«الدوما» الروسي يرفض مقترح تحالف جديد في سوريا

لافروف وتيلرسون بحثا الوضع في عفرين

TT

«الدوما» الروسي يرفض مقترح تحالف جديد في سوريا

رفضت روسيا اقتراحا قدمه اللواء يحيى رحيم صفوي، مساعد وكبير مستشاري آية الله علي خامنئي، حول تشكيل تحالف يضم إلى جانب روسيا وإيران والنظام السوري، كلا من العراق وباكستان للتصدي للسياسات الأميركية في سوريا.
وفي تعليقه على ذلك الاقتراح، عبر ليونيد سلوتسكي، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، عن قناعته بعدم وجود حاجة إلى تحالفات جديدة، وقال: «أرى أنه لا داعي لتشكيل أي تحالفات جديدة إضافية»، موضحاً أنه هناك بطبيعة الحال تعاون بين روسيا وإيران في التصدي للإرهاب في سوريا.
في سياق آخر، بحث وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي ريكس تيلرسون العملية التركية شمال سوريا وجهود تسوية الأزمة السورية، وذلك خلال اتصال هاتفي أمس، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان رسمي إنه جرى بمبادرة من الجانب الأميركي. وأضافت أن الوزيرين بحثا «الوضع المتصل بتسوية النزاع في سوريا، بما في ذلك سير العملية في المناطق الشمالية، والتحضيرات للقاء الأطراف السورية في فيينا، ومؤتمر الحوار السوري في سوتشي، الرامي إلى دفع العملية السلمية برعاية الأمم المتحدة».
وكانت روسيا أعلنت أنها وجهت دعوة للولايات المتحدة للمشاركة في مؤتمر سوتشي بصفة مراقب. ورفضت واشنطن في وقت سابق المؤتمر، ولم تعلن بعد موقفها من الدعوة الروسية الأخيرة.
وتوقف لافروف في تصريحات أمس عند مؤتمر سوتشي، وقال إن العمل مستمر لتنظيم المؤتمر. وأكد في شأن آخر أنه «بفضل دور القوات الروسية، مدعومة بجهود دبلوماسية نشطة، تم القضاء على (داعش) في سوريا، والحفاظ على الدولة السورية، وخلق ظروف مؤاتية لتسوية سياسية حقيقية على أساس القرار الدولي 2254».
في غضون ذلك، رفضت موسكو التصريحات الأميركية حول مسؤولية روسيا عن سقوط ضحايا نتيجة الهجمات الكيماوية في سوريا، وعرقلتها التحقيق في تلك الهجمات. وقال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية في تصريحات أمس لوكالة «ريا نوفوستي» إن كل تلك التصريحات، جملة وتفصيلا، غير مقبولة بالنسبة لروسيا، وأشار إلى مشروع القرار الذي قدمه مندوب روسيا لمجلس الأمن الدولي حول تشكيل لجنة جديدة للتحقيق باستخدام السلاح الكيماوي، وقال إن نص مشروع القرار يؤكد أن روسيا هي التي تدعو إلى تحقيق شامل في كل حوادث استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا وأي مكان آخر.



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.