روسيا في الشرق الأوسط: اختراقات استراتيجية وآفاق واسعة

روسيا في الشرق الأوسط: اختراقات استراتيجية وآفاق واسعة
TT

روسيا في الشرق الأوسط: اختراقات استراتيجية وآفاق واسعة

روسيا في الشرق الأوسط: اختراقات استراتيجية وآفاق واسعة

يمكن وبثقة القول إن 2017 كانت بالنسبة إلى روسيا سنةً شرق أوسطية بامتياز: نشاط موسكو في سياستها الخارجية تجاه الشرق الأوسط كان عالياً للغاية وغير مسبوق. القول إن الجزء الأكبر من جهودها في هذا الاتجاه كان بشكل أو بآخر مرتبطاً بسوريا، ليس فيه أي مبالغة. لقد امتص العمل على المسار السوري جزءاً كبيراً من قدراتها الدبلوماسية والمادية. لكن دورها الرئيسي في الأحداث في سوريا وحولها بات مفتاحاً لها في كشف إمكانيات جديدة وتعزيز موقعها في المنطقة.
فيما يتعلق بالمسار السوري، هنا تجدر الإشارة إلى الآتي: أولاً، ينظر في موسكو إلى أن أهم وأكبر نجاح لروسيا في عام 2017 هو القضاء على «داعش» في سوريا وبالدرجة الأولى القضاء على القاعدة المادية والجغرافية للإرهابيين. وهذا بدوره كان قد سمح للرئيس فلاديمير بوتين باتخاذ قرار مهم للغاية حول اقتراب انتهاء العملية الروسية لمكافحة الإرهاب في سوريا والانتقال إلى مرحلة التسوية السياسية. في المستقبل القريب سيجري تقليص الوجود العسكري الروسي في سوريا بشكل كبير. أما الجزء الباقي من القوات فسوف يتمركز في قاعدتين: في حميميم وفي طرطوس اللتين ستبقيان على الأراضي السورية على أسس قانونية.
ثانياً، أصبحت سنة 2017 بفضل جهود روسيا وحلفائها وشركائها إن لم تكن سنة الوقف التام للعمليات العسكرية بين الحكومة والمعارضة المسلحة في سوريا (عدا استمرار عملية مكافحة المجموعات الإرهابية المعترف بها رسمياً من قبل الأمم المتحدة) فلقد كانت سنة الانخفاض الكبير لكثافتها. نعم هناك خروقات لوقف إطلاق النار والمؤسف أنها ستتكرر.
ثالثاً، نجاح تنفيذ مشروع إنشاء مناطق خفض التصعيد كإجراء مؤقت والذي من خلاله تم تطبيق نظام وقف العمليات القتالية.
رابعاً، تطور التعاون بين الدول الثلاث الضامنة لهذا المشروع، روسيا وإيران وتركيا. بدا هذا جلياً في ظهور الإطار الجديد وهو القمة الثلاثية والتي لديها أفق أن تصبح دورية في المستقبل.
خامساً، استمرار الحوار الروسي - الأميركي في شأن سوريا أكان على مستوى الخبراء العسكريين أو على مستوى القيادة السياسية في الدولتين. الحديث هنا يدور حول المثلث الثاني أي - روسيا الولايات المتحدة الأميركية والأردن (مع مشاركة غير مباشرة لإسرائيل). الاختراق الهام في هذا المسار كانت قد شكلته المحادثات حول إنشاء منطقة خفض التصعيد الجنوبية الغربية. في الوقت نفسه فكما كان معلناً في الوثيقة المشتركة لرئيسي روسيا والولايات المتحدة الأميركية في دانانغ (في فيتنام) خلال منتدى «أبيك» بأن الطرفين مرتاحان لنجاح جهود الدولتين المبذولة في فعالية منع وقوع حوادث خطيرة بين العسكريين الروس والأميركيين مما ساعد في مكافحة «داعش». أما سادساً وأخيراً - إقدام روسيا على مبادرة خارقة وغير متوقعة في دعوتها إلى عقد مؤتمر حوار وطني سوري والذي بادرت بالتحضير له. المهم أن الإطار الجديد، وكما تشير القيادة الروسية، لن يؤدي إلى تقليص دور الأمم المتحدة في التسوية السورية، وإنما على العكس، فإن عقد هذا المؤتمر مدعو لمساندة دور الأمم المتحدة ومحادثات جينيف وهو يعتبر فقط مكملاً للجهود التي يبذلها جهاز المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا والمشاركون في عملية آستانة لتسوية الأزمة السورية.
الرئيس فلاديمير بوتين مرة أخرى أكد خلال لقائه الأخير مع الرئيس بشار الأسد في سوتشي أن المرحلة العسكرية للأزمة أوشكت على النهاية وحان وقت التسوية السياسية وأعلن أيضاً مع الرئيس دونالد ترمب في دانانغ أنه لا حل عسكرياً للأزمة في سوريا. لم يكن هذا تصريح علني فحسب، بل وإشارة قوية إلى الرئيس السوري وخصومه. لقد بدأت موسكو تناقش مع شركائها مشكلات مستقبل إعادة بناء سوريا. يمكن فقط الافتراض بأن التقليص الجدي للوجود العسكري مع الحفاظ على القواعد العسكرية سيوفر الجاهزية إلى تقديم المساعدة للقوات المسلحة السورية في مكافحة المجموعات الإرهابية إذا تطلب الوضع ذلك.
أما فيما يخص لقاء المعارضة السورية في الرياض، لقد تم التوصل إلى تشكيل وفد موحد للمشاركة في الجولة الثامنة للمحادثات في جنيف بما في ذلك مساعدة الممثل الروسي الخاص، مع أن ممثلي ما يسمى منصة موسكو كانوا قد عبروا عن عدم موافقتهم على بعض نقاط البيان الختامي التي تتناقض مع المبدأ المتفق عليه والذي تضمنه البيان وهو رفض أي شروط مسبقة مهما كانت هذه الشروط. بإمكان المؤتمر بحسب المبادرين أن يلعب دوراً هاماً في بناء العلمية السلمية وأن يقدم مساهمة خاصة في حل مسائل مختلفة مثل صياغة دستور سوري جديد أو التحضير لإجراء انتخابات عامة. في موسكو، هناك إدراك للصعوبات التي تواجهها والتي ستواجهها عملية إنجاز مشروع المؤتمر، لكن ننطلق من أن أولئك الذين سيقررون عدم المشاركة فيه سيعزلون أنفسهم بهذه الطريقة. مع ذلك لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به لضمان شمولية التمثيل في هذه الفعالية التي ستعقد في سوتشي - العاصمة الجنوبية لروسيا. بين تلك المسائل التي لم تلقَ حلاً إلى الآن على ما يبدو هي مسألة تمثيل الأكراد. حسب تصريح ديمتري بسكوف الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي فإن أصعب ما يواجه عملية التحضير لمؤتمر الحوار الوطني هو التوافق على قوائم المشاركين. بشكل أو بآخر فلقد تم تأجيل انعقاد المؤتمر أكثر من مرة وذلك بسبب العقبات التنظيمية.

علاقة نوعية مع السعودية
أما فيما يتعلق بتعاظم الموقع الروسي في المنطقة فهو بشكل خاص ناتج عن التغيرات النوعية لعلاقاتها مع عدد من اللاعبين الكبار في المنطقة. هذا بدا واضحاً على سبيل المثال في علاقاتها مع المملكة العربية السعودية. إن الزيارة الرسمية التاريخية الأولى للملك سلمان بن عبد العزيز نفسه إلى روسيا وزيارات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تدل على منعطف في العلاقات الروسية السعودية باتجاه الشراكة البناءة. يكفي في هذا السياق ذكر خطط المملكة العربية السعودية بالاشتراك مع صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي تأسيس صندوقين استثماريين - صندوق استثماري تقني وصندوق استثماري للطاقة برأسمال قدره مليار دولار لكل منهما، وكذلك مشاركة الشركة الروسية Eurasia Drilling في حفر الآبار مع شركة Saudi Aramco. وكذلك سيتم في المملكة تصنيع البندقية الكلاشنيكوف الآلية بترخيص من روسيا. لكن يبقى من غير الواضح هل ستذهب المملكة العربية السعودية إلى تطوير أوسع في التعاون العسكري التقني مع موسكو التي تحدث متفائلاً عن إمكانياتها في يوليو (تموز) من هذا العام رئيس شركة «روس تيخ» سيرغي تشميزوف.
وكذلك التحول الكبير الذي لا يقل أهمية عنها في العلاقات بين روسيا والإمارات العربية المتحدة. حيث تنمو السياحة الروسية إلى الإمارات بسرعة وكان قد ساعد في ذلك نظام إلغاء التأشيرات من قبل هذه الدولة. وأيضاً هناك آمال تعقد على نمو سياحة المواطنين الإماراتيين إلى روسيا. اقتراح موسكو لمشروع مشترك في تصميم طائرة مدنية مع الإمارات على قاعدة MC- 21 تتسع لـ250 راكباً مخصصة للسوق العربية كان جذاباً للغاية وطموحاً بالنسبة للشركاء الإماراتيين. تعلق روسيا آمالاً كبيرة على تطوير تعاون متعدد الجوانب مع هذه الدولة، بوجه الخصوص فإن شركتي «غازبروم نفط» و«موبادلة» بدأتا بدراسة إمكانية التنقيب والإنتاج المشترك في روسيا ودول ثالثة. تتسم روسيا كدولة عظمى بعلاقات متوازنة مع مختلف اللاعبين بمن فيهم من هم على خلاف بين بعضهم بعضا. في واحدة من مقالاتي السابقة كنت قد كتبت عن هذه الخصوصية التي تتمتع بها الدبلوماسية الروسية وقدرتها على عدم حرق الجسور والابتعاد عن التعامل أحادي الجانب وعن قدرتها في حال الضرورة وبموافقة الأطراف المتنازعة أن تلعب دور الوسيط المصالح وبما فيه عن طريق التحالف مع شركائها ممن لهم مصلحة في خفض التوتر بين الجيران. في سنة 2017 على وجه الخصوص، استمر تعاون موسكو مع دول مجلس التعاون ولم تتدخل في الوقت نفسه ولا بشكل من الأشكال في الأزمة التي ظهرت بين هذه الدولة وعدد من الدول الصديقة والمؤثرة في المنطقة، داعية الأطراف جميعاً إلى الحوار البناء. لقد استمرت روسيا بتعاونها الوثيق مع إيران وتركيا. يرون في موسكو أنه بمساعدة مثل هذه السياسة فإن روسيا تساهم في استقرار الوضع وليس فحسب، بل وفي تقريب مواقف الأطراف المتنازعة في بعض الأحيان.
لقد لعبت الاتصالات الدورية التي يقوم بها الرئيس بوتين مع قادة دول الشرق الأوسط دوراً كبيراً في إقامة سياسة خارجية متزنة ومتكافئة في هذه المنطقة والتي من نتائجها عدم وجود أعداء لروسيا في الشرق الأوسط بل لديها عدد كبير من الأصدقاء. هذه الاتصالات تكمل العدد الكبير من الزيارات واللقاءات على المستوى الرفيع التي جرت في سنة 2017.

عنصر جديد ـ قديم
تميزت سنة 2017 بتثبيت عنصر جديد في استراتيجية روسيا تجاه منطقة الشرق الأوسط وهو إنشاء قواعد عسكرية – وهي ظاهرة غير معتادة في السياسة الخارجية الروسية. لم يكن لدى موسكو قواعد عسكرية نهائياً في الخارج عدا منطقة رابطة الدول المستقلة (قواعد الاتحاد السوفياتي في فيتنام وكوبا كانت قد أغلقت). أما الآن، فإن موسكو لم تقم فقط ببناء قاعدتين في سوريا ومستمرة في تطويرهما، بل وبدأت في نوفمبر (تشرين الثاني) من هذا العام تحضر لاتفاق مع السودان بشأن إنشاء قاعدة عسكرية روسية في هذا البلد. جرى ذلك خلال لقاء الرئيس عمر البشير مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الدفاع سيرغي شويغو في 25 نوفمبر من هذه السنة في سوتشي. نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد (مجلس الشيوخ) السناتور فرانتس كلينتسيفيتش كان قد صرح أنه في حال إنشاء قاعدة روسية في السودان، بإمكان هذه الدولة أن تصبح الوسيط الرئيسي في التواصل بين روسيا والعالم الإسلامي. لكن السناتور لم يوضح ما الذي يقصده في قوله هذا.
روسيا بتعزيز وجودها في المنطقة، لا تنوي الدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها ولا تحاول إزاحة الولايات المتحدة أو استبدالها في المنطقة، فليس لديها ما يكفي من الموارد للقيام بذلك ولا حتى هناك ضرورة أو رغبة في صرفها على مثل هذه الأهداف.
واحدة من مكتسبات سنة 2017 هي – التقدم في التعاون العسكري والتقني مع دول هذه المنطقة. بحسب ما يبدو، فإن حجم مبيعات الأسلحة والتقنيات العسكرية الروسية إلى الخارج في هذه السنة سيتخطى ما تم بيعه في سنة 2016 حيث وصل حينها حجم مبيعات الأسلحة إلى 14 مليار دولار أميركي بينما يخطط لرفعه ليصل إلى 20 ملياراً والاحتفاظ بالمركز الثاني بين الدول المصدرة للأسلحة في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية. تنمو شريحة الشرق الأوسط في هذا المجال من التعاون. لا داعي للاعتقاد بأن مبيعات الأسلحة والتقنيات العسكرية هي فقرة شبه رئيسية في دخل الميزانية بعد مبيعات المواد الخام المختلفة وبالدرجة الأولى الهيدروكربونات كما كان سائداً. تحولت روسيا إلى مصدر لأنواع أخرى من المنتجات أيضاً. يكفي ذكر نمو صادرات الحبوب الروسية إلى الشرق الأوسط وهذا لا يثير الدهشة، ذلك أن موسكو تشغل المركز الأول في العالم بين المصدرين للحبوب. لقد تم في هذه السنة جني نحو 130 مليون طن من القمح.
تشغل المنظومات الصاروخية مكاناً خاصاً من بين المنتجات العسكرية التي يتم تصديرها إلى الشرق الأوسط. تم تنفيذ عقد بتوريد خمس مجموعات لواحدة من أنواع منظومات «إس - 300 - ب أم أو – 1» إلى إيران في أكتوبر (تشرين الأول) من هذا العام. الاختراق الحقيقي جرى حين تم توقيع عقد لتوريد نظام إس - 400 إلى تركيا، الدولة العضو في حلف شمال أطلسي (ناتو). موسكو تنطلق من أن هذه المنظومات تعتبر نظام أسلحة دفاعية حصراً، مع أن مسافة دائرة فعاليتها كبير إلى حد ما. ما بدا واضحاً هو أن تلك الدول التي كانت في الماضي القريب قد حاولت منع توريد أنظمة «إس - 300» و«إس - 400» إلى دول هي على خلاف معها، حتى أن وصل فيهم الأمر إلى توجيه إنذارات مهددين بالقيام بضربات وقائية، فهي الآن لا تحاول إعاقة روسيا. الحديث يدور هنا بالدرجة الأولى عن توريد هذه المنظومات إلى إيران وردة فعل إسرائيل على ذلك. أي دولة أخرى بما فيها الولايات المتحدة حريصة تجاه صادراتها على نفس الخط، معولة في ذلك على أن أنظمة الدفاع الجوي تساعد في الحفاظ على الاستقرار وتقي المنطقة من الانزلاق إلى المواجهات العسكرية. الرئيس السوداني وعدد من قادة دول المنطقة عبروا عن رغبتهم في الحصول على منظومة «إس - 300». فما هي الصفقات المنتظرة في المستقبل؟

