كيف تتغلب على الخوف من الطيران والسفر؟

حلول لأصحاب القلوب الضعيفة

كيف تتغلب على الخوف من الطيران والسفر؟
TT

كيف تتغلب على الخوف من الطيران والسفر؟

كيف تتغلب على الخوف من الطيران والسفر؟

إذا كنت تشعر بالخوف من السفر بواسطة الطائرة، فلا تقلق، لست أنت وحدك من يشعر برهبة السفر، لأنك إذا نظرت من حولك وأنت على متن الطائرة سوف تلاحظ الكثير من المسافرين المتسمرين في مقاعدهم، وعلامات الخوف واضحة على وجوههم، واحد يحضن مقابض المقعد بقوة، وآخر يستمع إلى الموسيقى وفي أحيان كثيرة ترى هذا النوع من المسافرين يتناولون حبوبا مهدئة.. ولكن لكل مشكلة حل، والخوف من السفر هو مشكلة حقيقية تواجه مسافرا واحدا من بين ثلاثة مسافرين، بحسب إحصائية أجريت أخيرا في لندن، المشكلة الحقيقية لا تكمن في الخوف من السفر، إنما الخوف من الإفصاح عن المشكلة وعدم إيجاد حل مناسب لها، لكنه في الواقع هناك الكثير من الحلول التي تساعد على التخلص من هذا الرعب.

الخطوط الجوية والدروس الخاصة
أفضل طريقة للتخلص من الخوف هي الاتصال بأحد الخطوط الجوية التي تنظم دروسا خاصة يشارك بها أخصائيون نفسيون يتحدثون إلى المسافرين المعنيين بالموضوع، وبعدها تكون هناك رحلة خاصة لا تستغرق أكثر من ساعة من الزمن، في بريطانيا تقوم شركة «إيزي جت» بدروس خاصة يمكن حجزها عن طريق الموقع الإلكتروني الخاص بها، فالدروس تكون في تاريخ معين وفي مختلف مطارات البلاد، يستغرق الدرس يوما كاملا، يبدأ في صالة تابعة لأحد المطارات أو في أحد الفنادق القريبة من المطار، وبعدها يقوم المسافر برحلة خاصة على متن الطائرة، لقاء مبلغ 179 جنيها إسترلينيا (نحو 280 دولارا)، ويمكن اصطحاب شخص إضافي لقاء مبلغ 69 جنيها إسترلينيا (نحو 100 دولار).
وتدعي شركة «فيرجن أتلانتك» بأنها ساعدت آلاف الركاب على التغلب على مخاوفهم من السفر من خلال الجلسات الخاصة التي تنظمها، وتلك الدروس ليست موجهة فقط للمسافرين ضعيفي القلوب الذين يهابون الطائرة، إنما أيضا كل من يحب التعرف أكثر إلى عالم الطيران وتفاصيل تصميم الطائرة بمختلف طرزها، خلال الدرس يستمعون إلى آراء المختصين، يلتقون الطيارين ويطرحون عليهم الأسئلة.
الدرس يستغرق اليوم بالكامل تتخلله وجبة غداء وقهوة ورحلة على متن الطائرة مخصصة للمسافرين المشتركين بالدرس، وفي نهاية اليوم يحصل المسافر على شهادة موقعة من رئيس الشركة ريتشارد برانسون، بالإضافة إلى بطاقة انتساب مجانية للسفر مع «فيرجن أتلانتك» وألفي ميل سفر مجانية أيضا. يمكن الاتصال والحجز مباشرة مع الشركة.
أما بالنسبة للخطوط الجوية البريطانية «بريتش إيرويز» فهي تقدم دروسا خاصة للتغلب على مخاوف السفر بالتعاون مع وكالة «أفياتورز»، يبدأ الدرس في الصباح الباكر، يشرح أحد طياري الشركة تفاصيل اليوم، وبعدها يتم تقديم طعام الغداء، وفي نهاية اليوم، تنطلق رحلة خاصة على متن الطائرة للتأكد من أن المسافرين استفادوا من خبرة الأخصائيين وتغلبوا على مخاوفهم.
وبحسب ما تزعمه الخطوط البريطانية، فنسبة المسافرين الذين استفادوا من تلك الدروس وخبرة الأخصائيين النفسيين والطيارين والعاملين على متن الطائرة، هي تسعين في المائة، وهذه النسبة عالية جدا نسبة لحجم المشكلة التي تؤثر على حياة الكثير من المسافرين الذين تفرض عليهم أعمالهم السفر بالطائرة.
ويتحاشى الكثير من الركاب السفر على متن الطائرة تخوفا من حدوث أي مكروه، ولو أن الإحصائيات تبين أن طريقة السفر الأكثر أمنا هي بواسطة الطائرة، كما أن المسافر هو أكثر عرضة للتعرض لمكروه وهو يستقل السيارة، غير أن حوادث الطيران تحصل على تغطية إعلامية واسعة مما يزيد من رهبة السفر، كما أن فكرة الطيران قد تكون مخيفة للبعض، بمجرد التفكير بأنك في مقعد طائر، وبحجم الطائرة وما تحمله على متنها، إلا أنه برأي المعالجين النفسيين فمن الأفضل مواجهة المخاوف والسفر عمدا بدلا من تحاشيه، كما ينصح الأخصائيون بالتفكير بالوجهة السياحية وليس المشوار بحد ذاته، أما بالنسبة للجيوب الهوائية التي تؤدي إلى الإحساس بالخوف، فهي في الواقع وبحسب الأخصائيين، لا تتعدى كونها ثغرات هوائية قد تؤدي إلى وقوع القهوة على مقعدك ولكنها لن تؤدي إلى شرذمة الطائرة وتحطمها، فيجب التفكير بعظمة الطائرة وتصميمها المتين. كما ينصح الأخصائيون بالتفكير أثناء السفر بأمور لا تمت بعلاقة بالرحلة أو الطائرة، وبمجرد الشعور بالغثيان أو الخوف، فكر بشيء بعيد عن الأجواء، تجاذب أطراف الحديث مع جارك المسافر، استمع إلى الموسيقى، تحدث إلى الموظفين على متن الطائرة أو شاهد فيلما سينمائيا.
ومن أفضل الطرق للسيطرة على أعصابك، هو التركيز على النظر على شيء معين والتنفس بشكل منتظم، فهذا الأمر يساعد على التخلص من القلق.
وينصح الخبراء أيضا، بالتكلم إلى طاقم الطائرة عند الصعود، وإخطارهم بحالتك، فهم يخضعون لتدريبات مكثفة، وهذا الأمر ليس بجديد عليهم، وعندما تشعر بالقلق لأي سبب كان، انظر من حولك، فبمجرد رؤيتك طاقم الطائرة يتنقل ما بين المقاعد ويقدم الشاي والقهوة كن على يقين بأن كل شيء على ما يرام ولا داعي للخوف أبدا.
تحاشَ المشروبات الكحولية، فمفعولها أقوى في الجو، وكل كأس تساوي كأسين من حيث المفعول، ومن الأفضل شرب كمية وفيرة من الماء، كي لا تعرض جسمك للجفاف بسبب الضغط الجوي، وينصح أيضا بالابتعاد عن أكل أوجبات الدسمة، والاستعاضة عنها بوجبات خفيفة على دفعات.
وللمزيد من النصائح الخاصة بالتغلب على مخاوف السفر الجوي، ينصح بقراءة كتاب بعنوان «تغلب على خوفك من السفر»، أو «Overcome Your Fear of Flying»، فيعد من أهم الكتب الخاصة بهذا المجال وأكثرها مبيعا.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».