ليبيا: حكومة السراج ترفع مرتبات الجيش

مسلحون يطلقون سراح طبيبين بيلاروسيين... و«الوطنية للنفط» تتوقع عاماً استثنائياً في حفر الآبار

TT

ليبيا: حكومة السراج ترفع مرتبات الجيش

قررت حكومة الوفاق الوطني، زيادة مرتبات منتسبي الجيش الليبي، اعتباراً من بداية العام المقبل، في حين نجح المجلس الرئاسي في إطلاق طبيبين بيلاروسيين كانا محتجزين لدى ميليشيا مسلحة في مدينة الزنتان (شمال غربي ليبيا) منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقال مسؤول سياسي، رفض ذكر اسمه: «إن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، سعى خلال الأيام الماضية، للإفراج عن الطبيبين المخطوفين منذ ثلاثة أشهر من قبل عناصر مسلحة في الزنتان»، مشيراً إلى أن «هذه الجهود تكللت بالنجاح وغادرا إلى بلادهما أمس».
وأَضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط»: إن المصير المجهول للمهندسين الثلاثة الأتراك المخطوفين في أوباري (جنوب البلاد) منذ أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي: «وضع المجلس الرئاسي في حرج بالغ؛ ما جعله يسرع بالسعي للإفراج عن الطبيبين البيلاروسيين».
ولفت المصدر إلى أن الطبيبين كانا يعملان في أحد المستشفيات بالمدينة منذ سبع سنوات، وانتهت تأشيرة عملهما نهاية أكتوبر الماضي، وقبل مغادرتهما البلاد احتجزتهما العناصر المسلحة، واقتادتهما إلى مكان مجهول.
وكانت الشركة العامة للكهرباء في ليبيا، أعلنت أن مجموعة مسلحة خطفت 3 أتراك، وآخر من جنوب أفريقيا، من العاملين في مشروع محطة كهرباء أوباري.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إنها تمكنت بالتنسيق مع رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف، من تحرير الطبيبين، سيرغي زدوتا وإينا بابوش.
وبحسب موقع «روسيا اليوم»، فإن رئيس مجموعة الاتصال، ليف دينغوف، والرئيس الشيشاني كانا يشرفان على عملية استعادة المواطنين المحتجزين، بالتنسيق مع الخارجية البيلاروسية وأجهزة الأمن التابعة لحكومة الوفاق الوطني.
وأوضحت مجموعة الاتصال الخاصة بالتسوية الليبية التابعة للخارجية الروسية في بيان لها، أمس، أن حكومة الوفاق ساعدت المفاوضين الروس في إجراء محادثات مع المسلحين الذين احتجزوا البيلاروسيين.
في سياق ذي صلة، أعلن دينغوف، أن المفاوضات لإطلاق سراح اثنين من بحارة الناقلة «تيميترون» الروس الباقين في ليبيا تجري الآن في مرحلتها الأخيرة.
وقال دينغوف بحسب «سبوتنيك» الروسية، أمس، المجموعة الروسية على اتصال مستمر بالسلطات الليبية، وتجري حالياً المرحلة النهائية من المفاوضات حيال مسألة إطلاق سراح المواطنين الروسيين.
وتم احتجاز ناقلة «تيميتيرون»، في أواخر يونيو (حزيران) 2016، على بعد 17 كيلومتراً من سواحل ليبيا؛ وكان طاقم الناقلة يضم 3 مواطنين روس، و5 مواطنين أوكرانيين، ومواطناً يونانياً.
في غضون ذلك، عقد مجلس الوزراء لحكومة الوفاق الوطني، اجتماعاً، أمس، بمقر المجلس بالعاصمة طرابلس برئاسة السراج، وحضور النائبين بالمجلس أحمد معيتيق وفتحي المجبري، ووزراء الحكومة المفوضين.
وناقش المجلس، وفقاً لبيان نشره عبر صفحته على «فيسبوك» أموراً عدة، من بينها، مقترح ميزانية الدولة لعام 2018، وتم التأكيد على أهمية التشاور مع ديوان المحاسبة ومصرف ليبيا المركزي.
كما ناقش المجلس زيادة مرتبات منتسبي الجيش الليبي، وتقرر العمل بقرار رقم 441 لسنة 2013 بشأن تلك الزيادة اعتباراً من بداية العام المقبل، على أن تتولى وزارة المالية إدراج المخصصات المالية اللازمة ضمن ميزانية الدولة لعام 2018.
إلى ذلك، أعلنت ميليشيا قوة «الردع الخاصة»، الموالية لحكومة الوفاق الوطني، في طرابلس، عن استئناف زيارة أهالي المسجونين في مؤسسة الإصلاح «سجن معيتيقة» بداية من السبت المقبل، السادس من يناير (كانون الثاني) المقبل.
وجاء إعلان «الميليشيا»، في بيان مقتضب نشرته عبر صفحتها على «فيسبوك» أمس، ونبهت إلى أن زيارة السجناء مقسمة على مدار أيام الأسبوع.
وتعتقل قوة الردع من تراه، وفقاً لآيديولوجيتها، مخالفاً لـ«التعليمات، والآداب العامة». وسبق لها إغلاق معرض للقصص المصورة (كوميك كون) في العاصمة طرابلس؛ بسبب ما وصفته بأنه يمثل خدشاً لـ«الآداب العامة» في البلاد، واعتقلت القائمين عليه.
وأعلنت المجموعة في الرابع من نوفمبر الماضي، أنه سيتم تقديم المنظمين لـ«النيابة العامة لقيامهم بأفعال خادشة للحياء والآداب العامة».
وأفاد بيان نشرته قوة الردع عبر صفحتها بموقع «فيسبوك» بأن «مثل هذه المهرجانات المستمدة من الخارج استغلت ضعف الوازع الديني والانبهار بثقافات خارجية».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.