وجَّه قادة الجهاز الأمني الإسرائيلي بمختلف أذرعه (الجيش و«الموساد» و«الشاباك» و«أمان»)، رسالة تحذير إلى القيادة السياسية في تل أبيب وواشنطن، تعبر فيها عن القلق من عواقب التخفيض المحتمل في المساعدات الأميركية للسلطة الفلسطينية، وكذلك لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، لما قد تسفر عنه من إضرار بأمن إسرائيل.
وجاء في الرسالة أن تقليص الدعم للسلطة سيلحق ضرراً بالتنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، التي تعتبرها إسرائيل مسألة ذات أهمية استراتيجية لمنع الإرهاب وتحقيق الهدوء النسبي في الضفة. وتخفيض الدعم لوكالة «الأونروا»، يهدد بانهيارها وبالتالي سيؤدي إلى تسريع الجولة المقبلة من القتال؛ فهناك 30 ألف موظف في الوكالة، كفيلون هم وعائلاتهم من تفجير انتفاضة.
وأكد مصدر إسرائيلي أن هذه الرسالة وجهت بعد أن هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في دافوس، خلال لقائه مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بأنه «إذا رفضت السلطة الفلسطينية المشاركة في المفاوضات فإنها لن تتلقى أموالاً من الولايات المتحدة».
وقال في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: «إننا نعطيهم مئات الملايين من الدولارات وهذه الأموال لن تحول إليهم، إسرائيل تريد السلام وسيتعين عليهم تحقيق السلام وإلا فإننا لن نهتم بهم». ووفقاً لتقييم الجهاز الأمني الإسرائيلي، فإنه من دون المساعدة المالية، ستجد السلطة الفلسطينية صعوبة في الحفاظ على قدرات قوات الأمن ورغبتها في مواصلة التنسيق مع إسرائيل. ومن دون التنسيق الأمني ستحاول حماس وغيرها من القوى تنفيذ المزيد من الهجمات في الضفة الغربية في محاولة للحفاظ على الهدوء في قطاع غزة.
ويخشى الجهاز الأمني من أن يتوقف الرئيس محمود عباس عن التنسيق بشكل كامل مع إسرائيل في أعقاب تقليص المساعدات. وقدم مسؤول أمني إسرائيلي أمس مثالاً على تنسيق حصل يوم السبت، أول من أمس، فقال: «قامت قوات الأمن الإسرائيلية في منطقة طولكرم، أمس، بتفكيك عبوات كانت معدة لإصابة مركبات قوات الأمن الإسرائيلية، وتم نقل المعلومات إلى إسرائيل».
وأوضح أن قوات الأمن الإسرائيلية تواجه حالياً، وبشكل خاص، منذ إعلان ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مظاهرات كبيرة يقتل فيها متظاهرون في كثير من الأحيان، ولذلك، وعلى الرغم من أن القيادة السياسية وصفت التحركات الأخيرة لإدارة ترمب، بأنها إنجاز، يعتقد الجيش الإسرائيلي أنها لن تؤدي إلى تحسين الوضع الأمني.
ویعتقد الجيش الإسرائيلي أن الوكالة تمنع المزيد من تدهور الأوضاع في قطاع غزة، وأن مساهمة الأونروا في أمن إسرائيل أكبر من الأضرار التي تصيبها. ونقل كبار المسؤولين في الجهاز الأمني رسائل بهذه الروح، خلال محادثات مع مصادر دبلوماسية في الأيام الأخيرة. ويرى الجيش في الأضرار التي ستلحق بـ«الأونروا»، كضرر بالصحة والمدارس والتعليم والصرف الصحي والغذاء لسكان قطاع غزة، ويقول إنه إذا تدهور الوضع، فإن الآلاف من سكان غزة قد يحاولون عبور الجدار.
ووفقا له فإن الجيش لا يملك حلاً لسيناريو كهذا، سيقود إلى المواجهة. وفي غياب بديل مناسب للوكالة، فإن الجهاز الأمني مهتم باستمرار أنشطتها. وقال الضابط الكبير إن نشاط الوكالة منع الانهيار العام وتحطيم الآليات من قبل حماس. غير أنه ذكر، في محادثة مع القيادة السياسية، أن الجهاز الأمني يعترف بأوجه القصور في «الأونروا»، ويوافق على أن المنظمة ترسخ اللاجئين الفلسطينيين.
تقليص الدعم الأميركي لـ«الأونروا» يزعج أجهزة الأمن الإسرائيلية
قالت إن تدهور الخدمات في غزة سيقود الآلاف لعبور الجدار
تقليص الدعم الأميركي لـ«الأونروا» يزعج أجهزة الأمن الإسرائيلية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة