«المؤتمر الشعبي» يتهم الميليشيات بـ{محاولة السطو} عليه

اعتبر قيادات الحزب في صنعاء «مخطوفة» القرار

جانب من الاجتماع المؤتمري الذي عقد بفندق في صنعاء أمس (رويترز)
جانب من الاجتماع المؤتمري الذي عقد بفندق في صنعاء أمس (رويترز)
TT

«المؤتمر الشعبي» يتهم الميليشيات بـ{محاولة السطو} عليه

جانب من الاجتماع المؤتمري الذي عقد بفندق في صنعاء أمس (رويترز)
جانب من الاجتماع المؤتمري الذي عقد بفندق في صنعاء أمس (رويترز)

اعتبر حزب «المؤتمر الشعبي العام» أن الاجتماع الذي عقدته قيادات من الحزب في صنعاء، أمس، جاء تحت إكراه ميليشيا جماعة الحوثيين الانقلابية في مسعى منها للسطو على الحزب، ونهب مقدراته بعد قتلها رئيسه السابق صالح، وأمينه العام عارف الزوكا.
واعتبر الحزب في بيان رسمي اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، أن ما صدر عن الاجتماع «لا قيمة له» مؤكداً أن أغلب أعضاء «اللجنة العامة» و«اللجنة الدائمة» للحزب غير موجودين في صنعاء؛ ما يجعل كل ما يصدر عن الاجتماع غير قانوني.
وكانت قيادات من حزب المؤتمر في صنعاء عقدت اجتماعاً أمس لـ«اللجنة العامة»، وقررت تكليف صادق أمين أبو راس برئاسة الحزب خلفاً للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وانعقد الاجتماع في ظل غياب قادة بارزين، ووسط ردود أفعال غاضبة بين أعضاء الحزب وناشطيه لجهة إعلان المجتمعين تبعيتهم لميليشيا جماعة الحوثيين الانقلابية وتخليهم عن دم صالح ورفاقه وتجاهلهم عمليات التنكيل التي قادتها الجماعة ضد عناصر «المؤتمر» خلال الأسابيع الأخيرة.
وقتلت ميليشيات جماعة الحوثيين الشهر الماضي الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والعشرات من أنصاره، واعتقلت منهم المئات ووضعت كبار القيادات في حزبه تحت الإقامة الإجبارية؛ وذلك عقب إعلانه فك الشراكة معها ودعوته عامة الشعب اليمني في خطاب تلفزيوني إلى مواجهة الجماعة عسكرياً.
وأكدت قيادة الحزب المؤيدة للحكومة الشرعية والمناهضة للانقلاب في بيانها، أن ما صدر عن اجتماع صنعاء «لا قيمة له»، ووصفت ما يجري بأنه «محاولة للسطو على حزب المؤتمر من خلال إجبار من هم في وضع الرهائن والأسرى لشرعنة الجرائم الحوثية وتمرير سياساتها». في إشارة إلى القيادات الموجودة في مناطق سيطرة الميليشيات.
وقالت: «إن الغالبية العظمى من أعضاء اللجنة العامة واللجنة الدائمة للمؤتمر أصبحوا خارج صنعاء، وأن أي اجتماع يخطط له في صنعاء لا علاقة له بالمؤتمر، وهي محاولة لاختطاف الحزب والسطو عليه لتمرير سياسات النهب لمقرات الحزب وإعلامه وأمواله ولتبرير جريمة القتل والتصفيات التي تعرضت له قيادات الحزب».
وأضافت أن «الحزب تمكن من مواجهة خطر الانقسامات والسعي لتفكيكه بعد استشهاد رئيس المؤتمر(صالح) وأمينه العام (الزوكا) والتصفيات والاعتقالات الواسعة التي قامت بها «الميليشيا الكهنوتية الحوثية الإيرانية «الأمر الذي جعلها تصاب بالصدمة، وتسعى عبر مخططاتها الإجرامية وعبر الضغط والتهديد إلى تفكيك هذا الإجماع المؤتمري، والعمل على اختطاف وهدم المؤتمر الذي يشكل صمَام أمان للثوابت الوطنية والحفاظ عليها».
