فصائل معارضة تتصدى لقوات النظام في حرستا

TT

فصائل معارضة تتصدى لقوات النظام في حرستا

أفاد ناشطون سوريون بأن فصائل المعارضة واصلت يوم أمس الثلاثاء التصدي لمحاولات قوات النظام التقدم في محيط إدارة المركبات في حرستا في ريف دمشق، فيما كثّف الطيران الحربي السوري من غاراته على معظم مناطق الغوطة الشرقية ما أدّى لارتفاع عدد القتلى والجرحى.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان 350 غارة وقذيفة وصاروخاً استهدفت 8 بلدات خاضعة لسيطرة حركة «أحرار الشام» و«جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» في الغوطة الشرقية خلال الساعات الـ36 الماضية، لافتا إلى تكثيف الطائرات الحربية يوم أمس غاراتها على مدينة حرستا وأطرافها، ما تسبب بوقوع 5 جرحى، كذلك أشار إلى قصف طال مدينة عربين وبلدة مديرا وأطرافها، كما مدينة دوما، ما أدى لإصابة شخصين اثنين على الأقل.
وفيما وثّق المرصد مقتل 196 شخصا بينهم 56 طفلاً منذ يوم الجمعة الـ29 من شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الفائت 2017. جراء استهداف الغوطة الشرقية بمئات الغارات والضربات المدفعية والصاروخية، أعلن الدفاع المدني السوري التابع للمعارضة عن جرح 836 شخصا في الغوطة بينهم 216 طفلاً، بينهم طفل مصاب بحالة اختناق بغاز الكلور و193 امرأة، بينهن 5 نساء أصبن بحالات اختناق بغاز الكلور و3 متطوعين من الدفاع المدني.
ونقلت مواقع معارضة عن المتحدث باسم حركة «أحرار الشام» في الغوطة الشرقية منذر فارس أن «ثوار الغوطة الشرقية تمكنوا يوم أمس الثلاثاء من إعطاب 3 دبابات وقتل العشرات من ميليشيات الأسد خلال صد محاولة تقدم فاشلة لهم على محوري المشافي والمحافظة في مدينة حرستا ضمن معركة بأنهم ظلموا». كذلك تحدثت مواقع معارضة عن «رصد سقوط أحد صواريخ الفيل التي تطلقها ميليشيات الأسد على كتيبة حفظ النظام على أطراف مدينة حرستا».
وكان الدفاع المدني، العامل في غوطة دمشق الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، دعا الأحد المؤسسات المدنية والحقوقية المحلية والدولية التدخل لإنقاذ الغوطة والضغط على الأطراف الفاعلة لوقف الهجمات العسكرية على المدنيين وإدخال المساعدات اللازمة والقيام بالإخلاء الطبي. وقالت منظمة الخوذ البيضاء، إن عدد ضحايا القصف على الغوطة خلال أسبوعين فاق الـ117.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.