إنجازات روسية وعراقيل أميركية
العقوبات التي فرضتها إدارة الولايات المتحدة الأميركية في أكتوبر تحت ضغط الكونغرس على عدد من شركات الدفاع الروسية والهيئات الاستخباراتية هدفها هو إعاقة روسيا في تطوير تعاونها مع الدول الأخرى في هذا المجال الاستراتيجي الهام. في موسكو، يقيمون هذا القرار بأنه منافسة غير نزيهة سببها أن عدداً كبيراً من أنواع المنتجات العسكرية الروسية تتفوق بجودتها على مثيلاتها الغربية. واحدة أخرى من منجزات هذه السنة - هي تقدم التعاون الاستراتيجي مع دول المنطقة في مجال الطاقة. الاتفاقات مع الدول الأعضاء في منظمة «أوبك» على تقليص الإنتاج بهدف الحفاظ على المستوى المطلوب لأسعار النفط في السوق العالمية لها أهمية خاصة وبالدرجة الأولى مع المملكة العربية السعودية حيث تتقاسم معها روسيا المركزين الأولين لإنتاج النفط في العالم. تبرز في هذا الإطار أيضاً الاتفاقات بين الشركة الروسية - «روس آتوم» وعدد من دول الشرق الأوسط على بناء محطات كهرذرية لتوليد الطاقة الكهربائية. يجري التقدم في إنجاز مشروع بناء محطة «أكويو» الكهرذرية في تركيا، حيث يخطط لتسليم هذه المنشأة في عام 2023. وهناك مشروع آخر بين تركيا وروسيا يحمل صفة استراتيجية للتعاون في مجال الطاقة - وهو بناء أنبوب نقل الغاز «السيل التركي». كل ما تم ذكره أعلاه كاف لوصف المستوى الذي وصل إليه التعاون الاقتصادي بين هاتين الدولتين والذي سيؤثر لفترة طويلة على نظام العلاقات بينهما بشكل عام.
وتكمل اللوحة خطط بناء محطتين كهرذريتين في إيران لتوليد الطاقة. يزداد عدد دول المنطقة التي إما أنها قد وقعت على عقود أو أنها تبدي اهتماماً بالتقنيات الروسية في مجال الطاقة النووية. في 22 نوفمبر من هذا العام دخلت حيز التنفيذ اتفاقية لبناء «روس آتوم» محطة كهرذرية مؤلفة من أربع مفاعلات لتوليد الطاقة في مصر مع الأخذ بعين الاعتبار أن القاهرة حصلت على قرض جزئي من روسيا لبنائها. وهناك محادثات تجري في هذا المجال مع الجزائر.
في عام 2013 فازت روسيا بمناقصة بقيمة 10 مليارات لبناء مفاعلين نوويين لإنتاج الطاقة في الأردن. إلا أنه إذا كان حتى هذه اللحظة يتم بناء المحطات الكهرذرية في كل مكان من قبل الشركة الروسية بالاعتماد على تمويل من قبل الدولة فإن «روس آتوم» الآن قررت الانتقال إلى نظام المصارف والقروض التجارية مما سيصعب عملية المحادثات وتنفيذ بعض الاتفاقات التي كان قد تم التوصل إليها في السابق، وخصوصا في ظروف العقوبات المفروضة. في الوقت نفسه، لا يمكن أن يكون لشركة «روس آتوم» مصلحة في تقديم تنازلات، حيث يوجد في جعبتها حجوزات لبناء 34 مفاعلا نوويا لإنتاج الطاقة في كل أنحاء العالم - أي أكثر من أي شركة أخرى، وإنجاز هذه المشاريع يحتاج إلى حشد موارد هائلة.في تلخيص نتائج هذه السنة الصعبة والمثمرة في الوقت نفسه بالنسبة إلى روسيا في منطقة الشرق الأوسط دائمة التبدل والمليئة بالتناقضات والتي تنمو بديناميكية، يجدر القول إنها فتحت أمام موسكو وشركائها آفاقاً جديدة للتعاون تأمل روسيا الاستفادة منها. مع الأسف، هناك عدد ليس بالقليل من الأزمات المحلية المسلحة وبؤر توتر لا تزال موجودة في هذه المنطقة تعيق النمو المستقر. قبل أسابيع كان وزير الخارجية سيرغي لافروف قال إن الصفقة النووية مع إيران مهددة بالانهيار بحسب رأي موسكو. فما الذي سيؤدي إليه هذا الحدث في حال وقوعه؟
أما ما مدى فاعلية قدرة روسيا على تذليل كل الصعوبات الموجودة وتبديد التهديدات التي تعيق تقدم نمو تعاونها مع دول الشرق الأوسط - فهذا ما سيكشفه المستقبل.



فيروس الحرب

من حرب فيتنام (إنترنت)
من حرب فيتنام (إنترنت)
TT

فيروس الحرب

من حرب فيتنام (إنترنت)
من حرب فيتنام (إنترنت)

يقول الرئيس البريطاني الراحل، ونستون تشرشل، إنه يمكن اختصار تاريخ العالم بالتالي: «عندما تكون الدول قويّة، فهي ليست عادلة. وعندما تريد أن تكون عادلة، فهي لم تعد قويّة». فهل للقوّة علاقة بالعدل؟ وهل يعكس عدل الدولة ضعفها؟ وماذا تريد الدولة أصلاً؟ أن تكون محبوبة، أم مرهوبة الجانب، أم أن تكون الاثنين معاً؟ هنا لا بد من الاستعانة بنصائح نيكولو ماكيافيللي لأميره.

الحرب مثل الفيروس. تظهّر الحرب نقاط الضعف والهشاشة لدى المتقاتلين. هكذا يتصرّف الفيروس، يدخل إلى جسم الإنسان، يحتل مكاناً مهماً يؤمّن استمراريته، وذلك على حساب الجسم المُضيف. يتغيّر الفيروس في الجسم الذي يحضنه، كما يتغيّر الجسم الحاضن إلى غير رجعة (Mutation). فبمجرّد نجاح الفيروس في غزوته، فهذا يعني أن الهشاشة قائمة. فهل هناك لقاح ضدّ الحرب، كما هناك لقاح ضدّ الفيروس؟ بالطبع كلا، فعودة الفيروس متكرّرة كما علّمنا علم الفيروس (Virology). كما وقوع الحرب هو أيضاً أمر مُستدام كما علّمتنا علوم الحروب. وإذا ابتكر الإنسان اللقاح ضد الفيروس، فهذا الأمر يعني فقط محاولة الإنسان تخفيف تأثير الفيروس الصحي على الإنسان. في المقابل، يقول العالم الاجتماعي الأميركي الراحل شارلز تيللي: «صنعت الحرب الدولة، لتعود الدولة بعدها لصنع الحرب». فما هو لقاح الدولة، أو الدول بالأحرى لتخفيف تأثير الحروب؟ بعد تجارب الإمبراطوريّات والدول للحروب الدمويّة، وبعد ارتفاع تكلفة هذه الحروب، سعت الدول المهيمنة إلى ابتكار لقاح ضد هذه الحروب للتخفيف من وطأتها. تظهّر هذا اللقاح عبر خلق المؤسسات الدوليّة، والبيروقراطيات المساعدة لها، بهدف السعي لمنع وقوع الحرب إذا أمكن، وإلا محاولة إدارة الأزمة بهدف التخفيف من وطأتها.

