«العفو الدولية» تدين محاكمة السلطات الروسية تتار القرم

بحجة تنظيمهم احتجاجات فردية ضد موسكو

TT

«العفو الدولية» تدين محاكمة السلطات الروسية تتار القرم

بدأت السلطات الروسية في القرم محاكمة 86 شخصا من التتار، قاموا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي باحتجاجات فردية ضد الحكم الروسي، بحسب ما أفاد زعيم محلي ومنظمات حقوقية.
ووصفت منظمة العفو الدولية في بيان هذه المحاكمات بأنها «حملة وقحة»، مشددة على أن الاحتجاجات كانت «قانونية بالكامل». والتتار جماعة عرقية من السكان الأصليين للقرم الذين يتحدثون التركية ويدينون بالإسلام، وقد قام الديكتاتور السوفياتي الراحل جوزيف ستالين بترحيلهم قبل أن يبدأوا بالعودة إلى بلادهم عام 1990 في ظل الحكم الأوكراني.
وعارض التتار ضمّ موسكو لشبه جزيرة القرم عام 2014 ما دفع السلطات الروسية إلى حظر مؤسساتهم وإعلامهم المستقل. وقال زعيم تتار القرم، ناريمان جليال، لوكالة الصحافة الفرنسية إن 86 شخصا ينتمون إلى هذه الجماعة الإتنية المسلمة يحاكمون بعد قيامهم باحتجاجات سياسية.
بدوره، أكّد المحامي الحقوقي إميل مورتبدينوف الأرقام، وقال إن «السلطات ضمّت في مجموعة واحدة كل الذين خرجوا في احتجاجات فردية في مناطق مختلفة في القرم وفي غالبية القضايا هم لا يعرفون بعضهم البعض».
واعتبر جليال نائب رئيس مجلس التتار المحظور أن المحاكمات تهدف إلى «معاقبة الناس الذين امتلكوا شجاعة التعبير عن رأيهم». وقال إنه حتى الآن تم الانتهاء من 10 محاكمات، وتغريم الناشطين ما يصل إلى 15 ألف روبل (256 دولارا). واتّهم جليال المحاكم بإصدار أحكام معدة سلفا، وفي إحدى الجلسات شاهد القاضي يقرأ الاسم الخطأ خلال تلاوة الحكم.
وأفادت جماعة تضامن القرم التي تضم ناشطين بأن المحاكمات مستمرة في خمس مدن وبلدات، منها العاصمة الإقليمية سيمفيروبل. وكانت مجموعة من الناشطين التتار قاموا في 14 أكتوبر الماضي باحتجاجات فردية في أماكن متعددة على جوانب الطرقات في شبه الجزيرة، وهم يرفعون لافتات تحمل شعارات «تتار القرم ليسوا إرهابيين»، و«أوقفوا الإساءة إلى شعبنا»، و«الحرية للسجناء السياسيين».
وجاءت هذه الاحتجاجات بعد موجة أخيرة من الاعتقالات، وتفتيش البيوت تستهدف تتار القرم. ويسمح القانون الروسي للأشخاص أن يقوموا بمظاهرات دون إعلام السلطات فقط في حال كان ذلك بشكل منفرد، أي أن يتظاهر الشخص وحده دون مشاركة أحد. لكن جليال أشار إلى أنه في هذه الحالة تمّ اتهام الناشطين بالاحتجاج بشكل منظم ومشترك، و«إساءة استخدام حقهم» بالاحتجاج الفردي.
وكتبت الناطقة باسم الخارجية الأوكرانية ماريانا بيتسا على «تويتر» أن كييف «تستنكر بشكل قاطع محاكم القرم المحتلة». وأضافت أن روسيا هدفت إلى «كسر وقمع وتدمير السكان الأصليين».


