مصر: شفيق يدعو السلطات لـ«الإفصاح» عن مصير 3 من مؤيديه

حزبه دعا للعفو عنهم وعدم «الانتقام»

مصر: شفيق يدعو السلطات لـ«الإفصاح» عن مصير 3 من مؤيديه
TT

مصر: شفيق يدعو السلطات لـ«الإفصاح» عن مصير 3 من مؤيديه

مصر: شفيق يدعو السلطات لـ«الإفصاح» عن مصير 3 من مؤيديه

رغم إعلانه تجميد قراره باعتزام خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة لمزيد من «التدقيق»، عاد رئيس الوزراء المصري الأسبق أحمد شفيق، إلى الواجهة من جديد، بإصداره، أمس، بياناً يدعو السلطات للإفصاح عن مصير 3 من مؤيديه، قال حزب «الحركة الوطنية» الذي يرأسه المرشح المحتمل، إنهم «أُلقي القبض عليهم»، وكلف محامين بالدفاع عنهم.
وأبدى شفيق في بيان رسمي أصدره، أمس، اعتذاره «لكل شاب تم التحفظ عليه، لمجرد علاقته الشخصية بي، أو لأنه من مؤيديَّ، أو أنه كان مشاركاً وداعماً لي في الحملة الانتخابية الرئاسية 2012»، وأضاف: «أعتذر لهم ولأسرهم إذا كان التحفظ عليهم لهذه الأسباب، وأرجو من السلطات المختصة سرعة إيضاح الأمر، فالموقف خطير، ويستحق مزيداً من الإفصاح»‎.
وتراجع شفيق الذي أعلن مطلع الشهر الجاري، نيته خوض الانتخابات الرئاسية، المقرر بدء إجراءاتها في فبراير (شباط) المقبل، عن حسم دخوله للسباق، وقال في أعقاب ترحيله من الإمارات إلى مصر، إنه يحتاج إلى مزيد من «التأني»، ودراسة الموقف على «أرض الواقع».
ومساء أول من أمس، قال حزب «الحركة الوطنية»، إن «شباباً في مقتبل العمر تم القبض عليهم مؤخراً من قِبل السلطات المختصة، وهم (هاني فؤاد، ومحمد إمام، وأحمد الدهشوري»، وتناثرت أنباء هنا وهناك بأنهم أعضاء في حزبنا، وأن القبض عليهم كان بتهمة تأييد الفريق أحمد شفيق وتنظيم فعاليات لدعمه في انتخابات الرئاسة المقبلة»، واستدرك: «ورغم أن هؤلاء الشباب ليسوا أعضاء في الحزب، ولا توجد بيننا وبينهم أي علاقات تنظيمية ولا حتى أي تنسيق من قريب أو من بعيد؛ إلا أننا لا نقدر على دس رؤوسنا في الرمال تجاههم، وتجاهل مشاعرهم النبيلة تجاه الحزب ورئيسه».
وأفاد بأنه سيتم «توكيل محامين من قبل الحزب للاطلاع على قضيتهم والدفاع عنهم إذا لزم الأمر»، وواصل: « نناشد أولي الأمر، عطفاً وليس جبراً، إعلاء روح القانون قبل مواده (...) ونحسب أن أشرف الثأر العفو عند المقدرة.. ونثق فيمن يصنعون القرار بأنهم يدركون تماماً أن التسامح يعطي للصواب قوة وقدرة (...) ففي العفو لذة لا نجدها أبداً في الانتقام».
وحل شفيق وصيفاً للرئيس الأسبق محمد مرسي، في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في عام 2012، بعد أن حصل على أكثر من 12 مليون صوت (49% من الأصوات)، قبل أن يغادر مصر إلى الإمارات، عقب إعلان خسارته، وواجه قضايا فساد مالي نال البراءة فيها، وحُفظت بلاغات أخرى ضده.
وقال المتحدث الرسمي لحزب «الحركة الوطنية»، خالد العوامي، لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب لا يتنصل من مؤيدي شفيق، غير أنهم لا يعرفون أسباب القبض على هؤلاء الشباب الذي لا ينتمون إلى الحزب من حيث العضوية».
ونفى العوامي أن يكون الحزب قد تلقى توضيحاً بشأن الموقف القانوني للشباب الثلاثة الذين ألقى القبض عليهم، غير أنه شدد على أن حزبه «سيتحرك في إطار من الدستور والقانون للوقوف على حقيقة موقفهم القانوني».
وبشأن الموقف الراهن لشفيق من الترشح قال العوامي، إن مؤتمر الحزب المقبل والمقرر إقامته في 23 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، سيكون رهناً بقراره بشأن خوض الانتخابات، لافتاً إلى أنه من المنتظر أن ينتقل من مقر الإقامة المؤقت في أحد فنادق القاهرة إلى منزله خلال 3 أيام.
ويقول بعض أنصار شفيق إن حركته مقيدة منذ وصوله القاهرة مطلع الشهر الجاري، لكن الرجل نفى ذلك في مداخلة هاتفية مع أحد البرامج التلفزيونية، لكنه لم يظهر في لقاءات أو فعاليات عامة منذ وصوله، وتظهر بين الحين والآخر صور للقاءات تجمعه بأقارب له وأعضاء في حزبه في داخل مقر إقامته المؤقت.
وفي المقابل أكد العوامي أن شفيق يلتقي أنصاره وعدداً من الشخصيات العامة، للتشاور معهم بشأن نية خوض الانتخابات، لكنه رفض الإفصاح عن هوية تلك الشخصيات.
وينص الدستور القائم في مادته 140 على أن «يُنتخب رئيس الجمهورية لمدة أربع سنوات ميلادية، تبدأ من اليوم التالي لانتهاء مدة سلفه، ولا يجوز إعادة انتخابه إلا لمرة واحدة. وتبدأ إجراءات انتخاب رئيس الجمهورية قبل انتهاء مدة الرئاسة بمائة وعشرين يوماً على الأقل، ويجب أن تعلن النتيجة قبل نهاية هذه المدة بثلاثين يوماً على الأقل».
وفي يونيو (حزيران) 2014، تسلم السيسي مهام منصبه بشكل رسمي؛ الأمر الذي يعني بدء إجراءات الانتخابات الرئاسية في فبراير (شباط) 2018، على أن تُجرى الانتخابات وتعلَن النتائج بحد أقصى في مايو (أيار) من العام نفسه.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».