تذهب الأمم عادة إلى الحرب لأسباب عدّة أهمها: الخوف، والمكانة، والمصلحة، ومن ثمّ الانتقام. إذا كنا قد اعتبرنا أن الحرب هي مثل الفيروس، فهي حتماً قابعة في عقل وجسم الإنسان. وإذا كانت الحرب تبدأ من عقل الإنسان وفكره، ألا يجب البدء من عقل وفكر الإنسان لوقف الحروب؟

قصف إسرائيلي على رفح في قطاع غزّة (أرشيفية - رويترز)

تشكّل وتكوّن بعض الحروب عقداً نفسيّة لبعض الدول. فقد خلقت حرب فيتنام للولايات المتحدة الأميركيّة ما يُسمّى بـ«متلازمة فيتنام». بقي هذا الفيروس الحربي في الجسم الأميركي حتى النصر في حرب الخليج الأولى. أمنّت هذه الحرب اللقاح الشافي للعم سام. عادت أميركا إلى اجتياح العراق في عام 2003 لعدّة أسباب منها: حادثة 11 سبتمبر (أيلول)، كما فائض القوّة الذي تملكه أميركا في عالم كان آنذاك آحادي القطب. أدى الغرق الأميركي في العراق، إلى خلق عقدة نفسيّة جديدة، هي عقدة العراق. حتى الآن، لا تزال عقدة العراق تلاحق أميركا؛ لأن الاستثمار الأميركي الكبير والمُكلف جدّاً في أرض الرافدين، كان لمصلحة الأعداء، وهذا أمر يناقض المفاهيم السياسيّة كما العسكريّة.

شكّلت حرب اجتياح لبنان عام 1982 الكثير من العقد النفسيّة لإسرائيل. فقد غيّرت هذه الحرب إسرائيل، كما غيّرت لبنان. تعاني إسرائيل اليوم مما أنتجته حربها على لبنان، أي الجبهة الشماليّة. وإذا ما ربطنا هذه الجبهة بالعمقين السوري والعراقي، فقد يمكن القول إن أميركا تعاني اليوم مما أنتجته حربها على العراق عام 2003.

ديناميكيّة الحرب الجديدة في غزّة

أتى قرار سحب الفرقة 98 من خان يونس مفاجئاً، خاصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كان قد قال إن السبيل الوحيد لتدمير «حماس» وتحرير الأسرى والرهائن، هو عبر القوّة العسكريّة؛ فكيف سيتمّ الأمر بعد الانسحاب العسكري؟ وفي ظلّ غياب المعلومات الدقيقة لتحليل هذا الأمر، فقد يمكن القول إنه لا بد من وجود سبب منطقي في العقل الإسرائيلي لهذا الانسحاب. فكيف أصبحت الديناميكية التكتيكيّة في قطاع غزّة؟

سحبت إسرائيل الفرقة 98 من خان يونس لعدّة أسباب، أهمها وصول الحرب إلى نقطة الذروة دون تحقيق الأهداف العليا. فبعد نقطة الذروة يبدأ مردود الحرب يصبح سلبياً وخطراً، كما أن العمل من خارج القطاع يرفع الضغوطات الأميركيّة عن إسرائيل.

المنطقة العازلة

شقّت إسرائيل كوريدور نتزاريم في جنوب مدينة غزّة بطول 6 كيلومترات وعرض 350 متراً. الهدف منه هو فصل الشمال عن الجنوب ومنع الغزيين من العودة إلى الشمال. كذلك الأمر، تركت لواء معزّزاً «ناحال» (وحدة من اللواء المدرّع 401) لحماية الكوريدور واعتباره نقطة انطلاق لعمليات مقبلة.

في الوقت نفسه، وإرضاء للأميركيين اتّبعت إسرائيل مبدأ التعهد (Maintenance) في رفح عبر استهداف أي هدف مهمّ ذات قيمة استراتيجيّة عند تظهّره، خاصة القيادات من «حماس».

في الوقت نفسه وبسبب الضغوط من المجتمع الدوليّ، فتح باب المساعدات وطرقها إلى القطاع.

لكن المهم يبقى تأمين الحرية والحركية التكتيكيّة للجيش الإسرائيلي من دون مقاومة في داخل القطاع.

السعي إلى «روتنة» الحرب (من روتين) على أن تصبح عمليات عسكرية تكتيكية لكن مستمرّة حتى خفض كلّ قدرات «كتائب القسام».

وأخيراً وليس آخراً، الاستعداد لما قد يطرأ في المنطقة.


الإنفاق الدفاعي العالمي بلغ 2443 مليار دولار عام 2023 وسط 55 نزاعاً

قاذفة استراتيجية روسية خلال عرض جوي (أرشيفية - رويترز)
قاذفة استراتيجية روسية خلال عرض جوي (أرشيفية - رويترز)
TT

الإنفاق الدفاعي العالمي بلغ 2443 مليار دولار عام 2023 وسط 55 نزاعاً

قاذفة استراتيجية روسية خلال عرض جوي (أرشيفية - رويترز)
قاذفة استراتيجية روسية خلال عرض جوي (أرشيفية - رويترز)

العالم في حالة حرب. صحيح أن الأضواء مسلطة على الحرب الروسية ــ الأوكرانية التي انطلقت منذ أكثر من عامين، وعلى الحرب الإسرائيلية على غزة التي تلج قريباً شهرها السابع، ومؤخراً التصعيد الإيراني ــ الإسرائيلي، إلا أن العالم يشهد راهناً 55 نزاعاً بمستويات عنف متنوعة، وفق التقرير الصادر مؤخراً عن مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة التي تؤكد أن العالم «واجه نادراً هذا العدد من الأزمات المتكاثرة»، معدداً من بينها حروب القرن الأفريقي، ومنطقة الساحل وخليج غينيا والسودان ونيجيريا، إضافة إلى الحروب المنسية مثل بورما والأحداث المتكررة في بحر الصين، وتصاعد التوترات في آسيا وعلى رأسها الحرب التي يمكن أن تندلع ما بين الصين وتايوان.

ولأن الحروب تحتاج إلى سلاح وإلى ميزانيات عسكرية، فإن الأرقام التي جاءت في التقرير الصادر، الأحد، عن معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام «سيبري»، تعكس حالة العالم اليوم؛ حيث يؤكد أن الميزانيات العسكرية، على مستوى العالم، لم تعرف أبداً، منذ عام 2009، هذا المستوى من الارتفاع؛ حيث وصلت نسبته إلى 6.8 بالمائة في عام 2023، قياساً على العام الذي سبقه. وبالأرقام، فإن المصاريف العسكرية في العام بلغت العام الماضي 2443 مليار دولار؛ حيث إن تكلفة كل إنسان، على وجه الكرة الأرضية، 306 دولارات.

وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس مع نظيره السنغافوري بمناسبة تسليم غواصة ألمانية للبحرية السنغافورية الاثنين (رويترز)

سباق التسلح الأميركي ــ الصيني

الثابتة الرئيسية التي يؤكدها التقرير هي أن الولايات المتحدة تستأثر بحصة الأسد في الميزانيات العسكرية الدولية؛ حيث إن مصاريفها بلغت 916 مليار دولار (بزيادة نسبتها 2.3 في المائة قياساً للعام الماضي)؛ ما يعني أن واشنطن تنفق 37.5 في المائة من مجمل المصاريف الدفاعية في العالم. ورغم ما يقال عن سباق التسلح بينها وبين الصين، فإن الأرقام تبين أن بكين، التي تحتل المركز الثاني في المصاريف الدفاعية على مستوى العالم، ما زالت بعيدة لسنوات ضوئية قبل أن تلحق حقيقة بالولايات المتحدة. ووفق أرقام المعهد السويدي، فإن الإنفاق الدفاعي الصيني زاد بنسبة 6 بالمائة ليصل إلى 296 مليار دولار؛ ما يعني عملياً أن واشنطن تنفق نحوي 3 أضعاف ونصف ما تنفقه بكين. ورغم ذلك، فإن ارتقاء الميزانيات الدفاعية الصينية من عام إلى عام يبين طموحات بكين الجيو ــ استراتيجية سواء في سعيها للحاق بواشنطن من جهة، أم للتمتع بوضع الهيمنة في منطقة آسيا ــ أوقيانيا؛ حيث إن ميزانيتها تساوي نصف ما تنفقه كل دول هذه المنطقة.

