موسكو تحمّل المعارضة مسؤولية فشل «جنيف 8»

أكدت أن مؤتمر الحوار في سوتشي لدعم مسار المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة

ستيفان دي ميستورا ونائبه رمزي عز الدين رمزي والناطقة باسم الأمم المتحدة أليساندرا فيلوتشي خلال مؤتمر صحافي في المقر الأوروبي للمنظمة الدولية في ختام مفاوضات جنيف أول من أمس (أ.ف.ب)
ستيفان دي ميستورا ونائبه رمزي عز الدين رمزي والناطقة باسم الأمم المتحدة أليساندرا فيلوتشي خلال مؤتمر صحافي في المقر الأوروبي للمنظمة الدولية في ختام مفاوضات جنيف أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

موسكو تحمّل المعارضة مسؤولية فشل «جنيف 8»

ستيفان دي ميستورا ونائبه رمزي عز الدين رمزي والناطقة باسم الأمم المتحدة أليساندرا فيلوتشي خلال مؤتمر صحافي في المقر الأوروبي للمنظمة الدولية في ختام مفاوضات جنيف أول من أمس (أ.ف.ب)
ستيفان دي ميستورا ونائبه رمزي عز الدين رمزي والناطقة باسم الأمم المتحدة أليساندرا فيلوتشي خلال مؤتمر صحافي في المقر الأوروبي للمنظمة الدولية في ختام مفاوضات جنيف أول من أمس (أ.ف.ب)

أعلن أليكسي بورودافكين، مندوب روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، عن انتهاء الجولة الثامنة من المفاوضات السورية في جنيف دون تحقيق أي نتيجة، وعاد وطالب المعارضة بموقف «يتناسب مع الواقع». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أن الوضع الراهن في سوريا بعد هزيمة «داعش» يساعد على الحل السياسي، وانتقد الوجود العسكري الأميركي في سوريا، في حين رأت وزارة الدفاع الروسية أنه لم تعد هناك حاجة لوجود القوات الأميركية هناك بعد القضاء على «داعش».
وتوقف المسؤولون الروس في تصريحاتهم أمس عند مؤتمر الحوار السوري الذي اقترحته روسيا في سوتشي، وأكدوا أنه ليس بديلاً عن المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف. وقال أليكسي بورودافكين في تصريحات من جنيف أمس، إن «وفد المعارضة أتى إلى المفاوضات بموقف لا يمكن وصفه بأنه تفاوضي»، لافتاً إلى أن «المطلب برحيل بشار الأسد يكمن في أساس توجههم»، واعتبر أن «مثل هذا الأسلوب يجعل مشاركة وفد الحكومة في مفاوضات جنيف مستحيلاً». وأضاف: «لهذا انتهت الجولة الحالية دون أي نتيجة»، محملاً بذلك وفد المعارضة السورية كامل المسؤولية عن فشل الجولة الحالية. وأشار إلى أنه كان بالإمكان الانتقال إلى المفاوضات المباشرة بين الوفدين لكن لو بنت المعارضة موقفها بما يتناسب مع الواقع العسكري والسياسي في سوريا حالياً، دون أن يوضح تماماً ما الذي يريده من قوله هذا. وذهب إلى حد اتهام المعارضة بأنها غير راغبة ببحث مسائل التسوية السياسية، وطالبها بتأكيد اقتناعها بعدم وجود حل عسكري للأزمة في سوريا.
وفي المقابل، تجاهل الدبلوماسي الروسي موقف وفد النظام السوري، على الرغم من أن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا حمّل ذلك الوفد، صراحة وللمرة الأولى بهذا الشكل، المسؤولية عن فشل الجولة الحالية، وقال: «نحن في الأمم المتحدة ندرك أن الشروط المسبقة تعني أن الطرف الذي يطرحها غير مستعد للمفاوضات قبل تنفيذ شروطه، وللأسف هذا ما رأيناه من جانب وفد الحكومة».
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في كلمة أمس أمام مجلس الاتحاد الروسي، إن القضاء على «داعش» في سوريا، وإقامة مناطق خفض التصعيد هناك، يمهدان الدرب للتسوية السياسية في سوريا على أساس القرار 2254، وأشار إلى «تباين» ربما يكون موجوداً في أهداف ومصالح الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) في سوريا، لكنه أكد توافقها حول القضايا الرئيسية، أي التصدي للإرهاب، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وضمان التعايش بين مختلف مكونات المجتمع السوري وطوائفه بانسجام. وقال إن الهدف من مؤتمر الحوار السوري المزمع عقده في مدينة سوتشي مطلع العام المقبل، هو المساعدة في الحل السياسي للأزمة، موضحاً أن «وضع دستور جديد والتحضير لانتخابات عامة، وحل القضايا الإنسانية، ووضع برنامج لإعادة الإعمار» قضايا رئيسية على جدول أعمال المؤتمر.
وفي الإطار ذاته، رفض بورودافكين بحزم ما يقال حول مؤتمر سوتشي في خصوص أنه سيقوّض العملية السياسية السورية في جنيف، وشدد على أن هذا الكلام محض أوهام ولا أساس له من الصحة. وعبّر عن اقتناعه بأنه «كما جرى في حينه وساعد إطلاق عملية آستانة الأمم المتحدة لمواصلة العمل على مسار جنيف، فإن الأمر ذاته بالنسبة لمؤتمر سوتشي، وهو يملك كل الفرص لمساعدة مسار جنيف في استعادة ديناميته السياسية».
وحول الوضع الميداني في سوريا بعد إعلان روسيا سحب الجزء الأكبر من قواتها، قال بورودافكين إن القدرات القتالية التي تم تشكيلها لدى القوات الحكومية بدعم من روسيا كافية لتنفيذ عمليات قتالية ضد الإرهابيين. وشدد، في سياق متصل، على أنه «لم تعد هناك حاجة إلى الوجود العسكري الأميركي في سوريا، بعد الانتصار على «داعش». وكان إيغر كوناشينكوف، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، عبّر عن دهشته من تصريحات وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» حول نية قوات التحالف الدولي البقاء في سوريا حتى «النصر التام على داعش»، وقال إن «البنتاغون إما يكذب على المجتمع الدولي متعمداً، بما في ذلك على القائد العام (الرئيس دونالد ترمب)، أو أنه (البنتاغون) لم يجد أي ذرائع حتى لو كانت شكلية لتبرير الوجود العسكري الأميركي في سوريا». كما رفضت روسيا تصريحات أدلى بها الرئيس ترمب وقال فيها إن القوات الأميركية انتصرت على الإرهاب في العراق وسوريا. وتقول روسيا إن قواتها هي صاحبة الفضل الأكبر في هزيمة «داعش» هناك.



الجيش الأميركي يتبنى قصف 15 هدفاً حوثياً

غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الجيش الأميركي يتبنى قصف 15 هدفاً حوثياً

غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

غداة سلسلة من الغارات التي ضربت مواقع في صنعاء وثلاث محافظات يمنية خاضعة للجماعة الحوثية المدعومة من إيران، الجمعة، أعلن الجيش الأميركي تبني هذه الضربات، التي قال إنها طالت 15 هدفاً للجماعة، في سياق الحد من قدراتها الهجومية ضد السفن.

وتشن واشنطن ضربات على الأرض منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، ضد الجماعة الحوثية، وشاركتها بريطانيا في 4 مرات على الأقل، رداً على الهجمات التي تنفذها الجماعة ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان على منصة «إكس»، أن قواتها نفذت ضربات على 15 هدفاً حوثياً في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

وشملت هذه الأهداف -بحسب البيان- قدرات عسكرية هجومية للحوثيين، إذ اتخذت هذه الإجراءات (الضربات) لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أمناً وأماناً للسفن الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية.

وكانت الجماعة الحوثية أقرت، الجمعة، بسلسلة من الغارات وصفتها بـ«الأميركية - البريطانية»، وقالت إنها استهدفت «معسكر الصيانة» في صنعاء، وموقعاً في جنوبي ذمار، ومواقع في مديرية مكيراس التابعة لمحافظة البيضاء، فضلاً عن ضربات استهدفت مواقع عسكرية في مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، ومناطق المطار والجبانة والكثيب.

ولم يشر الحوثيون إلى حجم خسائرهم جراء هذه الضربات التي استهدفت مواقع سبق استهدافها خلال الأشهر الماضية، في حين رجح مراقبون أن الغارات استبقت هجمات كانت تعد لها الجماعة ضد السفن.

وتشن الجماعة هجماتها ضد السفن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، إذ تدعي محاولة منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل بغض النظر عن جنسيتها إلى جانب السفن الأميركية والبريطانية.

دخان يتصاعد في صنعاء بعد ضربات أميركية استهدفت مواقع حوثية (أ.ف.ب)

وأطلقت واشنطن، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ما سمّته «تحالف حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة البحرية، قبل أن تبدأ ضرباتها الجوية على الأرض في 12 يناير الماضي، بمشاركة بريطانيا.

وتلقّت الجماعة الحوثية نحو 720 غارة غربية في مناطق يمنية عدة خاضعة لها، بما فيها صنعاء، لكن أكثر الضربات تركّزت على المناطق الساحلية في محافظة الحديدة الساحلية، وأدت، في مجملها، إلى مقتل أكثر من 60 عنصراً.

ضربات غير مجدية

تقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة الحوثية غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

ووجدت الجماعة المدعومة من إيران في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية، إذ كان الطرفان وافقا أواخر العام الماضي على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.

عناصر حوثيون في صنعاء متضامنون مع «حزب الله» اللبناني (أ.ف.ب)

وبخلاف ما تزعمه الجماعة الحوثية من مساندة للفلسطينيين، ترى الحكومة اليمنية أن الجماعة تزايد بالقضية الفلسطينية في مسعى لتبييض جرائمها بحق اليمنيين خلال العشر سنوات الماضية مستغلة العاطفة الشعبية.

وأقر عبد الملك الحوثي في خطاب حديث بأن جماعته نجحت خلال أشهر التصعيد البحري من تجنيد وتعبئة نحو 500 ألف شخص، وسط مخاوف في الشارع اليمني من استغلال هذه التعبئة الواسعة لمهاجمة المناطق المحررة الخاضعة للحكومة اليمنية.

وتبنت الجماعة الحوثية إطلاق المئات من الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل خلال الأشهر العشرة الماضية، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي باستثناء مسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها في شقة بتل أبيب في 19 يونيو (حزيران) الماضي.

واستدعت الهجمات الحوثية إسرائيل للرد في 20 يوليو (تموز) الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكررت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، على مستودعات الوقود في ميناءي الحديدة ورأس عيسى، كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

صورة وزعها الحوثيون لاستهداف ناقلة نفط بريطانية في البحر الأحمر بزورق مسيّر (إ.ب.أ)

ومِن بين نحو 188 سفينة تبنّت الجماعة مهاجمتها، أدى هجوم، في 18 فبراير (شباط) الماضي، إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استهدفتها الجماعة في 12 يونيو الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي، في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية في خليج عدن.

وإلى جانب الإصابات، التي لحقت عدداً من السفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر»، التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.