ورثة بوظيفة {سفراء}

مؤسسو بيوت الأزياء العالمية يحضرون الجيل الجديد من عائلاتهم لتسلم الشعلة منهم

مارغريت ميسوني  -  كريستينا بلانيك  -  جيمس فيراغامو  -  ديلفين أرنو  -  انطوان أرنو  -  روبرتا أرماني في مهرجان كان الأخير   -   كارولينا كاستيليوني  -   ديفيد لورين
مارغريت ميسوني - كريستينا بلانيك - جيمس فيراغامو - ديلفين أرنو - انطوان أرنو - روبرتا أرماني في مهرجان كان الأخير - كارولينا كاستيليوني - ديفيد لورين
TT

ورثة بوظيفة {سفراء}

مارغريت ميسوني  -  كريستينا بلانيك  -  جيمس فيراغامو  -  ديلفين أرنو  -  انطوان أرنو  -  روبرتا أرماني في مهرجان كان الأخير   -   كارولينا كاستيليوني  -   ديفيد لورين
مارغريت ميسوني - كريستينا بلانيك - جيمس فيراغامو - ديلفين أرنو - انطوان أرنو - روبرتا أرماني في مهرجان كان الأخير - كارولينا كاستيليوني - ديفيد لورين

أكثر ما يلفت النظر في قصص النجاح التي شهدها القرن الماضي، توسع بيوت الأزياء من نطاق صغير أو عائلي إلى بيوت أزياء عالمية تقدر بمليارات الدولارات، مثل أرماني وشانيل وديور وجيفنتشي، ورالف لورين وميسوني وغيرها. العنصر الوحيد الذي سعوا إليه ولا يزالون يتمسكون به في وجه العولمة محاولات التوفيق بين إرثهم وحرفيتهم فضلا عن الحفاظ على حبل العائلة قويا، بتسليمهم المشعل إلى جيل جديد سيرث المهنة من بعدهم، وبالتالي لا بد من تحضيرهم حتى يكونوا أهلا لها. من هؤلاء نذكر جورجيو آرماني 77 عاما، ورالف لورين 71 وميسوني وسلفاتوري فيراغامو وفرساتشي وغيرهم ممن أدخلوا الأبناء والبنات والإخوة والأخوات إلى حضن العائلة. وسواء تمكنوا من ملأ فراغ المؤسسين أم لا، إلا أنهم سيلعبون دون شك دورا كبيرا في هذه الشركات خلال السنوات القادمة، لأنهم يمثلون، بصورة غير رسمية، خيط الاستمرار بين الماضي والمستقبل.
هذا الأمر ليس بالظاهرة الجديدة، ففي عام 1992 بعد وفاة إيميليو بوتشي، تولت ابنته لودوميا أعمال دار الأزياء التي أسسها، ورغم بيع الدار إلى مجموعة «إل في إم إتش» بعد ثماني سنوات، استمرت في موقعها كنائب لرئيس مجلس إدارة والمتحدث باسم المدير.
وكذلك الحال مع إرمينغيلدو زيغنا الذي أسس شركته لأزياء الرجال الشهيرة عام 1910، واليوم يدير الدار حفيده غيلدو. فيما تتولى فيرونيكا إيترو تصميم أزياء النساء في إيترو، الشركة التي أسسها والداها عام 1968، وتلعب بنات كارولينا هيريرا، كارولينا جونيور وباتريشيا، أدوارا استشارية في شركة والدتهما الشهيرة، بينما تشغل إليزا بولين، الابنة بالتبني لأوسكار دي لا رنتا، مهمة رئيس للتراخيص في شركة «أو دي إل آر» وزوجها أليكس مهمة رئيس تنفيذي. كما استحوذ فرنسوا هنري بينول على أرتميس، بعد تقاعد والده فرنسوا عام 2003.
الآن، حتى الأطفال الذي أعلنوا في السابق عدم رغبتهم في السير في نفس طريق آبائهم غيروا رأيهم، وأصبحت لهم أدوار مهمة، بعضهم بدأ تأثيره يظهر منذ الآن، وبعضهم سيلعب دورا حقيقيا في اتخاذ القرارات في السنوات القادمة، حتى وإن كانوا سيديرون الأمور من وراء الستار.

* روبرتا آرماني
الوظيفة: المدير العالمي للعلاقات العامة والترفيه
روبرتا هي ابنة أخ المصمم، سيرجيو. وعلى الرغم من عملها في شركة عمها لأكثر من 20 عاما، إلا أنها لم تتحول إلى شخصية عامة إلا قبل ست سنوات تقريبا. وقد لعبت منذ ذلك الحين، دورا ملحوظا في الشركة، سواء أكان بالظهور مع المشاهير في الصف الأول في كل عروض الموضة، والسفر مع عمها أو استلام جائزة نيابة عنه. وكانت مسؤولة عن جانب كبير من الثورة الأخير التي شهدتها الشركة، حيث كانت مسؤولة عن فستان ظهرت به لايدي غاغا في حفل توزيع جوائز غرامي، كان أشبه بفستان فضائي بمذنب ماسي يدور حول جسم المغنية، إضافة إلى أزياء خاصة بجولتها عام 2011، ما أسهم في منح الدار صورة عصرية أكثر. تبدو روبرتا أكثر هدوءا ونشاطا من عمها، ويتوقع أن تكون مسؤولة عن إدارة الشركة في القرن الحادي والعشرين دون التخلي عن علاقاتها الوثيقة مع هوليوود. فقد كانت روبرتا، هي من ساعدت في ترتيب حفل زفاف توم كروز وكاتي هولمز في عام 2006.

