الأمن البحري وتهديدات إسرائيل في لقاءات وزير الدفاع اليوناني في بيروت

وقّع مع نظيره اللبناني اتفاقية تعاون عسكري مشترك

TT

الأمن البحري وتهديدات إسرائيل في لقاءات وزير الدفاع اليوناني في بيروت

حضر التعاون العسكري لتأمين السلامة البحرية والأمن البحري لحماية الدول من الإرهاب في لقاءات المسؤولين اللبنانيين مع وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس، كما حضرت التهديدات الإسرائيلية المتعلقة بالبلوكات النفطية في المياه الاقتصادية اللبنانية، فيما وقع مع نظيره اللبناني اتفاقية تعاون عسكري مشترك تهدف إلى تطوير العلاقات الثنائية من خلال التعاون العسكري بين البلدين والسياسة الدفاعية والأمنية.
وشدد الرئيس اللبناني ميشال عون على «أهمية التعاون بين الدول لمكافحة الإرهاب وملاحقة خلاياه السرية لوضع حد للأضرار التي أحدثها أو يمكن أن يحدثها في الدول والشعوب». وأبلغ الرئيس عون الوزير اليوناني الذي استقبله في قصر بعبدا، «أن لبنان يشجع كل تعاون مع اليونان وقبرص في سبيل تعزيز السلامة البحرية والأمن البحري، لا سيما أن الدول الثلاث تواجه تحديات مشتركة، لعل أهمها الإرهاب الذي يتفشى في المنطقة ويتوسع، إضافة إلى تداعياته السلبية الكثيرة المتمثلة خصوصا بالنزوح الكثيف وتهريب البشر عبر البحر المتوسط».
وإذ رحب عون بـ«اللقاء الثلاثي المرتقب على مستوى وزراء الدفاع في لبنان واليونان وقبرص لوضع أطر لهذا التعاون»، شدد على «أهمية مشاركة اليونان في مؤتمر روما المخصص لدعم الجيش والقوات المسلحة اللبنانية في نهاية شهر شباط الجاري».
وشكر الرئيس عون اليونان على «مشاركتها في القوة البحرية التابعة للقوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل)»، معتبرا أن «المكون البحري في اليونيفيل يتعاظم دوره في الحفاظ على المياه الإقليمية اللبنانية، لا سيما المنطقة الاقتصادية الخالصة التي تطمع إسرائيل بالسيطرة على أجزاء منها، قبيل إطلاق لبنان عملية التنقيب عن النفط والغاز فيها»، معتبرا أن «ما عبر عنه وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يعكس بوضوح حقيقة النيات الإسرائيلية».
بدوره، شدد كامينوس على حرص بلاده على «التعاون مع لبنان في المجالات كافة، لا سيما في التعاون العسكري لتأمين السلامة البحرية لحماية الدول من الإرهاب وعمليات التهريب على أنواعها». ولفت إلى وجود «إرادة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، من خلال سلسلة إجراءات توفر مناخات ملائمة لذلك». وعبر الوزير اليوناني عن «استعداد بلاده للتعاون في تمكين الجيش اللبناني من تعزيز قدراته العسكرية».
واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وزير الدفاع اليوناني، وتناول الحديث الوضع في المنطقة والتعاون بين البلدين. كما استقبل رئيس الحكومة سعد الحريري كامينوس وعرض معه الأوضاع العامة والمواضيع ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
وكان وزير الدفاع اليوناني، أجرى محادثات ثنائية مع نظيره اللبناني يعقوب الصراف. وأشار الصراف إلى «استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على السيادة اللبنانية»، مذكرا بكلام المسؤولين الإسرائيليين «وتهديداتهم المتكررة للبنان وآخرها ما يتعلق بالبلوكات النفطية الواقعة في المنطقة الاقتصادية». وكرر وزير الدفاع موقف لبنان من هذه التهديدات وشدد على «رفضها والتمسك بحقوقه كاملة»، وقال «إن لبنان لم ولن يخضع لأي تهديد من أي جهة كان، ولا سيما أن إسرائيل تحاول السيطرة على حقوقه ووضع اليد عليها، وهذا الأمر لن يمر، ولبنان كله سيقف في مواجهة أي تعد على السيادة والحقوق اللبنانية».
وتطرق الصراف إلى مؤتمر روما الذي يعقد أواخر الشهر الحالي لدعم الجيش والقوات الأمنية، فشدد على أن «لبنان يعول كثيرا على هذا المؤتمر للخروج بدعم كبير للجيش لمساعدته على تأدية المهمات المطلوبة منه».
من ناحيته قال الوزير اليوناني: «في الأسابيع والأشهر المقبلة، سيتم عقد ثلاثة مؤتمرات دولية رئيسية في عواصم أوروبية مختلفة، ستقوم خلالها الحكومة اليونانية بتشجيع شركائها وحلفائها الدوليين والأوروبيين على طرح موضوع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في لبنان وقضية اللاجئين، كونها تشكل جزءا لا يتجزأ من الهيكل الأمني لـ(الشرق الأوسط) وأوروبا والمنطقة الأوسع نطاقا».
وتناول اللقاء مسألة إنشاء مركز مشترك للبحث والإنقاذ في بيروت، علما بأنه تجري حاليا الدراسات اللازمة والعمل على إيجاد التمويل اللازم له، على أن يعلن عنها في اجتماع ثلاثي من المقرر عقده في وقت لاحق.
وفي ختام المحادثات، وقع الصراف وكامينوس بالأحرف الأولى اتفاقية تعاون عسكري مشترك تهدف إلى تطوير العلاقات الثنائية من خلال التعاون العسكري بين البلدين والسياسة الدفاعية والأمنية، وصيانة وشراء الأسلحة والمعدات العسكرية والتعليم والتدريب في المجال العسكري، إضافة إلى تبادل إدارة الموارد البشرية والدعم اللوجيستي والطب العسكري والنشاطات الثقافية والرياضية والمسائل البيئية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.