المغرب يطلق بوابة إلكترونية لتلقي شكاوى الرشوة والفساد

العثماني قال إنها ستمكن رئاسة الحكومة من تتبع طريقة التعاطي معها في مختلف المؤسسات العمومية

TT

المغرب يطلق بوابة إلكترونية لتلقي شكاوى الرشوة والفساد

أطلق المغرب أمس بوابة إلكترونية لتلقي شكاوى المواطنين في قضايا الرشوة والفساد، لا سيما داخل الإدارات الحكومية.
وقال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، خلال لقاء خصص للإعلان عن إحداث البوابة الإلكترونية، إنها «بمثابة آلية من آليات مكافحة الاختلالات والقضاء على الرشوة وعلى المحسوبية، والحد من التهرب من المسؤولية».
وأوضح العثماني أن هذه البوابة «تعد مشروعا استراتيجيا مهما وحيويا، سيمكن من مكافحة مختلف أنواع الفساد»، داعيا الجميع «إدارة، وموظفين، ومواطنين، ومجتمعا مدنيا، إلى إنجاحه لما فيه من مصلحة بلدنا».
وقال العثماني إن البوابة الوطنية للشكاوى ستمكن رئاسة الحكومة من تتبع طريقة تدبير مختلف الإدارات والمؤسسات العمومية للشكاوى المتوصل بها، وتتبع مدى التزامها بتقديم أجوبة عنها، إذ «سيصبح بإمكاننا التوفر على إحصائيات مستمرة، والاطلاع على مدى التفاعل والجواب عن الشكاوى، وعلى الإدارات التي لا تجيب بما فيه الكفاية»، لافتا إلى وجود آجال محددة أقصاها 60 يوما «لمعرفة من يجيب ومن لا يجيب؟».
ومن بين الفوائد الأخرى للبوابة، التي أشار إليها العثماني: «التعرف بطريقة علمية على مشكلات المواطنين الحقيقية وتتبعها، والعمل بطريقة موضوعية على دراسة دقيقة لهذه الشكاوى»، داعيا الإدارة بمختلف أنواعها إلى المساهمة في هذا «المشروع الوطني المهم الذي سيسهل عليها تدبير الشكاوى التي تتقاطر عليها باعتماد وسائل الاتصال الحديثة، والاستغناء عن الوسائل التقليدية من قبيل الإرساليات وإلزامية التسجيل في مكتب الضبط، وغيرها من الإجراءات الإدارية التي كانت معمولاً بها، اختصارا للزمن، وتوفيرا للجهد وللإمكانات المادية».
كما دعا العثماني المواطنين والمجتمع المدني إلى الانخراط بفعالية لإنجاح هذا المشروع، على اعتبار أن الديمقراطية التشاركية تعني التفاعل المتبادل بين المواطن والإدارة، الأمر الذي سيطور قدرة الإدارة على تلبية الاستجابة لحاجيات المواطنين، وعلى تقديم الخدمات الضرورية لهم، معبرا عن أمله في أن يكون مستوى رضى المواطنين عن هذه الخدمة الجديدة عاليا، وأن يحسن استثمارها، وأن «نتمكن من معالجة عدد من الاختلالات التي كنا جميعا، إلى عهد قريب، نشكو منها، ونحاول تجاوز الأسباب الموضوعية التي كانت سببا في تعثر الخدمات الإدارية».
وتعهد العثماني بأن تتأقلم حكومته «مع المستجدات التي تمليها المرحلة الراهنة، فما كان صالحا منذ 20 سنة، لم يعد كذلك منذ عشر سنوات؛ بل ولم يعد صالحا للحظة الراهنة، لذا علينا أن نواكب كل المستجدات، والأهم في كل هذا أن يكون المواطن في صلب اهتمام الإدارة»، حسب تعبيره.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.