لبنانيون يعقدون لقاءً تضامنياً مع مارسيل غانم

النائب بطرس حرب اعتبر أن السلطة السياسية لم تتوانَ عن التحريض على غانم

جانب من اللقاء التضامني                          (وسائل إعلام لبنانية)
جانب من اللقاء التضامني (وسائل إعلام لبنانية)
TT

لبنانيون يعقدون لقاءً تضامنياً مع مارسيل غانم

جانب من اللقاء التضامني                          (وسائل إعلام لبنانية)
جانب من اللقاء التضامني (وسائل إعلام لبنانية)

عقد لقاء تضامني مع الإعلامي اللبناني مارسيل غانم في دارة النائب بطرس حرب، وذلك على خلفية قضية الادعاء عليه إثر رفض قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور تسلّم الدفوع الشكلية المقدمة من النائب المحامي بطرس حرب بوكالته عن غانم، ومطالبته بحضور المدعى عليه شخصياً، واستتباع هذا الرفض بإصدار مذكرة إحضار تستدعي مثول غانم أمامه ولو بالقوة.
ووفقاً لوسائل إعلام لبنانية، تحدث الرئيس أمين الجميل في اللقاء المنعقد بدارة النائب بطرس حرب اليوم (الثلاثاء)، قائلاً: «وجودي هنا للتعبير عن قلق عميق على مستقبل لبنان والحريات فيه، وإذا فقدناها في لبنان فعلى الدنيا السلام»، مؤكداً أن «المطلوب التضامن الكامل مع مارسيل غانم والتوقف عند معاني هذه الممارسات».
واعتبر النائب حرب، أن القضية ليست قضية مارسيل غانم وجان فغالي، بل تتعداهما لتطال وجود النظام القائم على الحريات العامة. وقال: «أخوض معركة استقلالية السلطة القضائية وعدم إخضاعها للسلطة السياسية».
ورأى حرب أن «ما نشهده من ممارسات سلطوية ضد المعارضين وملاحقات قضائية يدعونا للتساؤل عن الخلفيات الحقيقية لهذه الملاحقات»، مشيراً إلى اكتشافه أن آلية التبليغ كانت غير قانونية «لذلك قررنا تقديم مذكرة دفوع شكلية أحضرتها بالأمس إلى الجلسة والقانون يسمح للوكيل تقديم الدفوع الشكلية».
وأضاف حرب: «حاولت إقناع قاضي التحقيق أنه على خطأ، لكنه رفض الإصغاء وامتنع عن تدوين حضوري وتدوين رفضه تسلم المذكرة، وهو ما يخالف الأصول».
ولفت إلى أن «ما حدث دفعني إلى الاقتناع بأن الجلسة كانت معدة مسبقاً»، معتبراً «أن السلطة السياسية لم تتوانَ عن التحريض على مارسيل غانم كما قام البعض بالإعلان عن الأسئلة التي سيطرحها قاضي التحقيق على مارسيل». وقال: «قررت تقديم طلب تبديل القاضي وتعيين بديل عنه».
وبوكالته عن غانم، أعلن حرب أنه تقدم بطلب رد قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور وتعيين قاضٍ بديل عنه، وتقديمه شكوى أمام التفتيش القضائي.
وقال: «لن نتنازل عن حق مارسيل غانم بتقديم دفوعه الشكلية قبل السير بالتحقيق واستجوابه»، مضيفاً: «إننا على استعداد للمثول أمام القضاء في الجلسة المقررة في الرابع من يناير (كانون الثاني) المقبل من دون تنفيذ مذكرة الإحضار التي أصدرها المحقق أول من أمس، التي تهدف إلى إهانة الإعلامي غانم وجره موقوفاً أمام القضاء للإدلاء بإفادته».
وتابع: «وهو أمر معيب باعتباره غير مبرر، وباعتبار أن المادة 106 في قانون أصول المحاكمات الجزائية التي تنص على حالات إصدار مذكرة الإحضار وتنحصر في حالتين وهما غير متوافرتين لإصدارها».
وأعلن أنه «بصورة رسمية أن مارسيل غانم مستعد للمثول أمام القضاء اليوم أو أي يوم يعين له قاضي التحقيق موعداً، وتنفيذ مذكرة الإحضار في حقه وتوقيفه وإحضاره مخفوراً أمام قاضي التحقيق لا يتجاوز المسرحية المهينة للقضاء والدولة والمؤسسات والقضاء والأحرار، ويشكل بداية انزلاق خطير لنظامنا الديمقراطي نحو الديكتاتورية والتعسف والقمع».
وكانت النيابة العامة في جبل لبنان، ادعت على غانم بـ«جرم تسهيل تحقير رئيس الجمهورية ميشال عون، وتحقير القضاء اللبناني» على خلفية استضافته صحافيين سعوديين ضمن برنامجه «كلام الناس» على المؤسسة اللبنانية للإرسال (lbci) انتقدا سياسة عون.
والدفوع الشكلية التي أعدها النائب حرب، تضمنت الأسباب الموجبة التي تستدعي وقف الملاحقة لعدم توفر عناصر جرمية، وجاء في هذه المذكرة أن «المواد القانونية المسند إليها الادعاء لا تنطبق على فعل المدعى عليه (مارسيل غانم)، الذي انحصر في استضافة محللين سياسيين لا يعرفهم، ولا علاقة له بهم، ولم يجر أي اتصال تنسيقي بهم حول الحلقة التي تبث مباشرة على الهواء وعبر بث حي بواسطة الأقمار الصناعية»، مشيراً إلى أن موكله «لا يعلم مسبقاً بما سيدلي به الضيوف من آراء خلال الندوة، وبالتالي هو غير قادر على منع بث ما سيقولون، أو حتى الحؤول دون صدور ما يصدر عنهم».
وأكدت المذكرة القانونية أن «ادعاء النيابة العامة يتناقض ومبدأ شرعية الجرائم والعقوبات؛ لأنه لا نص على تجريمه أو العقاب عليه، سواء في إطار قانون العقوبات العام أو في إطار قانون المطبوعات؛ مما يستوجب الامتناع عن السير بالتحقيق لانتفاء ركنه القانوني»، معتبرة أن «الفعل المنسوب للمدعى عليه لا ينطبق موضوعياً على أي نص جزائي؛ مما يجعل السير في إجراءات التحقيق بحثاً عن الأدلة ومحاولة جمعها تحققا من توفر عناصر الجرم الجزائية، لا يخرج عن كونه من قبيل المحاولة العبثية وعديمة الجدوى».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.