وزير الداخلية الإيراني يقر بمشاركة عشرات الآلاف في التظاهرات

الاحتجاجات تدخل أسبوعها الثاني والتضامن العالمي يتزايد

تعاظم التضامن العالمي مع انتفاضة الشعب الإيراني
تعاظم التضامن العالمي مع انتفاضة الشعب الإيراني
TT

وزير الداخلية الإيراني يقر بمشاركة عشرات الآلاف في التظاهرات

تعاظم التضامن العالمي مع انتفاضة الشعب الإيراني
تعاظم التضامن العالمي مع انتفاضة الشعب الإيراني

دخلت الاحتجاجات التي تشهدها المدن الإيرانية أسبوعها الثاني اليوم (الخميس)، فيما اعترف النظام بمشاركة عشرات الآلاف في المظاهرات التي تنال دعما عالميا متزايدا.
ويتظاهر الإيرانيون منذ يوم الخميس الماضي احتجاجا على تردي الوضع المعيشي واعتراضا على سلوك طهران الإقليمي، بينما قتل 25 شخصاً في الأسبوع الأول من الاحتجاجات، التي تعد الأكبر منذ احتجاجات 2009 الرافضة لفوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بالرئاسة على حساب المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي.
ولأول مرة منذ اندلاع الاحتجاجات، أقرّ وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي، بمشاركة 42 ألف شخص في المظاهرات رغم تأكيده أن «تقييم العدد يعد صعبا للغاية».
وقال فضلي ان «السلطات المعنية أخبرتنا أنهم كانوا 42 ألف شخص على الأكثر ولا يعد ذلك عددا كبيرا"، لكن العدد يمثل طفرة فيما يعلنه النظام عن أعداد المشاركين، بعدما ذكر الحرس الثوري الإيراني أمس (الأربعاء) مشاركة بين 1500 و15 ألفا في الاحتجاجات.
وفي واشنطن، أكد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس مجددا «وقوف الولايات المتحدة مع المحتجين الإيرانيين الشجعان، والذين يخاطرون بحياتهم من أجل الحرية».
وغرد بنس عبر حسابه على «تويتر» بأبرز تصريحاته خلال لقائه مع شبكة "صوت أميركا" الإخبارية، مضيفا إن "الدعم الواضح الذي قدمه الرئيس الأميركي للمحتجين في المدن الإيرانية يتماشى مع دور الولايات المتحدة في العالم كبطل رائد للحرية". وتابع "إيران هي الدولة الرائدة في رعاية الإرهاب عالمياً، ومشاهدة الشعب الإيراني ينتفض مطالبا في التغيير في بلده لا بد وأن يحرك كل أميركي محب للحرية ومن يدعمون الحرية حول العالم". كما أشار إلى ما وصفه بالتناقض بين الصمت والفشل في دعم الحرية خلال الإدارة السابقة، وبين رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني الشجاع، مضيفا "أعلم أن ذلك يمنح أملا للأشخاص الذين نزلوا إلى شوارع المدن الإيرانية".
واختتم بنس بقوله "أملي أن يدرك الشعب الإيراني أن الولايات المتحدة وشعبها هما حليف طبيعي لهم، نريد أن نراهم يحققون مستقبلا حرا وديمقراطيا. نريدهم أن ينأوا بأنفسهم عن نظام لا يكف عن تهديد العالم".
وكان بنس قد أشار في تغريدة سابقة الأربعاء إلى الدعم الأميركي من جانب الحزبين الجمهوري والديمقراطي للشعب الإيراني "المحب للحرية والذي يواصل الكفاح ضد فساد وطغيان حكومته"، وذلك مع صورة تضمنت تغريدات لسياسيين أميركيين دعما للشعب الإيراني.
من جانبها، جددت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت، وقوف واشنطن مع شعب إيران، وقالت في تغريدة إن الولايات المتحدة تدعم المحتجين ضد الحالة الاقتصادية والفساد وتمويل الإرهابيين في الخارج". وأضافت "إننا ندعم حق الشعب الإيراني في حرية التعبير".
فيما عبر الناشط السياسي الروسي وبطل العالم في الشطرنج سابقا غاري كاسباروف عن دعمه "للشعب الإيراني والشعب الروسي وكل الشعوب تحت الأنظمة المستبدة عبر إدانة حكامهم"، داعيا إلى رسم حد فاصل بين الشعوب والأنظمة التي تقمعها، متابعا "الشعب سيتذكر إن فعلت، وإن لم تفعل".
وتابع كاسباروف الذي يرأس مؤسسة حقوق الإنسان "إتش آر إف" مغردا "العالم يراقب، وقادته بإمكانهم التوضيح لحكام إيران أنه ستكون هناك ملاحقات شخصية لهم ولثرواتهم، وأننا نراقب ونسجل الأسماء وسنتذكر".



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.