الأحمد يتهم {حماس} بعرقلة تنفيذ اتفاق المصالحة

عضو مركزية «فتح» التقى القائم بأعمال رئيس المخابرات المصرية

TT

الأحمد يتهم {حماس} بعرقلة تنفيذ اتفاق المصالحة

اتهم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، حركة حماس بأنها تضع «عراقيل بشكل مدروس لعدم تنفيذ الاتفاق (المصالحة الفلسطينية) بشكل دقيق». وقال الأحمد في بيان رسمي، أصدره حول لقائه القائم بأعمال رئيس جهاز المخابرات المصري عباس كامل، إن «الخطوة الأولى لتنفيذ اتفاق القاهرة الموقع بين (فتح) و(حماس) تتعلق بتمكين حكومة الوفاق الوطني من بسط سلطتها الكاملة على قطاع غزة، كخطوة أساسية ومركزية لاستكمال الخطوات اللاحقة المطلوبة، من أجل إنهاء الانقسام وطي صفحته المؤلمة».
ولا يزال وفد من حركة حماس بقيادة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، موجوداً في القاهرة، ضمن جولة مباحثات لاستكمال تنفيذ «المصالحة الفلسطينية». ولم يوضح الأحمد أو السلطات المصرية، ما إذا كان هنية والأحمد قد التقيا بشكل مباشر أم لا.
وأضاف الأحمد، أن «هناك كثيراً من العراقيل ما زالت توضع أمام أعضاء حكومة الوفاق (تحول دون) ممارسة مهامهم الطبيعية في وزاراتهم، (وكذلك) ما يتعلق بحق الوزير باعتباره المسؤول الأول عن إدارة وزارته وفق القانون الأساسي والأنظمة المعمول بها في السلطة الفلسطينية»، مشيراً إلى أنه «من الطبيعي أن يدير كل وزير وزارته دون أي تدخل من أي فصيل في شؤون عمله».
وبحسب الأحمد، فإن «اللجنة الإدارية التي تديرها (حماس)، وأعلنت حلها، موجودة عملياً في كل الوزارات، وإن كثيراً من أعضائها يمارسون العمل في وزاراتهم بشكل مخالف للنظام والاتفاق والأنظمة والقانون»، مؤكداً أن «حماس حتى الآن لم تلتزم بتسليم مسألة جباية الضرائب والواردات لحكومة الوفاق الوطني، وهذا يعتبر خروجاً صارخاً على جوهر الاتفاق»، بحسب قوله.
وكان ممثلو 13 حركة وفصيلاً فلسطينياً اتفقوا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أثناء اجتماعهم في القاهرة، على «إجراء انتخابات تشريعية، ورئاسية، والمجلس الوطني قبل نهاية عام 2018». وأقروا في بيان موحد بأن «منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين، وبضرورة ممارسة الحكومة مهام عملها كاملة في قطاع غزة».
ونقل الأحمد للمسؤولين المصريين، أمس، أن «رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وحركة (فتح) متمسكون بالاتفاقات والتفاهمات الخاصة بإنهاء الانقسام، خصوصاً في هذه المرحلة، والتأكيد على ضرورة التنفيذ الأمين والدقيق لكل الخطوات المطلوبة في الظروف الحالية، التي تواجه الشعب الفلسطيني وقضيته، خصوصاً بعد إعلان الرئيس الأميركي ترمب بشأن القدس، وتصعيد إجراءات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وهذا يتطلب توحيد الصف الفلسطيني ليتمكن من مواجهة المخاطر التي تواجهه»، مشدداً على «ضرورة وحدة الصف وأنه شرط أساسي من أجل فك الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، ومعالجة كل الآثار المعيشية، والصحية، والبيئية، بالإضافة إلى قطاع الخدمات وإعادة الإعمار، وفتح المعابر بشكل طبيعي، وذلك من أجل التخفيف من معاناة شعبنا في قطاع غزة».
وأشار الأحمد إلى أن القائم بأعمال رئيس المخابرات المصري، أكد خلال اللقاء أن القاهرة ستستمر في جهودها مع كل الأطراف وعلى الأرض في قطاع غزة، والقيام بواجبها القومي في مساعدة الشعب الفلسطيني، وإخراج قطاع غزة من محنته، من خلال دفع كل التحركات التي تقوم بها القيادة الفلسطينية للتفرغ للدفاع عن حقوقه الوطنية المشروعة وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وأن المؤسسات المصرية المعنية في معبر رفح ستسرع في عملها لعودة الحركة الطبيعية إلى معبر رفح البري، وذلك لتسهيل حركة السكان من قطاع غزة وإليه بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية ومؤسساتها.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.