بينما أعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن بلاده ما زالت تتابع جيوب صغيرة لـ«داعش» في العراق، أكدت وزارة الداخلية العراقية عن قيامها بقتل نحو 15 «انغماسيا» من التنظيم المتطرف في المناطق الحدودية بين العراق وسوريا.
وقال ماتيس، إن «(داعش) لم يعد يسيطر على المدن، وقد أهلكت صفوفها الكبيرة سابقا»، مبينا أن «الناجين من عناصر التنظيم انتشروا في الصحراء ومع ذلك، لا يزال (داعش) يمتلك أسلحة وخططا لتجديد الفوضى». وأضاف ماتيس: «لقد قلنا مرارا إن الحرب لم تنته»، مشيرا إلى أن «القوات الأميركية ما زالت تتبع جيوبا صغيرة من مقاتلي (داعش) في العراق».
وأشار الوزير الأميركي إلى أن «الولايات المتحدة تعمل بشكل وثيق مع قوات الأمن العراقية، على أمل أن تتمكن من السيطرة الكاملة على أراضي البلاد»، لافتا إلى أنه «قد يكون هناك 12 رجلا من (داعش) يجدون مؤخرا بعضهم بعضا، ويجتمعون ويعيشون في بيت واحد، ويبدأون بلعق الجروح والتفكير».
في السياق ذاته، أعلن العميد سعد معن، الناطق باسم الداخلية العراقية، عن «تمكن مفارز استخبارات الشرطة الاتحادية في كمين ناجح وبجهد استخباري نوعي من قتل 15 إرهابيا انغماسيا ينتمون إلى عصابات (داعش) الإرهابي أثناء تنقلهم بين الشريط الحدودي العراقي السوري». وأضاف معن أنه كان «بحوزتهم أسلحة متوسطة وأحزمة ناسفة، تم رصدهم بعد مراقبة استمرت لعدة أيام باستخدام التقنيات الحديثة وبناء على المعلومات الاستخبارية».
إلى ذلك أكد الشيخ إياد الجبوري، عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الصفحة العسكرية من المعركة ضد تنظيم داعش انتهت بمعنى أن هذا التنظيم الإرهابي لم يعد يسيطر على أي شبر من الأراضي العراقية ما عدا جيوبا على شكل حواضن هنا وهناك، وهو ما يجري التعامل معه سواء من خلال الجهد العسكري العراقي أو من خلال التعاون مع الجانب الأميركي الذي يعمل بتنسيق عالي المستوى مع الجانب العراقي في هذا المجال».
وأضاف الجبوري أن «العراق مدرك أن الحرب مع الإرهاب له صفحات متعددة، وأنه ينبغي التعامل مع ما تبقى من صفحات عبر جهود متكاملة تجمع بين ما هو استخباري وما هو مجتمعي، حيث إن مسألة الحواضن وسواها تحتاج إلى معالجات من نوع آخر؛ قسم منها مصالحات مجتمعية، وهو ما نقوم به سواء كنا في البرلمان أو شيوخ عشائر».
بدوره، قال نعيم الكعود، عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار، وهو أحد شيوخ قبلية البونمر التي تعرضت إلى مجزرة جماعية عند احتلال تنظيم داعش لمحافظة الأنبار عام 2014 لـ«الشرق الأوسط»، إن «من المؤكد أن هناك وجودا لتنظيم داعش في صحراء الأنبار، وهي صحراء مثلما يعرف الجميع مترامية الأطراف، وهو ما يحتاج إلى تفعيل الجهود الاستخبارية، من أجل متابعة أنشطة المجاميع الإرهابية هناك، بالإضافة إلى تدريب وتجهيز وتسليح القوات العراقية والشرطة المحلية في المحافظة، لكي تتمكن من متابعة الخلايا النائمة والقضاء عليها». وأكد الكعود أن «العديد من عوائل (داعش) إنما تمثل حواضن لتلك المجاميع، وهو ما يعني التعامل معها بحذر، بالإضافة إلى عقد مصالحات مجتمعية، من أجل أن نطوي الصفحة المظلمة بكل ما حملته من مآس ومشكلات أثرت ليس على الأنبار فقط بل على كل المحافظات الغربية والعراق».
تنسيق عراقي ـ أميركي لملاحقة خلايا «داعش» في المناطق الحدودية
تنسيق عراقي ـ أميركي لملاحقة خلايا «داعش» في المناطق الحدودية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة