة العسكرية الثانية، أن «معركة الفيصل» ضد الجماعات الإرهابية في أرياف المكلا انتهت تماماً بتحقيق كامل أهدافها، المتمثلة بتطهير وادي المسيني من الإرهابيين، وانتشار القوات العسكرية لحفظ الأمن والاستقرار على كامل امتداد المنطقة الاستراتيجية الهامة.
وأضاف البحسني، في تصريحات عبر الهاتف لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «معركة الفيصل لتطهير منطقة المسيني انتهت بنجاح وحققت كامل أهدافها»، مشيراً إلى أنه زار المنطقة والقوات العسكرية المرابطة هناك، واطلع خلال الزيارة الميدانية على حجم الدمار في الوادي والمزرعة التي كانت تتحصن فيها الجماعات الإرهابية، حيث تم بسط كامل السيطرة على الوادي وسلسلة المسيني ذات التضاريس الجبلية الوعرة.
وأوضح محافظ حضرموت أن منطقة المسيني عبارة عن سلسلة جبلية وعرة التضاريس، وتبعد عن المكلا 100 كيلومتر، وفيها مواقع حصينة كانت الجماعات الإرهابية تتخذها مخابئ لها، مشيراً إلى وجود منبع للماء برأس الوادي، وهو الأمر الذي ساعد الإرهابيين على إقامة تحصينات لهم، وعمل مواقع عسكرية لتدريب عناصرهم وإعداد السيارات والمركبات المفخخة والعبوات والأحزمة الناسفة وتجهيز الانتحاريين، والدفع بهم لزعزعة الأمن والاستقرار في المكلا وبقية مدن حضرموت المجاورة.
وقال اللواء البحسني إن تطهير وادي المسيني من الجماعات الإرهابية هو تأمين لكامل مديريات حضرموت من أي عمليات إرهابية يخطط لها الإرهابيون لزعزعة الأمن والاستقرار واستمرار عمليات القتل والبطش، الذي هو شعارهم ومنهجهم، ومما هو معروف فجزء من ذلك عقائدي فكري وتوجه إرهابي وجزء آخر مدعوم من جهات نفوذ ومراكز في السلطة السابقة، وبعضها تنفذ أجندات دولية، حد قوله ذلك. وقال البحسني إن الجماعات الإرهابية تلقت خسائر كبيرة، وهناك أكثر من 20 قتيلاً ومجموعة كبيرة من الجرحى والأسرى، حيث تمكنت قوات النخبة من ضبط كومبيوترات ومتفجرات ووثائق أخرى ما زالت القوات الاستخباراتية تتحقق فيها ومعرفة الكثير حولها.
محافظ حضرموت أكد أن العمل الاستخباري مستمر في تصفية الجيوب الإرهابية، وأن العمليات العسكرية انتهت في تطهير المسيني، ولكنها مستمرة في ملاحقة العناصر الإرهابية حتى تصفية كل شبر من حضرموت من الإرهاب، الذي ينبذه كل أبناء المحافظة والوطن، والجميع مشارك في محاربته بكل صوره وأشكاله المتعددة.
ونفى البحسني ما تناولته بعض وسائل الإعلام المحلية عن سيطرة الجماعات الإرهابية على بعض المناطق في مديرية حجر، مشيراً إلى أنها تأتي للتقليل من الإنجازات العسكرية التي حققتها قوات النخبة الحضرمية عبر «معركة الفيصل»، والمتمثلة بتطهير منطقة المسيني بالكامل وبسط القوات العسكرية كامل نفوذها على المنطقة التي يعد تأمينها حماية كبيرة للمديريات المجاورة من أي عمليات إرهابية قادمة.
ويعتبر وادي المسيني والجبال المحيطة منطقة جبلية شديدة الوعورة، وتشبه إلى حد ما في تضاريسها جبال تورا بورا في أفغانستان، وفق تعبيره ذلك، ويتميز وادي المسيني بكونه يقع وسط سلسلة جبلية وعرة تقع إلى الجهة الغربية من عاصمة المحافظة المكلا، ويمتد بين حدود المكلا ذاتها وبين مديريتي حجر وبروم ميفع، ويقع في محيطها عدد من مناجم الذهب.
إلى ذلك قال العميد منير كرامة التميمي قائد لواء النخبة الحضرمية إن «عملية الفيصل» الرامية إلى تطهير وادي المسيني من الإرهابيين كانت عملية نوعية ونفذت باحترافية وإتقان عبر خطة محكمة انطلقت من 3 محاور، تمكنت خلالها قوات النخبة من قطع خطوت الإمداد، وفرضت حصاراً مطبقاً على بقايا الجماعات الإرهابية منذ يوم الجمعة الماضي، ليتم بعده تنفيذ عمليات الاقتحام للوكر الرئيسي للإرهابيين، والسيطرة التامة عليه، وكذا السيطرة التامة على مزرعة ومقر إقامة القيادي في التنظيم مطهر باغزوان وتطهيرها والجبال المحيطة بالموقعين والوادي.
وأضاف العميد التميمي، في تصريحات لوسائل الإعلام، بالقول، خلال العملية قتل ما يقارب 20 من عناصر التنظيم الإرهابي، وأسر عدد آخر منهم، وفر بعض منهم، وعثر على كميات كبيرة من الذخيرة والعبوات الناسفة والمتفجرات التي كان أفراد التنظيم يجهزونها لتنفيذ عمليات إرهابية في عدد من مدن حضرموت، لافتاً إلى أن الفرق الهندسية قامت بنزع كميات كبيرة من الألغام، والعمل جارٍ على نزع ما تبقى منها.
وحيا العميد التميمي الدور الكبير الذي لعبته قوات التحالف العربي، وعلى رأسها السعودية والإمارات، في إنجاح العملية وتحقيق أهدافها، شاكراً الجهود الحثيثة لمحافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني وكافة القيادات العسكرية، ومثمناً تضحيات الأبطال من قيادات وأفراد قوات النخبة الحضرمية في كافة التشكيلات العسكرية والاستخباراتية والفرق الهندسية الذين استطاعوا ضرب أروع الأمثلة في التضحية والفداء، وأثبتوا جدارتهم ومقدرتهم في معركة القضاء على الإرهاب وتجفيف مستنقعاته وتأمين حضرموت من شرورهم التي يخططون لها.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.