دمشق ترفض لجنة بقيادة الأمم المتحدة لتعديل الدستور

هددت إسرائيل بـ«مفاجآت إضافية» بعد إسقاط «إف - 16»

TT

دمشق ترفض لجنة بقيادة الأمم المتحدة لتعديل الدستور

رفضت دمشق مساعي تقودها الأمم المتحدة لتشكيل لجنة لإعادة صياغة الدستور، وهي النتيجة الرئيسية التي تمخض عنها مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.
وقال أيمن سوسان معاون وزير الخارجية السوري في دمشق أمس: «كدولة، أي لجنة، ليست سوريا تشكيلا ورئاسة وأعضاء نحن غير ملزمين بها ولا علاقة لنا بها».
واتفق المشاركون في مؤتمر سوتشي، وهو حجر زاوية في مساعي روسيا حليفة دمشق على تشكيل اللجنة الدستورية في جنيف وإجراء انتخابات ديمقراطية في سوريا.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في سوتشي، إنه سيحدد المعايير الخاصة بأعضاء اللجنة وسيختار نحو 50 شخصا من الحكومة والمعارضة وجماعات مستقلة.
وقالت جماعة التفاوض التي تمثل المعارضة الرئيسية والتي قاطعت مؤتمر سوتشي فيما بعد، إنها ستتعاون مع تشكيل لجنة دستورية إذا كانت تحت إشراف الأمم المتحدة.
وذكرت الحكومة السورية آنذاك أنها ترحب بنتائج اجتماع سوتشي لكنها لم تشر حينها إلى اللجنة الدستورية أو الدعوة لإجراء انتخابات ديمقراطية.
وقال سوسان إن دي ميستورا يلعب دور ميسر الأعمال وليس الوسيط، كما أنه «ليس بديلا لأطراف أخرى».
وفشلت تسع جولات من محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة، معظمها في جنيف، في حمل الأطراف المتحاربة في سوريا على الجلوس معا لتسوية صراع تفجر منذ أكثر من سبعة أعوام وأسفر عن مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين.
ودشنت روسيا مساعي سلام موازية تنظر إليها كثير من جماعات المعارضة السورية بارتياب.
إلى ذلك، قال سوسان: «ثقوا تماما أن المعتدي سيتفاجأ كثيرا لأنه ظن أن هذه الحرب، حرب الاستنزاف التي تتعرض لها سوريا لسنوات، قد جعلتها غير قادرة على مواجهة أي اعتداءات. إن شاء الله سيرون مفاجآت أكثر كلما حاولوا الاعتداء على سوريا».
والطائرة إف - 16 التي أُسقطت أول مقاتلة تفقدها إسرائيل بسبب نيران معادية منذ حربها على لبنان في 1982. وردت إسرائيل بتدمير نحو نصف البطاريات السورية المضادة للطائرات، وفقا لتقييم أولي أخطر به مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته. «رويترز».
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان للصحافيين خلال جولة على حدود إسرائيل مع سوريا ولبنان: «لا يوجد حدود ولا نقبل بأي حدود».
وأضاف: «سنواصل الدفاع عن أمننا الحيوي ومصالحنا الأخرى». وأثار الوجود الإيراني في سوريا، الذي يشمل نشر قوات تدعمها إيران بالقرب من مرتفعات الجولان المحتلة، قلق إسرائيل.
وقال راديو الجيش الإسرائيلي أمس، إن محققين يعتقدون أن خطأ من جانب الطيار هو السبب الأساسي وراء فشل الطائرة إف - 16 في الإفلات، ما يعتقد على الأرجح أنه صاروخ قديم من طراز إس إيه 5. وامتنع متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن التعقيب على التقرير، قائلا إن التحقيقات مستمرة.
ورد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اندلاع الأزمة بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تجنب التصعيد في سوريا.
وقالت موسكو الاثنين، إنه ليس لديها معلومات تدعم ادعاء إسرائيل بشأن وجود عسكري إيراني في الموقع الذي تعرض للقصف بسبب إطلاق طائرة من دون طيار.
ودافع زئيف إلكين، الوزير بالحكومة الإسرائيلية الذي يجيد الروسية ويعمل مترجما لنتنياهو في المحادثات مع بوتين، عن آلية
التنسيق اليوم لأنها تمنح إسرائيل «حرية العمل في أجواء لبنان وسوريا». وقال إلكين لردايو إسرائيل: «أعتقد أن الروس لم يتعهدوا مطلقا بالقيام بعمل عسكري ضد الإيرانيين والسوريين من أجلنا: «سنواجه السوريين بشكل منفرد. لا نحتاج إلى مساندة من الروس. نعرف كيف نتعامل مع النيران السورية المضادة للطائرات، كما رأى الجميع في نهاية المطاف».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.