* سيلفانا آرماني
الوظيفة: المدير الفني لشركة «إمبوريو آرماني» وعضو مجلس إدارة، جورجيو آرماني
عملت شقيقة روبرتا الكبرى في التصميم لسنوات، لكن خلف الأضواء، حيث تدربت على يد عمها، ما يجعلها الفرد الوحيد في العائلة التي تعمل حاليا في الجانب الإبداعي.
كانت سيلفانا المدير الفني للأزياء النسائية وخط إمبوريو آرماني الشبابي والمربح منذ انطلاقه عام 2001. نجاحها شجع على تسليمها مهمة كل ماركات «آرماني» بما في ذلك خط «بريفي» للهوت كوتير وخط الأزياء الجاهزة، وليس ببعيد أن تكون خليفة أرماني في مجال التصميم، على الرغم من أنه لم يبد أي إشارة حتى الآن على تسمية خليفة رسمي له.

* أنطوان آرنو
الوظيفة: الرئيس التنفيذي لشركة «برلوتي» وعضو المجلس التنفيذي لمجموعة «إل في إم إتش»
الابن الثاني لبرنارد آرنو من زوجته الأولى آن ديوافرين. درس في كلية إنسيد لإدارة الأعمال في فرنسا وأسس موقع «دوماينو دوت كوم»، شركة لتسجيل المواقع، قبل الانضمام إلى لويس فيتون عام 2002. قضى ثماني سنوات في الشركة، قبل أن يدخل إمبراطورية «إل في إم إتش» كرئيس للاتصالات والعلاقات، حيث كان مسؤولا عن حملة تسويق «القيم الأساسية»، التي لقيت ثناء كبيرا لتأكيدها على خط «لوي فويتون» الكلاسيكي الذي جذب شخصيات شهيرة مثل ميخائيل غورباتشوف وبونو وكاثرين دونوف للترويج للماركة.
برنارد آرنو، المعروف بنقل المديرين التنفيذيين من شركة إلى أخرى، نقل أنطونيو لشركة «برلوتي» للأحذية الفاخرة رئيسا تنفيذيا كخطوة مهمة، إذ يقال إنها من الماركات المفضلة لبرنار، ويعدها «الجوهرة الخفية» داخل الشركة. وإذا ما نجح أنطونيو في مهمته، فلا شك أنه سيصبح شخصية محورية في المجموعة خاصة وأنه واحد من القلائل داخل الشركة الذي يجيد استخدام شبكات الإنترنت، ذلك العالم الذي يدرك والده أن أداة المستقبل.

* ديلفين آرنو
الوظيفة: نائب المدير العام، في «ديور كوتير»، وعضو اللجنة التنفيذية، وعضو مجلس إدارة «إميليو بوتشي» و«لوي فويتون»
تعد أكثر أكبر أبناء برنار آرنو جدية في تعاملها مع الموضة. عملت مستشارة في شركة «ماكينزي» قبل الانضمام إلى شركة والدها عام 2000، حيث عملت مع جون غاليانو، الذي صمم فستان زفافها على رجل الأعمال الإيطالي أليساندرو فالارينو غانتشيا عام 2005. وعلى الرغم من تراجعها في المحافل العامة خلف أخيها الأصغر أنطونيو، فإن دلفين تلعب دورا مهما في «ديور»، الماركة الأقرب إلى قلب والدها، والتي كانت أول شركة يشتريها، لتشكل محور إمبراطورية «إل في إم إتش». كانت أيضا عنصرا أساسيا في الكثير من القرارات المهمة بشأن انتقاء المصممين لكل دار تملكها المجموعة، حيث ساعدت على سبيل المثال في استقطاب ستيوارت فيفر إلى دار «لويفي» وبيتر دانداس إلى إيميليو بوتشي ونيكولا غيسكيير لدار «لوي فويتون» وراف سيمونز إلى «ديور».

* كريستينا بلانيك
الوظيفة: نائب المدير الإداري في «مانولو بلانيك»
كانت كريستينا ابنة أخ لمانولو، واحدة من المسؤولين عن التوسع العالمي الأخير الذي شهدته شركة عمها. درست الهندسة المعمارية، حيث كانت لها تجربة خاصة مع «داتا نيتشر أسوشيتس» هي وزوجها السابق نيك ليث سميث، وساعدت في تصميم متاجر «مانولو بلانيك»، لكنها انضمت إلى شركة العائلة منذ أكثر من عامين، وبعدها مباشرة تولت منصب المدير الإداري الذي كانت تشغله والدتها، إيفانجلينا. وعلى الرغم من أنها ليست مصممة أحذية، فإنها اضطلعت بالإشراف على إبداع أنماط عمها في إيطاليا، وكانت مسؤولة عن التعاون بشأن أحذية الجري التي ظهرت في عروض كل من أنطونيو بيراردي وريتشارد نيكول ولويس غولدن. وكانت أيضا القوة المحركة لصناعة مجموعة لمحلات «ليبرتي».

