تدمير 3 منصات باليستية للحوثيين في الجوف

تطهير مديريتين بالبيضاء وتقدم ميداني في نهم

تدمير 3 منصات باليستية للحوثيين في الجوف
TT

تدمير 3 منصات باليستية للحوثيين في الجوف

تدمير 3 منصات باليستية للحوثيين في الجوف

دمر تحالف إعادة الشرعية في اليمن 3 منصات لإطلاق الصواريخ الباليستية في محافظة الجوف اليمنية، بالتزامن مع إعلان الجيش اليمني إطلاق عملية عسكرية واسعة لتحرير ما تبقى من المحافظة التي يقول مسؤولو الحكومة الشرعية: إن نحو 80 في المائة منها تم تحريره مسبقاً.
وتصاعدت حدة العمليات العسكرية بين الجيش الوطني وميليشيات الحوثي الانقلابية، منذ الأسابيع الأخيرة، إلى مستوى قياسي جديد مع تحقيق قوات الجيش الوطني المدعوم من التحالف بقيادة السعودية تقدماً جديداً؛ إذ سيطر على مواقع جديدة كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين، في الوقت الذي تتجه العمليات نحو العاصمة صنعاء من جانب نهم، البوابة الشرقية للعاصمة، وكذا نحو مدينة الحديدة الساحلية ومينائها الاستراتيجي.
رافق ذلك، فتح جبهات قتالية جديدة في البيضاء بعد تقدم القوات في محافظة شبوة ودحر ميليشيات الحوثي الانقلابية منها، علاوة على تنفيذ قوات الجيش عملية عسكرية واسعة لتحرير ما تبقى من مديرية خب والشعف بمحافظة الجوف (شمالاً)، حققت فيها القوات تقدماً، وكبدت الميليشيات الخسائر البشرية والمادية الكبيرة.
وقالت مصادر عسكرية: إن «قوات الجيش الوطني، وبإسناد جوي من مقاتلات التحالف، نفذت الخميس، عملية عسكرية كبيرة لتحرير ما تبقى من خب والشعف بالجوف، وحررت عدداً من المواقع التي كانت خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية بقرابة 17 كيلومتراً من مديرية خب والشعف، بما فيها منطقتا خل البرميل ومنطقة المرة السوداء، وسط انهيار وخسائر كبيرة في صفوف الانقلابيين»، مضيفاً إن «تقدم القوات جاء بإسناد جوي من مقاتلات الحالف التي نفذت غارات جوية عدة، واستهدفت مواقع وآليات عسكرية تابعة للميليشيات في عدد من المواقع في الجوف».
وذكرت المصادر العسكرية أن «مقاتلات التحالف دمرت 3 منصات إطلاق للصواريخ الباليستية في مديرية المطمة بالجوف و6 دبابات و3 أطقم عسكرية ومخزن أسلحة في جبهتي حام وصبرين كانت قادمة من محافظة صعدة كتعزيزات للميليشيات الحوثية»، لافتاً إلى «مقتل القيادي الحوثي بميليشيات الحوثي المدعو أبو حسين وأسر ثلاثة من مرافقيه في المواجهات التي شهدتها شمال اليتمة في الجوف».
وإلى محافظة البيضاء، تجددت المواجهات في جبهة عقبة القندع بمديرية نعمان، وسقط قتلى وجرحى من الانقلابين، بينهم القيادي المدعو أبو ابتسام الصعداوي، وهو أحد مشرفي الميليشيات الانقلابية في قيفة رداع، مع خمسة من مرافقيه في رأس عقبة القندع، علاوة على مقتل اثنين من عناصر المقاومة الشعبية، طبقاً لما أكده مصدر في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: إن «قبائل قيفة المناوئة للانقلابيين اقتحمت مبنى مديرية القريشية، في صدد استماتتها لتحرير كافة مديريات رداع من الانقلابيين والمحافظة بشكل كامل»، وذكر أن «الميليشيات الحوثية عززت مواقعها سبلة الجرم بدبابات وعدد من الآليات، وصعّدت من قصفها العنيف على قرية الزوب بكل أنواع الأسلحة».
ومن الخطوط الأمامية في نهم، يواصل قائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء الركن، ناصر الذيباني، قيادة معارك تحرير ما تبقى من الجبهة الواقعة شرق صنعاء، وذلك بعد تطهير قوات الجيش الوطني سلسلة جبال يام الممتدة من حدود الجوف شمالاً وحتى جبال القناصين جنوباً في المديرية.
وشهدت جبهة نهم، صباح الخميس، معارك عنيفة، وبإسناد جوي من مقاتلات التحالف لقوات الجيش الوطني، في ظل تقدم قوات الجيش في المديرية وتحرير عدد من المواقع، حيث شنت القوات هجوماً على مواقع الانقلابيين في منطقة مسورة، وسط انهيار في صفوف الميليشيات وفرار العشرات منها باتجاه العاصمة صنعاء، بينما شنت مقاتلات التحالف غاراتها على تجمعات ميليشيات الحوثي في مسورة وقطبين وتبة عصيدة بمديرية نهم.
وفي جبهة مأرب، تواصل مدفعية الجيش الوطني شن قصفها العنيف على مواقع الانقلابيين شمال جبل مرثد الاستراتيجي، بمديرية صرواح (غرباً) بالتزامن مع غارات لمقاتلات التحالف.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.