محكمة عراقية تحكم بالإعدام شنقاً على ألمانية لانتمائها إلى «داعش»

زوجت ابنتيها لعناصر من التنظيم وقدمت الدعم اللوجستي وأدينت بالمشاركة في الهجمات

مراهقة ألمانية اعتقلت في الموصل («الشرق الأوسط»)
مراهقة ألمانية اعتقلت في الموصل («الشرق الأوسط»)
TT

محكمة عراقية تحكم بالإعدام شنقاً على ألمانية لانتمائها إلى «داعش»

مراهقة ألمانية اعتقلت في الموصل («الشرق الأوسط»)
مراهقة ألمانية اعتقلت في الموصل («الشرق الأوسط»)

أصدرت محكمة عراقية أمس، حكما بالإعدام شنقا حتى الموت، بحق ألمانية من أصول مغربية، لانتمائها إلى تنظيم داعش في سوريا والعراق وتقديمها المساعدة له. وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها القضاء العراقي حكما بالإعدام على مواطنة أوروبية.
وقال المتحدث الرسمي لمجلس القضاء الأعلى، القاضي عبد الستار بيرقدار، إنّ حكم الإعدام شنقا جاء لأنّ «المتهمة قدّمت الدّعم اللوجستي، وساعدت التنظيم الإرهابي في ارتكاب أعماله الإجرامية، وأدينت بالمشاركة في مهاجمة القوات الأمنية والعسكرية العراقية». ولم يُحدّد عمر المحكومة أو المكان الذي اعتُقلت فيه. وقال بيرقدار إنّها «اعترفت في طور التحقيق بأنّها سافرت من ألمانيا إلى سوريا، ومن ثمّ إلى العراق». واصطحبت معها ابنتيها اللتين تزوجتا من أفراد التنظيم الإرهابي.
ولم يذكر البيان اسم المتهمة الألمانية؛ لكنه أشار إلى أنها أدينت بتقديم الدعم اللوجستي. ومن المتوقع أن يثير القرار العراقي رد فعل من جانب ألمانيا التي دعت السلطات العراقية في أكثر من مناسبة إلى إلغاء عقوبة الإعدام.
وكان القضاء العراقي قد أصدر في سبتمبر (أيلول) الماضي، للمرة الأولى، حكما بالإعدام شنقا بحق متطرف روسي ينتمي إلى تنظيم داعش، ألقي القبض عليه خلال معارك استعادة مدينة الموصل.
وفي يوليو (تموز) الماضي، أعلن القضاء الألماني أنّ السلطات العراقية اعتقلت قاصرة ألمانية (16 عاما) تنتمي إلى التنظيم الإرهابي في الموصل.
وكانت مجلة «دير شبيغل» الألمانية، قد أفادت حينها، بأنّ الفتاة المتطرفة كانت قيد الاحتجاز في بغداد مع ثلاث ألمانيات التحقن بالتنظيم الإرهابي في السنوات الأخيرة، من بينهن قناصة «داعش»، وتعرف بـ«حسناء الموصل»، وأنهنّ محتجزات في سجن عراقي، ويتلقين مساعدات قنصلية. وكنّ قد اعتُقلن في الأيام التي تلت تحرير الموصل في 10 يوليو. وتابعت بأنّ دبلوماسيين ألمان تمكنوا من زيارتهن في سجن مطار بغداد ووجدوهن بحال جيدة. مؤكّدة أنّ إحدى النساء من أصل مغربي، وأخرى من الشيشان، لكنّها تحمل جواز سفر ألمانيّاً.
كما قالت المجلة، إن «السلطات العراقية أعطت ألمانيا قائمة بأسماء النساء، وحُدّدت هوية المراهقة ليندا دبليو من بلدة بولسنيتز بالقرب من مدينة درسدن»، وأخرى اسمها ليندت فينزل، مؤكدة أن «وزارة الخارجية الألمانية رفضت التعليق على التقرير».
وذكرت «دويتشه فيلّه»، أن القضاء الألماني كان قد أعلن في يوليو الماضي، أن السلطات العراقية اعتقلت قاصرة ألمانية في الـ16 من عمرها، تنتمي لتنظيم داعش في الموصل.
