إردوغان ينسق مع بوتين لعلاج مصابين من الغوطة الشرقية

TT

إردوغان ينسق مع بوتين لعلاج مصابين من الغوطة الشرقية

تقدمت قوات الأسد والميليشيات المساندة على حساب فصائل المعارضة غرب دمشق، في إطار عمليات مستمرة لعزل تجمع بيت جن، في وقت قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس (الأحد)، إن بلاده تعمل مع روسيا في سبيل إجلاء نحو 500 شخص من ضاحية الغوطة الشرقية المحاصرة في العاصمة السورية دمشق.
وأضاف إردوغان في تصريح نقلته (رويترز) أمس، قبل أن يتوجه في زيارة رسمية إلى السودان «هناك نحو 500 شخص بينهم 170 من الأطفال والنساء بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة». وأشار إلى أنه ناقش الموضوع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وتريد أنقرة نقل من يحتاجون إلى المساعدة إلى تركيا لتوفير العلاج والرعاية لهم.
وقال إردوغان إن رئيسي أركان الجيش في روسيا وتركيا سيناقشان الخطوات اللازمة في العمليات التي سيشارك فيها أيضاً الهلال الأحمر التركي، وإدارة الكوارث والطوارئ التركية.
كان مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا قد وصف في نوفمبر (تشرين الثاني)، الوضع في الغوطة الشرقية بأنه «حالة طوارئ إنسانية».
وفي سياق الغوطة الشرقية، وفق ما ذكرت مصادر إعلامية، أمس، فإن قوات الأسد سيطرت على تلال ونقاط بعد منطقة «الهناكير» الاستراتيجية، باتجاه مزرعة بيت جن.
وكان «الإعلام الحربي المركزي» التابع لقوات الأسد، قد قال مساء أول من أمس، إن «الجيش يتابع عملياته في ريف دمشق الجنوبي الغربي، ويسيطر على عدد من النقاط الحاكمة على محور الهنكارات، بعد مواجهات مع جبهة النصرة والفصائل المرتبطة بها».
وتقع منطقة «الهناكير»، جنوب شرقي مزرعة بيت جن، وسيطرت عليها قوات الأسد، الجمعة الماضية.
وما زالت المعارضة تحتفظ بكل من مغر المير وبيت جن ومزرعتها، بعد عزل تجمع «بيت جن»، عن بيت سابر وكفر حور، في سبيل إجراء «تسويات» ضمن المنطقة. وقالت مصادر مطلعة لـ«عنب بلدي»، إن «العشرات من قوات الأسد قُتلوا خلال محاولات مساء السبت، اقتحام بلدة مغر المير، التي تربط التجمع ببيت سابر».
وكانت «غرفة عمليات جبل الشيخ» قد دعت منذ أيام، كل الفصائل العاملة في الجنوب السوري، إلى الالتحاق بغرفة العمليات العسكرية المشتركة في المنطقة، خلال مدة لا تتجاوز 3 أيام.
وفي حال سيطرت قوات الأسد على مغر المير، سيعزز ذلك من إمكانية عقد التسوية، بعد فصل تلك البقعة، وتقارب مساحتها 21 كيلومتراً مربعاً.
في سياق آخر، تواصل «هيئة تحرير الشام» اعتقال 4 نشطاء هجَّرهم «حزب الله» من مدينة مضايا، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه هيئة تحرير الشام المسيطرة على أجزاء واسعة من محافظة إدلب، تواصل اعتقالها لأربعة نشطاء هجّرهم نظام بشار الأسد و«حزب الله» اللبناني من مدينتهم الواقعة على الحدود السورية - اللبنانية، بريف دمشق الشمالي الغربي، هذا الاعتقال الذي جرى بشكل متلاحق للنشطاء الأربعة: حسام محمد، وحسن يونس اللذين اعتقلتهما هيئة تحرير الشام في 10 من الشهر الجاري، وبكر يونس الذي اعتقلته في 12 من الشهر ذاته، وأمجد المالح الذي اعتقلته بعد ذلك بـ24 ساعة، واقتادتهم «تحرير الشام» إلى أحد سجونها في محافظة إدلب.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».