وفي أية حال، فإن واشنطن وبكين تنفقان معا 1212 مليار دولار للتسلح ما يساوي نصف الإنفاق الدولي. ونظراً لمخاوف تايبيه من الأخ الصيني الأكبر الذي ما فتئ يهدد بإعادة تايوان إلى «بيت الطاعة» سلماً أو عنوة، فإن الأخيرة زادت نفقاتها الدفاعية العام الماضي بنسبة 11 في المائة لتصل إلى 16.6 مليار دولار، لكن هذه الميزانية تقل عن 6 في المائة من الميزانية الصينية.

ملصق ضخم ضد إسرائيل في العاصمة الإيرانية طهران (إ.ب.أ)

لا يمكن فصل الميزانية الأميركية عن ميزانية حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تتزعمه واشنطن. وليس سراً أن الجانب الأميركي ما فتئ يدفع أعضاء الحلف من الأوروبيين للوفاء بالتزاماتهم بتخصيص 2 في المائة على الأقل من ناتجهم الداخلي الخام للاحتياجات الدفاعية. وتبلغ الميزانية الإجمالية للأطلسي 1341 مليار دولار تبلغ ضمنها الحصة الأميركية 68 بالمائة. وتبين الأرقام أن الأطلسي وحده ينفق 55 بالمائة من إجمالي الإنفاق العالمي على التسلح. والواضح أن الحرب الروسية على أوكرانيا قد دفعت الجناح الأوروبي للحلف إلى رفع ميزانيته الدفاعية نظراً لما يعده تهديداً روسياً لأمن القارة، ولأن الحلف يبقى المظلة الوحيدة القادرة على حماية أعضائه الذين وصل عددهم إلى 32 مع انضمام فنلندا والسويد. وتشكل ألمانيا حالة على حدة. فبعد أن كانت ميزانيتها العسكرية، عمدت إلى دفعها بقوة إلى الأعلى مع تخصيص مبلغ 100 مليار يورو للدفاع، بحيث تحتل ميزانيتها المرتبة الثانية أوروبياً بعد بريطانيا. وبذلك تصبح ألمانيا في الموقع السابع عالمياً بعد بريطانيا والمملكة السعودية والهند وروسيا والصين والولايات المتحدة.

روسيا ما زالت بعيدة

حقيقة الأمر أن واشنطن وبكين تتقدمان بأشواط على متابعيهم في سباق التسلح. ذلك أن أقرب منافس لهما هو روسيا. لكن موسكو رغم الحرب في أوكرانيا، ما زالت بعيدة جداً عنهما. ووفق أرقام المعهد السويدي فقد عمدت موسكو، بسبب حرب أوكرانيا، إلى رفع ميزانيتها العسكرية بنسبة 24 بالمائة بحيث بلغت العام الماضي 109 مليارات دولار. لكنها ما زالت بعيدة جداً عن اللحاق ببكين أو واشنطن. بيد أن ميزانية موسكو تبقى متقدمة على الإنفاق الدفاعي الأوكراني الذي بلغ 64.8 مليار دولار ما يشكل زيادة سنوية نسبتها 51 بالمائة. وتخصص كييف 58 بالمائة من إنفاقها الحكومي للدفاع مقارنة بـ15 في المائة من الإنفاق الروسي. بيد أن ما يساعد أوكرانيا على تحمل تخصيص أكثر من نصف ميزانيتها للدفاع هي بلا شك المساعدات التي تتلقاها من الغرب ومن دول أخرى مثل اليابان أو كوريا الجنوبية. وآخر تجلياتها موافقة الكونغرس الأميركي على منحها 61 مليار دولار مساعدات عسكرية، وهو أكبر مبلغ خُصص لها منذ بدء الحرب.

مدفع أوكراني ذاتي الحركة يطلق قذيفة باتجاه مواقع روسية (أرشيفية - أ.ف.ب)

واحتلت أوكرانيا المرتبة الثامنة عالمياً. ونقل المعهد السويدي ألكسندر لورتس، خبير نزع السلاح في «منظمة السلام الأخضر»، أن «ألمانيا تقدم الآن مساهمة كبيرة في سباق التسلح العالمي».

أما في الشرق الأوسط، فإن التوترات التي يعيشها تدفع الإنفاق الدفاعي إلى الأعلى. ووفق المعهد السويدي، فإن الإنفاق ضرب رقماً قياسياً العام الماضي؛ حيث وصل إلى 200 مليار دولار مع نمو نسبته 9 في المائة. وتحتل إسرائيل المرتبة الثانية مع 27.5 مليار دولار وارتفاع نسبته 24 بالمائة. ولا يفصل المعهد السويدي ما إذا كانت هذه الميزانية تتضمن المساعدات العسكرية التي تتلقاها إسرائيل من الولايات المتحدة أو ما تضخه واشنطن في برامج الأبحاث العسكرية المشتركة بين البلدين. وجاء آخر تجلٍّ لهذا الدعم في تصويت الكونغرس على مساعدات تزيد على 20 مليار دولار.


مظاهرة حاشدة في جزر الكناري احتجاجاً على «السياحة المفرطة»

متظاهر في جزر الكناري الإسبانية ينفخ في محارة خلال مظاهرة احتجاجاً على «السياحة المفرطة» (رويترز)
متظاهر في جزر الكناري الإسبانية ينفخ في محارة خلال مظاهرة احتجاجاً على «السياحة المفرطة» (رويترز)
TT

مظاهرة حاشدة في جزر الكناري احتجاجاً على «السياحة المفرطة»

متظاهر في جزر الكناري الإسبانية ينفخ في محارة خلال مظاهرة احتجاجاً على «السياحة المفرطة» (رويترز)
متظاهر في جزر الكناري الإسبانية ينفخ في محارة خلال مظاهرة احتجاجاً على «السياحة المفرطة» (رويترز)

تظاهر عشرات الآلاف، يوم السبت، في جزر الكناري الإسبانية احتجاجاً على «السياحة المفرطة» التي يقولون إنها تجتاح الأرخبيل. وبلغ عدد المشاركين في المظاهرة 20 ألفاً، بحسب الشرطة، و50 ألفاً بحسب المنظمين، رفعوا لافتات كتب على بعضها «جزر الكناري ليست للبيع»، أو «نعم لوقف السياحة» و«احترموا المكان الذي أعيش فيه».

وأقيمت المظاهرة في شوارع المدن الرئيسية بالأرخبيل بدعوة من نحو 20 مجموعة اجتماعية وبيئية ترى أن النموذج الاقتصادي الحالي مضر بالسكان والبيئة على السواء، وتطالب السلطات بالحد من عدد السياح.

وقالت إحدى المتظاهرات لتلفزيون «تي في إي» الإسباني العام: «نحن لسنا ضد السياحة. بل ندعو فقط إلى تغيير النموذج الحالي الذي يسمح بنمو غير محدود للسياحة»، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية».

متظاهرة تهتف مستعينة بمكبر صوت خلال مظاهرة في جزر الكناري الإسبانية (رويترز)

ومن أبرز مطالب المتظاهرين وقف بناء فندقين جديدين في تينيريفي، كبرى جزر الأرخبيل السبع وأكثرها تطوراً، وبأن يكون للسكان رأي في اتخاذ القرارات فيما يتعلق بتنمية السياحة.

وقالت المدرّسة نيفيس رودريغيز ريفيرا (59 عاماً) لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «لقد سئمنا من الاكتظاظ السكاني (...) ومن شراء أجانب ميسورين أراضي من أجدادنا لا نملك الإمكانات المالية لشرائها».

عشرات الآلاف في جزر الكناري الإسبانية يتظاهرون احتجاجاً على «السياحة المفرطة» (أ.ب)

ويتسبب التدفق المستمر للزوار بتدمير التنوع الحيوي، ويؤدي إلى تفاقم أزمة السكن من خلال تسببه بزيادة بدلات الإيجار، على ما شرح أنطونيو سامويل دياز غارسيا (22 عاماً).

وتجذب جزر الكناري الواقعة قبالة سواحل شمال أفريقيا السياح بطبيعتها البركانية وشواطئها المشمسة. ويبلغ عدد سكانها 2.2 مليون نسمة، واستقطبت العام الماضي 16 مليون سائح.