من جهة أخرى، نقل موقع «دويتشه فيلّه» عن مصادر برلمانية عراقية أن رجال الأمن العراقيين ألقوا القبض على فتاة ألمانية عملت قناصة في صفوف تنظيم داعش، خلال معارك الموصل الأخيرة.
وأوضح المصدر أن الفتاة التي تبين أنها من مدينة برلين، تعرف القليل من الكلمات العربية، ولا تتقن أي لغة غير الألمانية، وأنها سافرت إلى الموصل للانضمام لتنظيم داعش بعد أن أنهت دراستها.
وذكر الموقع الإخباري الألماني أيضاً، أن مسؤولاً عراقياً أعلن إلقاء القبض على 20 امرأة أجنبية ينتمين للتنظيم، بينهن 5 ألمانيات.
من جانبها، تقدر وكالة الاستخبارات المحلية الألمانية، أنّ 930 شخصاً قد غادروا ألمانيا في السنوات الأخيرة للانضمام إلى التنظيم الإرهابي، 20 في المائة منهم من النساء. فيما يمثّل القصّر نحو 5 في المائة من العدد الإجمالي، ونصفهم من الإناث.
وفي منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعدمت السلطات العراقية 38 محكوماً كانوا قد دينوا بـ«الإرهاب»؛ لكنّها لم تعلن رسمياً حتى اليوم عن مجمل عدد المتطرفين الذين اعتقلوا منذ انطلاق العمليات لاستعادة المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش في يونيو (حزيران) 2014.
وكان العراق قد أعلن الشهر الماضي، النصر على التنظيم الإرهابي، بعد سيطرته على نحو ثلث مساحة البلاد، بيد أنّ التنظيم لا يزال يواصل تنفيذ تفجيرات وهجمات أخرى في البلاد.
وأوضح مصدر قضائي لوكالة الصحافة الفرنسية أن إحدى ابنتي المتطرفة الألمانية قتلت بعد انضمامها إلى تنظيم ««داعش»». وبحسب الصحافة الألمانية، فإن ألمانية تدعى «لميا.ك» وابنتها، غادرتا مدينة مانهايم بجنوب غربي ألمانيا في أغسطس (آب) 2014، وأوقفتا بعد استعادة الموصل. وتوجد ألمانيتان أخريان، على الأقل، في السجون العراقية؛ هما الشابة ليندا فينزل والمدعوة «فاطمة.م» من أصول شيشانية. ويتيح قانون مكافحة الإرهاب توجيه الاتهام إلى عدد كبير من الأشخاص حتى أولئك الذين ليسوا متورطين في أعمال العنف ولكن يشتبه في أنهم ساعدوا تنظيم داعش، مثل الأطباء الذين عملوا في المستشفيات التي يديرها التنظيم، أو الطباخين الذي كانوا يعدون الطعام للمقاتلين.
ووفقا لأجهزة الاستخبارات الألمانية، فإن نحو 910 أشخاص «غادروا ألمانيا للانضمام إلى (تنظيمات جهادية) في سوريا أو في العراق»، عاد نحو ثلثهم إلى ألمانيا بينهم 70 شخصا صنفوا على أنهم مقاتلون، فيما قتل 145 آخرون.
ولفت مصدر أمني عراقي إلى أن المقاتلين الأجانب المعتقلين، يجب أن يمثلوا أمام قاض من مكتب مكافحة الإرهاب في بغداد للتحقيق معهم، قبل أن يحيلهم القاضي إلى محكمة لمكافحة الإرهاب. وفي يوليو (تموز) الماضي، أعلن القضاء الألماني أن السلطات العراقية اعتقلت قاصرة ألمانية (16 عاما) من تنظيم داعش في الموصل.


مقالات ذات صلة

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.