ازدياد عدد اليهود المتدينين الذين يدخلون الأقصى 75% خلال عام

TT

ازدياد عدد اليهود المتدينين الذين يدخلون الأقصى 75% خلال عام

تباهت منظمة «يرئيا» اليهودية بأن عدد اليهود المتدينين الذين دخلوا أرض الحرم القدسي الشريف، لأسباب آيديولوجية في عام 2017 ازداد بنسبة 75 في المائة مقارنة بعام 2016. وقالت المنظمة، التي تشجع دخول اليهود إلى المكان، إن 25628 يهوديا متدينا دخلوا باحة الأقصى في سنة 2017، مقابل 14626 في 2016. و11001 في 2015، و11754 في 2014. ويشكل هذا نحو خمسة أضعاف ما كان عليه عدد الزائرين سنة 2009، التي تسلم فيها بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة، إذ بلغ العدد 5658 متدينا يهوديا.
ويأتي الفصل بين المتدينين وغير المتدينين، نتيجة لدخول العلمانيين اليهود إلى منطقة الأقصى كسياح، حيث لا يعترض المسلمون على ذلك. لكن قسما كبيرا من المتدينين اليهود يعتبرون المكان مقدسا، ويصلّون لكي تهدم قبة الصخرة ويقام في مكانها الهيكل اليهودي. ويمارس قسم منهم استفزازات مقصودة.
ويعزو الناطق بلسان حركات أمناء الهيكل، إساف فريد، هذه الزيادة، إلى ما سماه «الهدوء النسبي الذي يسود منطقة جبل الهيكل (الحرم القدسي)». ويقول: «قبل ثلاث سنوات عندما كنت أصل إلى الجبل، كنت أعرف أنني قادم إلى ساحة حرب، كنت أعرف أنهم سيستقبلونني بالصراخ. اليوم يشعر اليهودي الذي يصل إلى المكان بأنه مرغوب فيه».
كما ينسب فريد الزيادة في عدد الزوار المتدينين إلى تغيير سياسة الشرطة التي يقودها قائد منطقة القدس يورام هليفي، وقائد الشرطة روني الشيخ، ووزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، ومن فوقهم جميعا نتنياهو. وعلى سبيل المثال، يقول، ألغت الشرطة في السنة الأخيرة، القيود التي كانت تفرضها على حجم المجموعات التي تدخل إلى المكان. فبينما كانت تسمح بدخول مجموعات تضم 15 فردا، تسمح اليوم بدخول عشرات اليهود ضمن كل مجموعة. وفي عيد الحانوكا سمحت بدخول مجموعة ضمت 93 فردا. كما جرى تقليص فترات التفتيش على مداخل الحرم، وتقلصت المواجهات مع الشرطة حول منع الصلاة في المكان.
من جهة ثانية، ذكر وزير الأوقاف الفلسطيني، يوسف أدعيس، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية، منعت رفع الأذان من المسجد الإبراهيمي، في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة 645 مرة، عام 2017 المنصرم. وقال أدعيس في بيان صحافي، إن الاحتلال «ينتهك حرمة المسجد وينتقص من حرية المسلمين، ويعتدي على مسجد إسلامي خالص»، وطالب وزير الأوقاف المؤسسات الدولية بالعمل على «وقف الاعتداءات الإسرائيلية بحق المسجد».
المعروف أنه منذ عام 1994، يُقسّم المسجد الإبراهيمي، الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح نبي الله إبراهيم عليه السلام، إلى قسمين، قسم خاص بالمسلمين بمساحة 45 في المائة، وآخر باليهود بمساحة 55 في المائة، إثر قيام مستوطن يهودي بقتل 29 فلسطينيا أثناء تأديتهم صلاة الفجر يوم 25 فبراير (شباط) من العام عينه. ويقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل التي تقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، ويسكن بها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».