عشرات الآلاف في جزر الكناري الإسبانية يتظاهرون احتجاجاً على «السياحة المفرطة» (إ.ب.أ)

ويعمل 4 من كل 10 مقيمين في قطاع السياحة الذي يمثل 36 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

وازدادت الاحتجاجات المناهضة للسياحة في الأشهر الأخيرة في كل أنحاء إسبانيا، ثاني أكثر الدول استقطاباً للسياح في العالم، وتسعى السلطات إلى تعزيز حماية السكان من دون إلحاق ضرر كبير بالقطاع المربح الذي يمثل نحو 13 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لإسبانيا ككلّ. وزار إسبانيا نحو 85 مليون سائح العام الماضي.


«النواب الأميركي» يقر نصاً يهدف إلى احتواء الصين ويهدد بحظر «تيك توك»

لوغو شركة «تيك توك» لمقاطع الفيديو كما يظهر على مقر للشركة في كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)
لوغو شركة «تيك توك» لمقاطع الفيديو كما يظهر على مقر للشركة في كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)
TT

«النواب الأميركي» يقر نصاً يهدف إلى احتواء الصين ويهدد بحظر «تيك توك»

لوغو شركة «تيك توك» لمقاطع الفيديو كما يظهر على مقر للشركة في كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)
لوغو شركة «تيك توك» لمقاطع الفيديو كما يظهر على مقر للشركة في كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

أقر مجلس النواب الأميركي، اليوم (السبت)، نصاً يهدف إلى احتواء الصين على الصعيد العسكري عبر الاستثمار في الغواصات وتقديم مساعدة إلى تايوان.

ويرصد النص 8 مليارات دولار لهذا الغرض، ويتطلب موافقة مجلس الشيوخ الذي يرجح أن يصوت عليه بدءاً من الثلاثاء.

بداية، صوّت النواب على نص يتضمن تهديداً بحظر تطبيق «تيك توك» في الولايات المتحدة إذا لم تقطع الشبكة الاجتماعية صلاتها بالشركة الأم «بايت دانس» وتالياً بالصين.

ويُتّهم تطبيق التسجيلات المصوّرة بمساعدة الصين في التجسّس على مستخدميه البالغ عددهم 170 مليوناً في الولايات المتحدة والتلاعب بهم.


الصين تتهم تحالف «أوكوس» بزيادة خطر الانتشار النووي في المحيط الهادي

وزير الخارجية الصيني وانغ يي ووزير خارجية بابوا غينيا الجديدة جاستن تكاتشينكو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي ووزير خارجية بابوا غينيا الجديدة جاستن تكاتشينكو (أ.ف.ب)
TT

الصين تتهم تحالف «أوكوس» بزيادة خطر الانتشار النووي في المحيط الهادي

وزير الخارجية الصيني وانغ يي ووزير خارجية بابوا غينيا الجديدة جاستن تكاتشينكو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي ووزير خارجية بابوا غينيا الجديدة جاستن تكاتشينكو (أ.ف.ب)

اتهم وزير الخارجية الصيني وانغ يي، اليوم السبت، الشركاء الغربيين في اتفاقية «أوكوس» الأمنية بإثارة الانقسام وزيادة خطر الانتشار النووي في منطقة جنوب المحيط الهادي.

وانتقد الاتفاقية الدفاعية التي تنص على قيام الولايات المتحدة وبريطانيا بتزويد أستراليا غواصات تعمل بالطاقة النووية بدل الطاقة التقليدية.

وخلال زيارة لبابوا غينيا الجديدة لتعزيز العلاقات مع هذه الدولة الحليفة لأستراليا منذ فترة طويلة، حذّر وانغ من أنّ اتفاقية «أوكوس» الثلاثية تتعارض مع معاهدة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في جنوب المحيط الهادي.

وقال خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماعه بنظيره في بابوا غينيا الجديدة جاستن تكاتشينكو إن «أوكوس تثير أيضاً مخاطر جدية بشأن الانتشار النووي».

في السنوات الأخيرة، حاولت بكين تقليص النفوذ الأميركي والأسترالي في جنوب المحيط الهادي، بما في ذلك في بابوا غينيا الجديدة.

وتضم جزر المحيط الهادئ عدداً قليلاً من السكان، لكنها تزخر بالموارد الطبيعية وتقع عند مفترق جيواستراتيجي يمكن أن يشكل أهمية استراتيجية في أي نزاع عسكري حول تايوان.

وتعد أستراليا إلى حد بعيد أكبر جهة مانحة لبابوا غينيا الجديدة، لكن الشركات الصينية حققت نجاحات لافتة في أسواق الدولة الفقيرة والغنية بالموارد.

وجاء تصريح وزير الخارجية الصيني تعليقا على إعلان صدر مؤخراً عن الشركاء في اتفاقية «أوكوس» أفاد بأنهم يتطلعون إلى التعاون مع اليابان في مجال التكنولوجيا العسكرية.

وبموجب اتفاقية «أوكوس»، يخطط الشركاء لتطوير قدرات قتالية متقدمة باستخدام الذكاء الاصطناعي وتطوير مسيّرات عاملة تحت سطح الماء وصواريخ فرط صوتية.

وقال وزير الخارجية الصيني إن «المحاولات الأخيرة لجذب مزيد من الدول للانضمام إلى مثل هذه المبادرة الرامية إلى تأجيج المواجهة بين الكتل وإثارة الانقسام لا تتفق على الإطلاق مع الاحتياجات الملحة للدول الجزرية»، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.


الإكوادور تعلن حالة الطوارئ بسبب أزمة الطاقة

رجل يحمل علم الإكوادور (رويترز)
رجل يحمل علم الإكوادور (رويترز)
TT

الإكوادور تعلن حالة الطوارئ بسبب أزمة الطاقة

رجل يحمل علم الإكوادور (رويترز)
رجل يحمل علم الإكوادور (رويترز)

أعلن رئيس الإكوادور دانيال نوبوا ثاني حالة طوارئ أمس (الجمعة) بسبب أزمة الطاقة التي أدت بالفعل إلى ترشيد الاستهلاك في البلاد، بحسب «رويترز».

وأعلن نوبوا، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني)، حالة طوارئ في مجال الطاقة، وأصدر قبل أيام توجيهات بانقطاع الكهرباء لفترات على مدار اليوم، لكن هذه الخطوة سيتم تعليقها غداً الأحد لإجراء استفتاء يبدو أنه سيفوز به بشأن مجموعة من الإجراءات الأمنية.

وسعى إعلان الطوارئ الأول الذي أصدره في يناير (كانون الثاني) إلى الحد من الجريمة المتزايدة من خلال السماح بمزيد من التنسيق بين الجيش والشرطة.

وفي حالة الطوارئ التي أعلنت اليوم السبت ولمدة 60 يوماً، نشر نوبوا الجيش والشرطة لحراسة البنية التحتية للطاقة، وفقاً لمرسوم نشر على الموقع الإلكتروني لمكتبه.

وتهدف حالة الطوارئ إلى «ضمان استمرارية الخدمة العامة للكهرباء»، بحسب المرسوم.

وأدى الجفاف الناجم جزئياً عن ظاهرة المناخ المعروفة باسم النينيو إلى التأثير على أنشطة الإنتاج في السدود الكهرومائية التي تنتج معظم الطاقة في الإكوادور.


الأمم المتحدة تؤكد تزايد أعمال العنف الجنسي خلال النزاعات في 2023

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تؤكد تزايد أعمال العنف الجنسي خلال النزاعات في 2023

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)

نددت الأمم المتحدة بتزايد أعمال العنف الجنسيّ المرتبطة بالنزاعات في 2023، مشيرة بصورة خاصة في تقرير نشر الجمعة، ونقلت خلاصاته وكالة الصحافة الفرنسية، إلى «اعتداءات جنسية» ارتكبتها القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية و«معلومات مقنعة» عن اغتصاب رهائن خطفوا خلال هجوم حركة «حماس» على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ونُقلوا إلى قطاع غزة.

وذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقريره السنوي حول هذه المسألة أنه «في العام 2023، عرّض اندلاع النزاعات وتصاعدها المدنيين إلى مستويات أعلى من أعمال العنف الجنسي المرتبطة بالنزاعات، أججها انتشار الأسلحة وتزايد العسكرة».

ونسب التقرير أعمال العنف الجنسي إلى «مجموعات مسلحة تابعة للدولة أو غير تابعة للدولة» تتصرف في غالب الأحيان «بدون أي عقاب»، مشيرا إلى استهداف «نساء وفتيات من النازحين واللاجئين والمهاجرين» بصورة خاصة.

ويشير تعبير «العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات» إلى أعمال الاغتصاب والاستعباد الجنسي والدعارة القسرية والحمل القسري والإجهاض القسري والتعقيم القسري والتزويج القسري وأي شكل آخر من العنف الجنسي على علاقة مباشرة أو غير مباشرة بنزاع.

وأكد غوتيريش في التقرير الذي يستعرض الوضع في الضفة الغربية والسودان وأفغانستان وإفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبورما ومالي وهايتي، أن هذه الأعمال لا تزال «تُستخدم كتكتيك حربي وتعذيب وإرهاب وسط تفاقم الأزمات السياسية والأمنية».

والضحايا هم «بغالبيتهم الكبرى» نساء وفتيات، لكن تم أيضا استهداف «رجال وفتيان وأشخاص من أجناس اجتماعية مختلفة»، وجرت معظم أعمال العنف هذه في مراكز اعتقال.

وفي الضفة الغربية، ذكر التقرير أن «معلومات تثبّتت منها الأمم المتحدة أكدت تقارير أفادت أن عمليات توقيف واعتقال نساء ورجال فلسطينيين من قبل قوات الأمن الإسرائيلية بعد هجمات السابع من أكتوبر غالبا ما ترافقت مع ضرب وسوء معاملة وإذلال، بما في ذلك تعديات جنسية مثل الركل على الأعضاء التناسلية والتهديد بالاغتصاب».

كما ذكر التقرير معلومات عن أعمال عنف مماثلة ارتكبتها القوات الإسرائيلية في غزة بعد بدء العمليات البرية في القطاع، ضمن رد الدولة العبرية على هجوم «حماس».

أما بالنسبة إلى الاتهامات الموجهة إلى «حماس» بارتكاب تعديات جنسية خلال هجومها على إسرائيل، فردد غوتيريش الاستخلاصات التي وردت في تقرير رفعته براميلا باتن، الممثلة الخاصة للأمم المتحدة حول العنف الجنسي خلال النزاعات، في مطلع مارس (آذار) بعد زيارة لإسرائيل.

ودعا غوتيريش إلى «الأخذ بمسألة العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات في كل الاتفاقات السياسية واتفاقات وقف إطلاق النار».


أستراليا: اتهام صبي بالإرهاب بعد تنفيذه هجوم طعن في كنيسة بسيدني

مفوضة الشرطة الفيدرالية الأسترالية ريس كيرشو تحضر مؤتمراً صحافياً حيث قالت شرطة نيو ساوث ويلز إن صبياً يبلغ من العمر 16 عاماً اتُهم بارتكاب جريمة إرهابية بعد إصابة شخصين في حادث طعن مزعوم في كنيسة بسيدني في وقت سابق من الأسبوع (د.ب.أ)
مفوضة الشرطة الفيدرالية الأسترالية ريس كيرشو تحضر مؤتمراً صحافياً حيث قالت شرطة نيو ساوث ويلز إن صبياً يبلغ من العمر 16 عاماً اتُهم بارتكاب جريمة إرهابية بعد إصابة شخصين في حادث طعن مزعوم في كنيسة بسيدني في وقت سابق من الأسبوع (د.ب.أ)
TT

أستراليا: اتهام صبي بالإرهاب بعد تنفيذه هجوم طعن في كنيسة بسيدني

مفوضة الشرطة الفيدرالية الأسترالية ريس كيرشو تحضر مؤتمراً صحافياً حيث قالت شرطة نيو ساوث ويلز إن صبياً يبلغ من العمر 16 عاماً اتُهم بارتكاب جريمة إرهابية بعد إصابة شخصين في حادث طعن مزعوم في كنيسة بسيدني في وقت سابق من الأسبوع (د.ب.أ)
مفوضة الشرطة الفيدرالية الأسترالية ريس كيرشو تحضر مؤتمراً صحافياً حيث قالت شرطة نيو ساوث ويلز إن صبياً يبلغ من العمر 16 عاماً اتُهم بارتكاب جريمة إرهابية بعد إصابة شخصين في حادث طعن مزعوم في كنيسة بسيدني في وقت سابق من الأسبوع (د.ب.أ)

قالت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية إن صبياً (16عاماً) تم اتهامه، الخميس، بارتكاب جريمة إرهابية بعد إصابة شخصين في حادث طعن مزعوم في كنيسة بسيدني، في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وتابعت شرطة الولاية، في بيان صدر في وقت متأخر من الخميس، أنه تم استدعاء الشرطة إلى كنيسة «المسيح الراعي الصالح» في واكلي، غرب مدينة سيدني، مساء الاثنين، بعد ورود أنباء عن حادث طعن أصيب فيه شخصان.

مواطنون ينظرون إلى نصب الزهور التذكاري في شارع أكسفورد بالقرب من مركز التسوق بوندي جانكشن ويستفيلد لإبداء احترامهم لضحايا هجوم الطعن في المركز التجاري في سيدني (أ.ف.ب)

وأصيب رجل يبلغ من العمر 53 عاماً بجروح خطيرة في رأسه، فيما أصيب رجل يبلغ من العمر 39 عاماً بتمزقات وجرح في الكتف عندما حاول التدخل. وألقي القبض على الصبي الذي تمكن الحضور من السيطرة عليه».

اتهام الصبي بطعن الأسقف

وقالت الشرطة إنها ستتهم الفتى بطعن الأسقف، الذي باتت حالته مستقرة، ما يصل إلى ست مرات. والعقوبة القصوى لهذه الجريمة هي السجن مدى الحياة. وتم رفض طلب الإفراج عنه بكفالة.

دورية للشرطة داخل مركز بوندي جنكشن ويستفيلد للتسوق في سيدني الجمعة بعد أسبوع تقريباً من حادث طعن في المركز التجاري (أ.ف.ب)

وتجمع حشد من الآلاف في الكنيسة بعد الهجوم، واشتبكوا مع الشرطة وطالبوا بإحضار الفتى ليمثل أمام العدالة. وبعد ساعات تلقى مسجد لاكيمبا، أحد أكبر المساجد في أستراليا، تهديدات بإلقاء قنابل حارقة.

وقال جميل خير، زعيم المجتمع المحلي، وهو يقف خارج المسجد، الجمعة، في أثناء مرور المصلين، إن المسلمات يشعرن بالقلق من أن يتم استهدافهن، وطلب من اللاتي يعملن في الإشراف على المسجد البقاء في المنزل حالياً. وأضاف خير، أمين عام جمعية المسلمين اللبنانيين التي تشرف على ثلاثة مساجد ومن بينها لاكيمبا: «مخاوفنا الحقيقية تتمثل في استهداف النساء اللاتي يمكن معرفة أنهن مسلمات من خلال حجابهن في أثناء سيرهن في الشوارع أو مراكز التسوق. وهن خائفات حالياً من القيام بذلك».

وحدثت هذه الواقعة بعد أيام فقط من حادث طعن عشوائي في بوندي. وأثار الهجوم على عمانوئيل واحتمال وقوع أعمال انتقامية القلقَ في مدينة سيدني التي تعرف عادة بالهدوء. كما أن الجرائم التي تُستخدم فيها الأسلحة النارية أو السكاكين نادرة الحدوث في سيدني التي تعد من أكثر المدن أماناً في العالم. وقال أحد المسلمين لـ«رويترز» وهو في طريقه للصلاة في المسجد، الجمعة، إنه يشعر بالقلق من احتمال وقوع المزيد من الحوادث. وأضاف: «لست خائفاً لكني لا أزال أشعر بالقلق، كما تعلمون». ودعا الأسقف عمانوئيل، الخميس، إلى السلام، وقال إنه سامح الفتى الذي اعتدى عليه في رسالة صوتية مسجلة في المستشفى. وشكر خير الأسقف على رسالته التي تدعو إلى التسامح والسلام. وقال: «في نهاية المطاف، لدينا رسالة واحدة مشتركة، ونعيش على الأرض نفسها، وننتمي إلى المجتمع نفسه».