مقالات ذات صلة

السجن 10 سنوات لهولندية استعبدت امرأة أيزيدية في سوريا

أوروبا نساء أيزيديات يرفعن لافتات خلال مظاهرة تطالب بحقوقهن والإفراج عن المختطفين لدى تنظيم «داعش» المتطرف في الموصل بالعراق... 3 يونيو 2024 (رويترز)

السجن 10 سنوات لهولندية استعبدت امرأة أيزيدية في سوريا

قضت محكمة هولندية بالسجن عشر سنوات بحق امرأة هولندية أدينت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بإبقائها امرأة أيزيدية عبدة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
المشرق العربي يتجمع الناس في سجن صيدنايا في دمشق بحثاً عن أحبائهم (أ.ف.ب)

سوريا «مسرح جريمة» قد تُفْتح أبوابه أخيراً للمحققين الأمميين

يأمل محققون أمميون يجمعون منذ سنوات أدلّة توثّق الفظائع المرتكبة في سوريا أن يتيح لهم سقوط بشار الأسد الوصول أخيراً إلى ما يشكّل بالنسبة إليهم «مسرح الجريمة».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)

إردوغان ينتقد الصمت الدولي إزاء انتهاك إسرائيل حقوق الإنسان في فلسطين

انتقد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، صمت المجتمع الدولي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في فلسطين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي الحوثيون كثفوا حملات الاعتقال في أوساط الموظفين الإغاثيين بمناطق سيطرتهم (أ.ف.ب)

اليمن ينتقد موقف «حقوق الإنسان» من انتهاكات الحوثيين

وجَّهت الحكومة اليمنية انتقادات غير مسبوقة لما وصفته بالموقف «الباهت» للمفوضية السامية لحقوق الإنسان تجاه اختطاف الحوثيين للموظفين الأمميين والإنسانيين.

محمد ناصر (تعز)
آسيا خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

أفادت الأمم المتحدة، الثلاثاء، بأنها سجّلت 336 اعتداءً على صحافيين وعاملين في وسائل إعلام منذ عودة «طالبان» لحكم أفغانستان في أغسطس 2021.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

عطل يضرب تطبيقي «فيسبوك» و«إنستغرام»

انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
TT

عطل يضرب تطبيقي «فيسبوك» و«إنستغرام»

انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)

أظهر موقع «داون ديتيكتور» الإلكتروني لتتبع الأعطال أن منصتي «فيسبوك» و«إنستغرام» المملوكتين لشركة «ميتا» متعطلتان لدى آلاف من المستخدمين في الولايات المتحدة، اليوم (الأربعاء).

وأبلغ أكثر من 27 ألف شخص عن وجود أعطال في منصة «فيسبوك»، وما يزيد على 28 ألفاً عن وجود أعطال في «إنستغرام»، وبدأ العطل في نحو الساعة 12:50 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة.

وذكر موقع «داون ديتيكتور» أن «واتساب»، تطبيق التراسل المملوك لـ«ميتا»، توقف عن العمل أيضاً لدى أكثر من ألف مستخدم. وتستند أرقام «داون ديتيكتور» إلى بلاغات مقدمة من مستخدمين.

وربما يتفاوت العدد الفعلي للمستخدمين المتأثرين بالأعطال. وقالت «ميتا» إنها على علم بالمشكلة التقنية التي تؤثر في قدرة المستخدمين على الوصول إلى تطبيقاتها. وذكرت في منشور على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «نعمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها بأسرع ما يمكن ونعتذر عن أي إزعاج».

وكتب بعض مستخدمي «فيسبوك» و«إنستغرام» على منصة «إكس» منشورات تفيد بمواجهتهم عطلاً يعرض لهم رسالة «حدث خطأ ما»، وأن «ميتا» تعمل على إصلاح العطل. وأدّت مشكلة تقنية في وقت سابق من العام الحالي إلى عطل أثّر في مئات الألوف من مستخدمي «فيسبوك» و«إنستغرام» عالمياً. وواجهت المنصتان عطلاً آخر في أكتوبر (تشرين الأول)، لكنهما عادتا إلى العمل إلى حدّ كبير في غضون ساعة.