في السياق نفسه، دعا بيان لفرع الحزب في محافظة مأرب «قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام إلى الالتفاف حول الشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي؛ حتى يتم اجتثاث الميليشيات، وتحقيق دولة النظام والقانون دولة اليمن الاتحادية والتعددية الحزبية».
واعتبر ناشطون موالون لحزب المؤتمر على مواقع التواصل الاجتماعي أن «اجتماع صنعاء» مثّل خيبة أمل لهم، في حين أطلق آخرون حملات سخرية من البيان الصادر عنه ووصفوا الحزب بأنه أصبح «حزب المؤتمر الحوثي العام، ولم يعد المؤتمر الشعبي العام».
وانعقد اجتماع قيادات صنعاء في أحد فنادقها تحت نظر ميليشيا الحوثي، وحضره قيادات بارزة موالية للرئيس السابق وأخرى متهمة بأنها خانته لصالح الحوثيين وأصبحت أداة للجماعة لفرض سيطرتها على قراره الداخلي، في حين تخلف عن حضور الاجتماع القيادي البارز ياسر العواضي، الموجود منذ أيام في مسقط رأسه في البيضاء، والقياديتان فائقة السيد ووفاء الدعيس.
وحضره من القيادات البارزة صادق أبو راس، ويحيى الراعي، وحسين حازب، وعلي أبو حليقة، وعبده الجندي، وهشام شرف، وقاسم لبوزة، ورئيس حكومة الانقلاب غير المعترف بها عبد العزيز بن حبتور.
واعتلت قاعة الاجتماع صورة صالح والأمين العام للحزب عارف الزوكا الذي قُتل رفقة صالح، وقرأ المجتمعون الفاتحة على روحيهما ووقفوا دقيقة حداداً، وأقر المجتمعون بالإجماع تكليف صادق أبو راس برئاسة الحزب، وتكليف ياسر العواضي، وفائقة السيد، ويحيى الراعي، ونجيب العجي ليكونوا مع أبو راس قيادة تنفيذية جماعية للقيام بمهام الأمين العام.
واعتبر قادة «مؤتمر صنعاء» أن قرار تكليفهم قيادة جديدة للحزب خلفاً لصالح جاء وفق النظام الداخلي في ظل تعذر انعقاد المؤتمر العام للحزب، وأكدوا أنهم كلفوا «أبو راس» ومن معه بالتنسيق لانعقاد اجتماع لـ«الجنة الدائمة الرئيسية» للحزب، وهي «المستوى التنظيمي الثاني في الحزب بعد اللجنة العامة» وعدد أعضائها نحو 1200 شخص.
وطالب الاجتماع ميليشيا الحوثي دون أن يشير إليها صراحة بأي مسمى أو صفة، بإطلاق سجناء ومعتقلي الحزب مدنيين وعسكريين، بمن فيهم أولاد وأقارب الرئيس السابق، وتسليم ممتلكات ومقرات الحزب ومؤسساته الإعلامية والإفراج عن الأموال التابعة له، وكذا «تفعيل مؤسسات الدولة والالتزام بالدستور والقانون وتطبيق الأنظمة واللوائح المنظمة للتعيينات الإدارية والعسكرية والأمنية وتفعيل دور القضاء والنيابة دون انتقائية».
على صعيد منفصل، واصل نائب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن معين شريم، أمس، مشاوراته في صنعاء مع قيادات الحوثيين، وذكرت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، أنه التقى يحيى الراعي، رئيس مجلس نواب الانقلابيين.
ويسعى نائب المبعوث الدولي إلى طرح خطة للسلام على الميليشيا الانقلابية في مسعى أممي لاستئناف المفاوضات مع جانب الحكومة الشرعية التي أكدت في وقت سابق أنها لن تعود للمفاوضات قبل تنفيذ الميليشيا خمسة شروط.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.