إصرار حوثي على فرض «هيئات تشريع» موالية للجماعة

تصفية ناشطة موالية للرئيس السابق رفضت الاعتقال

مجندات جماعة الحوثي في استعراض مسلح بصنعاء (رويترز)
مجندات جماعة الحوثي في استعراض مسلح بصنعاء (رويترز)
TT

إصرار حوثي على فرض «هيئات تشريع» موالية للجماعة

مجندات جماعة الحوثي في استعراض مسلح بصنعاء (رويترز)
مجندات جماعة الحوثي في استعراض مسلح بصنعاء (رويترز)

واصلت ميليشيا جماعة الحوثيين الانقلابية في صنعاء مساعيها الرامية إلى فرض نسخ تابعة لها من «هيئات التشريع» اليمنية، فيما أقدم مسلحوها على تصفية ناشطة موالية للرئيس الراحل علي صالح، واقتحام منزل زعيم قبلي، في سياق أعمال القمع والتنكيل التي تنتهجها الجماعة بحق معارضيها.
ويأتي ذلك وسط استنفار مستمر لقيادات الجماعة الموالية لإيران في أوساط القبائل والمناطق الريفية التي تسيطر عليها لجهة حشد مقاتلين جدد في سياق حملات التجنيد التي دعت إليها مطلع الشهر الحالي، لإسناد جبهاتها المتهاوية أمام ضربات الجيش الوطني المسنود من قوات التحالف الداعم للحكومة الشرعية.
وأفادت مصادر الجماعة الرسمية بأن محمد حسين العيدروس، الذي عينته الجماعة قائماً بأعمال رئيس مجلس الشورى، عقد أول من أمس اجتماعاً مع اللجنة الرئيسية للمجلس، في سياق الترتيب لاستئناف أعمال المجلس ومهامه الاستشارية التي سيقدمها في السنة الجديدة خدمة لأجندة الجماعة.
كانت مصادر في مجلس الشورى قد كشفت لـ«الشرق الأوسط» قبل أيام أن الجماعة تعمل على إصدار قرارات بالجملة لتعيين موالين لها أعضاء في «مجلس الشورى»، لجهة سد النقص العددي في أعضائه، وبدء انعقاد جلساته، وذلك استناداً إلى أن أعضاء المجلس الـ111 يتم اختيارهم بالتعيين، بموجب الدستور اليمني النافذ.
وذكرت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» أن اللجنة الرئيسية بمجلس الشورى عقدت اجتماعاً، برئاسة العيدروس وحضور رؤساء ومقرري اللجان الدائمة، ونقلت عن العيدروس قوله إن خطة عمل المجلس لهذا العام ستكون مرتبطة بمواجهة «الشرعية والتحالف»)، والأدوار المطلوبة من الجهات المختصة في مواجهته، في إشارة إلى المهام الاستشارية التي سيقدمها المجلس لقيادة الميليشيات.
وفي السياق نفسه، عقد رئيس البرلمان يحيى الراعي، الواقع تحت مشيئة الجماعة الحوثية، اجتماعاً آخر مع عدد من النواب ورؤساء الكتل البرلمانية.
وأفادت مصادر اطلعت على الاجتماع لـ«الشرق الأوسط» بأن الراعي أطلع النواب الحاضرين على مستجدات جهوده المبذولة مع قيادات في حزبه لدى رئيس مجلس الانقلاب الحوثي صالح الصماد، في شأن إطلاق معتقلي حزب «المؤتمر»، وأقارب الرئيس الراحل، واستعادة ممتلكات الحزب ومقراته، في حين قالت مصادر حوثية إن الاجتماع الذي عقد الأربعاء الماضي ناقش «أهمية التحضير والإعداد الجيد لعقد جلسات أعمال الفترة الثالثة من الدورة الثانية لدور الانعقاد السنوي الثاني عشر لمجلس النواب (البرلمان)، وضرورة انتظام حضور النواب بموجب قانون اللائحة الداخلية المنظمة لعمل المجلس».
وفشلت الجماعة منذ مقتل الرئيس السابق في حشد النصاب القانوني من النواب لعقد جلساته، كما فرضت على النواب الموجودين في مناطق سيطرتها، وأغلبهم موالون لحزب «المؤتمر» ورئيسه الراحل، رقابة مشددة خشية فرارهم إلى مناطق الحكومة الشرعية، وهددت بمصادرة أموالهم ومنازلهم واعتقال أقاربهم.
وكانت مصادر في الحزب قد أفادت بأن الجماعة الانقلابية وضعت نجلي الراعي وحفيده رهائن لديها خشية التحاقه بالحكومة الشرعية، وزودته بموكب من المسلحين لمرافقته أثناء تحركاته داخل صنعاء وحراسة منزله.
وعلى صعيد الانتهاكات التي تمارسها الميليشيات الحوثية بحق المعارضين للجماعة، أفادت مصادر في حزب «المؤتمر» بأن مسلحين تابعين للجماعة قاموا بتصفية الناشطة وداد حميد الدين ضيف الله بعد اقتحام منزلها في صنعاء، ورفضها تسليم نفسها للاعتقال.
وفي تغريدة على «تويتر»، اعتبر محامي الرئيس السابق، محمد المسوري، الذي كان قد غادر صنعاء إلى خارج اليمن فاراً من سطوة الميليشيات، مقتل الناشطة «المؤتمرية» على يد الحوثيين «جريمة ضد الإنسانية، ووصمة عار في جبين كل من يقبل بها».
إلى ذلك، اقتحم مسلحو الجماعة الانقلابية - بحسب شهود عيان - منزل الشيخ محمد مجاهد أبو شوارب، الواقع في منطقة «بيت بوس» جنوب العاصمة صنعاء، في ظل انتشار كثيف لعناصر الميليشيا في الشوارع المجاورة للمنزل، ما أدى إلى ترويع سكان الحي.
وتتهم مصادر في حزب «المؤتمر» الميليشيات الحوثية بتصفية العشرات من أنصار الحزب المدنيين والعسكريين الموالين للرئيس السابق منذ مقتل الأخير في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إضافة إلى اختطاف 3 آلاف آخرين إلى معتقلات سرية يواجهون فيها صنوفاً من التعذيب، بحسب ما تقوله المصادر.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».