رأى مسؤولون روس أن الأنباء حول نقل قوات التحالف الدولي قادة «داعشيين» من دير الزور على متن مروحيات «تؤكد التعاون الوثيق بين التحالف والإرهابيين»، في وقت استكملت روسيا التثبيت القانوني لاتفاقية طرطوس، بعد أن صادق عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس؛ وذلك بالتزامن مع تقارير صحافية تتحدث عن أهمية العملية الروسية في سوريا ووصفها «إنجازاً عالمياً».
واتهم السيناتور فرانتس كلينتسيفيتش، نائب رئيس لجنة مجلس الاتحاد لشؤون الدفاع والأمن، القوات الأميركية بالتعاون مع «داعش»، وجاء كلامه في سياق تعليقه على أنباء نشرتها وسائل إعلام النظام السوري، وتزعم أن قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، قامت بإجلاء قادة الإرهابيين من دير الزور إلى منطقة مجهولة في محافظة الحسكة. وقال كلينتسيفيتش: إن تلك الأنباء «دليل آخر يؤكد التعاون الوثيق بين مقاتلي (داعش) والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة»، ولمح إلى تورط أوروبي في هذا الموضوع، وأشار إلى أن «مثل هذه الوقائع لا يمكن ألا تلقي بظلالها على الدول الأوروبية الأعضاء في التحالف الدولي»، وقال: «يبقى أن نفهم هل هم (الأوروبيون) لا علم لهم فعلاً بما يفعله الأخ الأكبر (أي القوات الأميركية)، أم أنهم يعرفون كل شيء ويغضون النظر». واتهم السيناتور الروسي الأميركيين بأنهم ينقذون الإرهابيين في سوريا من القضاء التام عليهم، وقال: إنه «من الواضح السعي لاستخدام هؤلاء المقاتلين في المواجهة ضد القوات الحكومية، عبر زجهم ضمن صفوف قوات (سوريا الديمقراطية)، التي تدعمها الولايات المتحدة».
وكان فاليري غيراسيموف، رئيس الهيئة العامة للأركان الروسية، وجّه اتهامات مماثلة للأميركيين والأكراد. وقال في تصريحات للإعلام الروسي مطلع الأسبوع الحالي: إن معطيات وسائل الرصد الفضائي وغيرها من وسائل استطلاع «تؤكد وجود مقاتلين يتلقون التدريب في قاعدة التنف الأميركية على الحدود السورية مع الأردن والعراق». واتهم الأكراد، وقال: إن «نحو 400 مقاتل قام الأكراد بنقلهم، بمساعدة أميركية، إلى معسكر الشدادي (في محافظة الحسكة)»، وأضاف: إن «قرابة 800 شخص وصلوا كذلك إلى معسكر الشدادي قادمين من مناطق شرق الفرات، حيث تتقدم القوات الكردية»، ورأى قائد الأركان في القوات الروسية أن «هؤلاء المقاتلين هم عملياً (داعش)، لكن يجري العمل معهم، ويحصلون على أسماء أخرى، مثل «جيش سوريا الجديد»، وغيره من أسماء»، ومهمة هذه القوات وفق ما يرى غيراسيموف «زعزعة الوضع» في سوريا.
وانتهت روسيا أمس من عملية التثبيت القانوني لاتفاقية قاعدة طرطوس البحرية في سوريا، بموجب التشريعات الروسية، وأعلن الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين صادق على الاتفاقية، وذلك بعد أن صادق عليها البرلمان بمجلسيه، الدوما ومجلس الاتحاد. وكانت روسيا صادقت صيف هذا العام على برتوكول الاتفاقية الخاصة بنشر قوة جوية روسية في حميميم، والذي وقّعته الحكومة الروسية مع النظام السوري في 18 يناير (كانون الثاني) 2017، مستكملة بذلك التثبيت القانوني لكل الوثائق المرتبطة بنشر قواتها الجوية والبحرية في سوريا، قبل انطلاق حملات الانتخابات الرئاسية الروسية.
ونشرت وسائل إعلام روسية تقارير موسعة حول «النجاحات والفشل في سياسات الكرملين عام 2017»، اتفقت غالبيتها على وصف العملية العسكرية الروسية في سوريا بأنها «الإنجاز الأهم لبوتين» خلال عام. ونشرت وكالة «ريا نوفوستي» نتائج استطلاع للرأي أعدته مؤسسة «رومير»، وقال فيه 23 في المائة من المواطنين الروس المشاركين في الاستطلاع: «إن الحدث الأهم خلال العام هو العملية السورية»، بينما قال 32 في المائة: «إن تلك العملية كانت الحدث الأهم على المستوى العالمي»، ورأى 18 في المائة أن «الحدث الأهم عالمياً هو تصدي القوات الروسية لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا».
موسكو تتهم واشنطن بالتعاون مع «داعش»
موسكو تتهم واشنطن بالتعاون مع «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة