العراق: ائتلاف المالكي ينفي اتفاقاً على «تحالف سري» مع العبادي

TT

العراق: ائتلاف المالكي ينفي اتفاقاً على «تحالف سري» مع العبادي

نفى «ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي توقع الأخير «اتفاقاً سرياً» مع رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي يخوض الانتخابات بـ«كتلة النصر» بعدما انفصل عن ائتلاف المالكي.
وقال المتحدث باسم «دولة القانون» عباس الموسوي في بيان، إن «الحديث عن تحالفات بعد الانتخابات النيابية بين كتلة ائتلاف دولة القانون وأي كتل أخرى يُعد سابقاً لأوانه». وأوضح أن «أي حديث في هذا الإطار أمر مرتجل وغير دقيق». وأضاف أن «دولة القانون مشروعها هو الأغلبية السياسية الدستورية، وهي تفتح أطر التعاون والتحالف مع الكتل السياسية التي تتفق معها في برنامجها السياسي وطبيعة تشكيل الحكومة الوطنية، لا سيما أن لكل تحالف سياسي ظروفه وحيثياته».
ولفت إلى أن «دولة القانون يجدد تأكيده على ضرورة تبني مشروع الغالبية السياسية الدستورية لتنفيذه في المرحلة المقبلة وإنهاء المحاصصة التي دمرّت البلاد».
ودعا أنصار الائتلاف إلى «الالتزام بقواعد السلوك الانتخابي وعدم نشر الدعاية الانتخابية وأرقام المرشحين للائتلاف إلى حين بدء الحملة الانتخابية من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات». وحذر من «حملات تُحاك من أجل بث روح اليأس لعدم المشاركة في الانتخابات».
وكان القيادي في «ائتلاف النصر» النائب علي العلاق قال في تصريحات تلفزيونية إن «المالكي والعبادي وقّعا اتفاقاً بينهما وبخط اليد ينصّ على تحالفهما بعد ظهور نتائج الانتخابات لتشكيل الكتلة الأكبر التي تشكل الحكومة».
وأثار تصريح العلاق الأوساط السياسية العراقية، واعتبرت قوى أن الطرفين يسعيان، رغم خلافاتهما الظاهرية، إلى الاستئثار ثانية بتشكيل الحكومة المقبلة بوصفها استحقاقاً لحزب «الدعوة» الذي يتزعمه المالكي ولا يزال العبادي يحتفظ بمنصب رئيس المكتب السياسي فيه. غير أن الخلافات بين الطرفين بدأت عقب قبول العبادي منصب رئيس الوزراء بدلاً من المالكي في 2014، ثم تفجرت وكادت تتسبب بانشقاق جديد في الحزب بعد تشكيل القوائم الانتخابية والخلاف على قيادتها بين الرجلين.
ومثلما أثارت تصريحات العلاق المحسوب على جناح العبادي في حزب «الدعوة»، حفيظة «دولة القانون» بقوة، أثارت أيضاً تململاً في أوساط العبادي.
وقال النائب جبار العبادي، وهو مقرب من رئيس الوزراء، إن «التصريح الذي صدر عن السيد العلاق لم يكن لصالح الطرفين لأن الحديث عن وجود اتفاقات سرية مسبقة وبتواقيع بخط اليد بين الرجلين أمر يدل على أنه كما لو كان هناك استغفال للجمهور».
وقال النائب العبادي لـ«الشرق الأوسط» إنه «حتى في حال وجود مثل هذه الاتفاقات، فإنها تبقى سرية وهي ليست بدعة في العمل السياسي، ولكن الكشف عنها لوسائل الإعلام مسألة ليست صحيحة».
وأضاف أن «من الأمور التي باتت معروفة للجميع أن جمهور الدعوة ودولة القانون منقسم بين المالكي والعبادي، فمن يريد العبادي لا يريد المالكي والعكس صحيح، وبالتالي فإن كل طرف منهما يحاول أن يعطي انطباعاً مختلفاً عن نفسه بالقياس إلى الآخر خلال المعركة الانتخابية، بينما الحديث عن وجود اتفاق سري يبدو وكأنه نوع من خداع الجمهور، وهو ما سيترك انطباعاً سلبياً على كلتا القائمتين».
لكن النائب عن «دولة القانون» رحاب العبودة أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «التصريح بوجود اتفاق بين دولة القانون والنصر أمر عار عن الصحة، وهو محاولة لكسب الشارع، إذ إن لدولة القانون جمهوراً ثابتاً، وهم يدركون أنهم خسروا الشارع، وبالتالي فإنهم يحاولون أن يناغموا الشارع والإيحاء بعدم وجود تنافس بين دولة القانون والنصر».
وأضافت أن «موضوع التحالفات سابق لأوانه، ومن يحدده هو صناديق الاقتراع وحجم الكتل السياسية والاتفاق بناء على البرنامج، فالبرنامج يعتمد على تشكيل الكتلة الأكبر الحكومة أو حكومة الغالبية السياسية التي ندعو إليها في دولة القانون».
ورأت أن «هذا التصريح انتخابي بحت، ومن أطلقه يعي أهمية جمهور دولة القانون ومع من سيقف هذا الجمهور».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».