أشخاص يضعون الزهور على نصب تذكاري أقيم داخل مركز بوندي جنكشن ويستفيلد للتسوق لتكريم ضحايا هجوم الطعن في المركز التجاري في سيدني الجمعة (أ.ف.ب)

وقالت مفوضة شرطة نيو ساوث ويلز كارين ويب، الثلاثاء، إن الصبي أدلى بتعليقات عندما شن الهجوم. وأضافت أنه «بعد النظر في جميع المواد، أعلنتُ أنه كان حادثاً إرهابياً». يشار إلى أن إعلان جريمة ما على أنها عمل إرهابي يمنح الشرطة صلاحيات تحقيق إضافية؛ لتحديد ما إذا كان الشخص قد تصرف بمفرده أو كان جزءاً من شبكة أوسع.


غوتيريش أمام مجلس الأمن: الشرق الأوسط على حافة الهاوية

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك 18 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك 18 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
TT

غوتيريش أمام مجلس الأمن: الشرق الأوسط على حافة الهاوية

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك 18 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك 18 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، أمام جلسة لمجلس الأمن من أن الشرق الأوسط بات «على حافة الهاوية»، مشيراً إلى أن أي خطأ يمكن أن يؤدي إلى صراع إقليمي واسع النطاق. ونقلت الأمم المتحدة عبر حسابها على منصة «إكس» عن غوتيريش القول «أي حالة سوء تقدير واحدة، أو سوء تواصل واحدة، أو خطأ واحد، قد يؤدي إلى صراع إقليمي واسع النطاق لا يمكن تصوره وسيكون مدمراً لجميع المنخرطين فيه ولبقية العالم». وأضاف: «دعوني أكن واضحاً؛ المخاطر تتصاعد على كثير من الجبهات... تجمعنا مسؤولية مشتركة لمعالجة هذه المخاطر وإعادة المنطقة من حافة الهاوية». وتابع: «الأمر يبدأ بغزة. إنهاء الأعمال العدائية في غزة سينزع فتيل التوتر في أنحاء المنطقة بشكل كبير... أكرر دعواتي لوقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة». وقال: «وكالات العمل الإنساني، التي تقودها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، هي العمود الفقري لعملياتنا، ويجب أن تكون قادرة على نقل الطعام والإمدادات الأخرى بأمان وعبر الطرق والمعابر الممكنة إلى قطاع غزة وفي جميع أنحائه». وطالب غوتيريش بتوصيل المساعدات من دون قيود عبر ميناء أسدود لمنع مجاعة أصبحت على الأبواب في غزة.

من جهة أخرى، حذر غوتيريش من أن هجمات الحوثيين المتواصلة على السفن التجارية تعرقل التجارة العالمية وتزيد من المخاطر على سلاسل الإمدادات. وأضاف أن على المجتمع الدولي منع التصعيد في البحر الأحمر لأنه قد يزيد التوتر ويقوض السلام والأمن الدوليين.

من جهته، قال ممثل فلسطين بالأمم المتحدة، إنه حان الوقت كي يتبنى مجلس الأمن قراراً بقبول فلسطين عضواً كاملاً بالأمم المتحدة. وأضاف أن قرار عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة لن يكون بديلاً عن مفاوضات سياسية جادة وفي إطار زمني محدد لتنفيذ حل الدولتين.


أزمة الشرق الأوسط تهيمن على اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع

أشخاص يمرون بجوار فندق «غراند هوتيل كويسيسانا» حيث تنعقد اليوم الأربعاء 17 أبريل 2024 قمة وزراء خارجية مجموعة السبع في كابري بإيطاليا... الصورة ملتقطة أمس الثلاثاء 16 أبريل 2024 (رويترز)
أشخاص يمرون بجوار فندق «غراند هوتيل كويسيسانا» حيث تنعقد اليوم الأربعاء 17 أبريل 2024 قمة وزراء خارجية مجموعة السبع في كابري بإيطاليا... الصورة ملتقطة أمس الثلاثاء 16 أبريل 2024 (رويترز)
TT

أزمة الشرق الأوسط تهيمن على اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع

أشخاص يمرون بجوار فندق «غراند هوتيل كويسيسانا» حيث تنعقد اليوم الأربعاء 17 أبريل 2024 قمة وزراء خارجية مجموعة السبع في كابري بإيطاليا... الصورة ملتقطة أمس الثلاثاء 16 أبريل 2024 (رويترز)
أشخاص يمرون بجوار فندق «غراند هوتيل كويسيسانا» حيث تنعقد اليوم الأربعاء 17 أبريل 2024 قمة وزراء خارجية مجموعة السبع في كابري بإيطاليا... الصورة ملتقطة أمس الثلاثاء 16 أبريل 2024 (رويترز)

اجتمع وزراء خارجية مجموعة السبع، اليوم (الأربعاء)، في جزيرة كابري الإيطالية لإجراء محادثات يهيمن عليها التوتر في الشرق الأوسط والدعوات الغربية إلى فرض عقوبات جديدة على إيران.

ويُعقد اجتماع مجموعة السبع الذي يستمر حتى الجمعة، بعد أيام من الهجوم الإيراني غير المسبوق بالصواريخ والمسيّرات على إسرائيل.

وأكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أن الوزراء يعدون عقوبات جديدة ستفرض على إيران، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وستنضم وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيرها البريطاني ديفيد كاميرون إلى نظرائهما قادمَين من إسرائيل حيث دعوا الأربعاء إلى الهدوء وسط مخاوف من رد انتقامي لإسرائيل.

وتسبب الهجوم الإيراني الذي شنّته طهران ردا على قصف دمّر مبنى ملحق بقنصليتها في دمشق وحمّلت إسرائيل مسؤوليته، بتصعيد التوتر في خضم الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة.

ودعا كاميرون مجموعة السبع الأربعاء إلى تبني «عقوبات منسّقة» ضد إيران، متّهما طهران بالوقوف «وراء الكثير من النشاطات الخبيثة في هذه المنطقة».

وأضاف كاميرون أن دول مجموعة السبع، فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا واليابان، يجب أن توجه «رسالة واضحة لا لبس فيها» إلى إيران.

كما تعهدت الولايات المتحدة التي يشارك وزير خارجيتها أنتوني بلينكن في الاجتماع، فرض مزيد من العقوبات على طهران، بما فيها على برنامجها للطائرات المسيّرة والصواريخ.

من جهته، قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي من المقرر أن يحضر الاجتماع، إن بروكسل تعمل بدورها على توسيع العقوبات لتشمل عمليات تسليم طهران مسيّرات وغيرها من الأسلحة إلى روسيا والمجموعات المسلحة التي تدعمها عبر الشرق الأوسط.

ومن المقرر أن يناقش وزراء مجموعة السبع الوضع في الشرق الأوسط، صباح غد (الخميس)، على أن يعقدوا جلسة حول هجمات الحوثيين في البحر الأحمر التي أثّرت على حركة الشحن عالميا.

وبعدها سيجتمعون مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ ووزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا لبحث الحرب في أوكرانيا.

وقال تاياني الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجموعة السبع: «نريد دعم حرية كييف واستقلالها».

وستركّز مناقشات الجمعة على التوترات في منطقة المحيطين الهندي والهادي، قبل أن يعقد تاياني مؤتمرا صحافيا ختاميا.

كما دعي وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوق ممثلا للاتحاد الأفريقي إلى الاجتماع.