«الأوقاف» المغربية تطلب من الحجاج تأجيل أداء الفريضة أو استرجاع أموالهم

بسبب تحذيرات من انتشار فيروس كورونا

«الأوقاف» المغربية تطلب من الحجاج تأجيل أداء الفريضة أو استرجاع أموالهم
TT

«الأوقاف» المغربية تطلب من الحجاج تأجيل أداء الفريضة أو استرجاع أموالهم

«الأوقاف» المغربية تطلب من الحجاج تأجيل أداء الفريضة أو استرجاع أموالهم

منحت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، أمس، الحجاج المغاربة إمكانية العدول عن أداء فريضة الحج خلال الموسم الحالي واسترجاع أموالهم، أو تأجيل أدائها إلى الموسم المقبل، وذلك على خلفية تحذيرات وزارة الصحة للحجاج من إمكانية إصابتهم بفيروس كورونا. وطلبت وزارة الأوقاف من الحجاج تقديم طلباتهم في أجل لا يتعدى 30 يونيو (حزيران) الحالي.

وكانت الوزارة قد أوصت المعتمرين والحجاج بالتقيد بالإرشادات الصحية تفاديا للإصابة بالفيروس، مؤكدة تعذر تسجيل أي حالة من العدوى في المغرب حتى الآن.

وأوضحت الوزارة، في بيان أصدرته أول من أمس، أنه يتعين على المعتمرين والحجاج، ضرورة التقيد بالإرشادات الصحية للحد من انتشار الالتهابات التنفسية المعدية بشكل عام، بما فيها الالتهابات الناتجة عن فيروس كورونا، وذلك باتباع النصائح والمعلومات الموضوعة رهن إشارتهم في ورقة الإرشادات، التي تسلم إليهم في المطارات قبل مغادرتهم المغرب، قصد الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين، واعتبارا لالتزام المغرب بتفعيل اللوائح الصحية التي تحث البلدان على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة تحديات الصحة العمومية، المرتبطة بالأمراض السارية، كعدوى فيروس كورونا، وأيضا تماشيا مع ما أصدرته وزارة الصحة السعودية من شروط صحية بالنسبة للقادمين لأداء مناسك الحج والعمرة.

كما أوصت الوزارة المغربية باستعمال الأقنعة الوقائية المسلمة لهم من طرف مصالح وزارة الصحة في المطارات، في أماكن الازدحام لأنها تساعد على تجنب المرض، وباتخاذ الاحتياطات اللازمة المتعلقة بشروط النظافة العامة والنظافة الشخصية.

ودعت الوزارة إلى تأجيل أداء مناسك العمرة والحج لهذا العام بالنسبة لمن لا يملكون القدرة البدنية على القيام بها كما يوصي بذلك ديننا الحنيف، لا سيما بالنسبة للأشخاص المسنين، والمصابين بالأمراض المزمنة المتفاقمة (أمراض القلب، الكلى، الجهاز التنفسي، والسكري) ونقص المناعة الخلقية والمكتسبة، وأمراض الأورام، وكذا النساء الحوامل والأطفال. كما أوصت الحجاج باللجوء إلى أقرب مركز صحي أو مستشفى عند الحاجة أثناء أداء المناسك وبعد العودة إلى أرض المغرب.

وأكدت الوزارة أن جميع مراكزها داخل أقاليم (محافظات) المملكة أعدت مخططاتها للوقاية من الفيروس، ورفعت مستوى استعداداتها لمواجهته، مشددة على أنها ستعمل على إخبار الرأي العام بمستجدات هذا الداء والوسائل المتاحة لمكافحته.

وأشارت الوزارة إلى أن بعض البلدان ما زالت تعلن عن حالات جديدة للإصابة بهذا الفيروس، حيث جرى إبلاغ المنظمة العالمية للصحة منذ ظهور هذا المرض سنة 2012 وحتى الرابع من يونيو 2014 عن 681 حالة، من بينها 204 حالات وفاة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.