* كارولينا كاستيليوني
الوظيفة: مديرة المشروعات الخاصة لشركة «مارني دوت كوم»
لم تكن كارولينا على اتصال بوسائل الإعلام في شركة «مارني»، دار الأزياء الإيطالية التي أسسها والداها كونسويلا وجياني عام 1994 حين كانت تدير جانب صناعة الفراء التي شكلت أساسا للماركة العالمية، ولم تظهر سوى أخيرا على الساحة العالمية للمرة الأولى، من خلال ترؤسها تطوير استراتيجية الإنترنت، بعد ست سنوات من انطلاق المتجر الإلكتروني للماركة، والذي يعد الآن أكبر متجر للتجزئة للشركة في العالم. ونتيجة لذلك تنامت مسؤوليات كارولينا ونالت لقب سفيرة للشركة. وشاركت أيضا في تصميم خط جواهر «مارني» الناجح. ويمكن القول إنها لعبت دورا مهما ومؤثرا في تنامي الشركة بين الماركات العالمية، مستخدمة التكنولوجيا، واستراتيجيات توسع جديدة لأسواق بعيدة.

* جيمس فيراغامو
الوظيفة: مدير جانب الإكسسوارات الجلدية في شركة «سالفاتوري فيراغامو»
أحد ابني فيروتشيو فيراغامو رئيس «مجموعة فيراغامو» التوأم. ويعد جيمس حاليا الجيل الثالث المشارك في عملية التصميم في دار أزياء جده، «سالفاتوري». جيمس أحد القوى المحركة وراء انتشار إكسسوارات النساء، لا سيما وأنه لم ينس إرث الدار وعاد إليه في مناسبات كثيرة بإصدار مجموعات كلاسيكية مستوحاة من تلك التي كانت تفضلها أودري هيبورن وغريتا غاربو وعدد من نجوم السينما القدامى عندما كن يتعاملن مع الجد. وبهذا عزز أيضا قوة الدار من خلال بريق هوليوود ونجمات عشقن تصاميم الدار. يعرف جيمس بمظهره الوسيم وثقافته، حيث تلقى تعليمه في إنجلترا وتخرج في كلية ستيرن لإدارة الأعمال في جامعة نيويورك، وانضم إلى شركة العائلة عام 1998. ومع سعي كبريات المجلات للحصول على قصته، تحولت شهرته إلى جزء من دوره منذ ذلك الحين. وعادة ما يجلس وسط المشاهير في عروض الموضة ويجري استخدامه كواجهة للماركة العالمية.

* ديفيد لورين
الوظيفة: النائب الأول لمدير التسويق والإعلان والاتصالات في شركة «بولو رالف لورين»
هو الابن الثاني من بين ثلاثة لرالف لورين، وأكثر من يشبهه من الناحية البدنية. حاول عدم الانضمام إلى شركة العائلة، وأسس مجلة «سوينغ»، عندما كان في جامعة ديوك في الولايات المتحدة، لكن القدر كان له بالمرصاد، وانضم لماركة «بولو» عام 2000. أنيطت به مسؤولية حمل الدار إلى المرحلة التالية بوضع شاشات لمس على واجهات متاجر الشركة في بريطانيا خلال بطولة ويمبلدون، من خلال فيلم ثلاثي الأبعاد جرى عرضه فيما بعد في متاجر نيويورك ولندن مصحوبا بنفحات العطر. ولا يتوقع أن يحصل ديفيد على منصب قيادة الشركة، لأنه لا يملك خلفية في التصميم وربما لا يرغب في ذلك، لكنه جزء لا يتجزأ من عملية حمل الشركة إلى القرن الحادي والعشرين.

* مارغريثا ماكاباني ميسوني
الوظيفة: مصممة إكسسوارات، بشركة «ميسوني»
مارغريثا من الجيل الثالث الذي يشارك في عمل العائلة، التي بدأها جداها أوتافيو وروزيتا. حاولت، كما هو الحال بالنسبة لوالدتها أنجيلا من قبلها، أن تمتهن وظيفة أخرى لا علاقة لها بالعائلة، حيث درست التمثيل في كلية لي ستراسبيرغ في نيويورك، إلا أنها انضمت أخيرا إلى الشركة «كسفيرة» - فهي الوجه الممثل لها وتظهر في كل المناسبات والمحافل بأزياء «ميسوني». شكلها الأنيق وجمالها فضلا عن صداقاتها مع فتيات المجتمع والممثلات يجعلها أفضل إعلان لمنتجات العائلة.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.