تدريبات إسرائيلية مفاجئة في الجولان... ومسؤول يتوقع تصعيداً عسكرياً

دبابة إسرائيلية خلال مناورات في الجولان السوري المحتل (أ.ف.ب)
دبابة إسرائيلية خلال مناورات في الجولان السوري المحتل (أ.ف.ب)
TT

تدريبات إسرائيلية مفاجئة في الجولان... ومسؤول يتوقع تصعيداً عسكرياً

دبابة إسرائيلية خلال مناورات في الجولان السوري المحتل (أ.ف.ب)
دبابة إسرائيلية خلال مناورات في الجولان السوري المحتل (أ.ف.ب)

مع تزايد تصريحات حول التدخل الإسرائيلي المباشر في الصراع السوري، وخصوصا القصف الجوي على مواقع قرب دمشق مرتين في غضون ثلاثة أيام، أجرى الجيش الإسرائيلي تدريبات مفاجئة، أمس، في هضبة الجولان المحتلة ومنطقة الجليل.
وكان موضوع التدريبات «مجابهة هجوم حربي مفاجئ في الجبهة الشمالية»، وهي التي تمتد من سوريا وحتى لبنان. وتم خلالها استدعاء مئات الجنود من جيش الاحتياط واستخرجت كميات ضخمة من الأسلحة والعتاد والذخيرة من المخازن وتم شحن 60 آلية ثقيلة إلى الجبهة وخاضت هذه القوات سيناريو حربيا مع قوات جيش المدرعات السوري و«حزب الله» اللبناني.
وقال ضابط التكنولوجيا الرئيسي في الجيش، العميد ميشال يانكو، إن مثل هذا التدريب لم يحدث طيلة 25 عاما الماضية.
وكان سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، رون دريمر، صرح أول من أمس بأن «فرص المواجهة مع «حزب الله» أعلى مما يعتقد الناس بسبب نفوذ إيران المتزايد في المنطقة». وقال في مقابلة نشرتها صحيفة «بوليتيكو» الأميركية إنه ما لم تغادر إيران سوريا فإن فرص المواجهة العسكرية تتزايد. وقال السفير إن إسرائيل اضطرت إلى رسم خطوط حمراء أمام تقدم إيران، من أجل الدفاع عن نفسها. وأضاف: «نتيجة لذلك، يتصاعد الوضع حتى لو لم يكن الطرفان مهتمين بالتصعيد، لن نسمح لإيران بتعزيز وجودها وخلق جبهة إرهابية أخرى ضد إسرائيل في سوريا».
وفي السياق، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن إيران تشكل أكبر تهديدا على المنطقة، وهدد بأن إسرائيل لن تسمح لإيران بالاستقرار في سوريا. وطالب نتنياهو الدبلوماسيين الحاضرين في مؤتمر «جيروزاليم بوست»، بأن يطالبوا دولهم بممارسة ضغوط على إيران.
الجدير ذكره أن سلاح الجو الإسرائيلي، أنهى أمس، فترة استيعاب وتجهيز 9 طائرات من طراز «إف 35»، ما يعني أنها أصبحت جاهزة للنشاط العملياتي وأنها ستشارك، قريبا في العمليات، إلى جانب طائرات «إف 16» و«إف 15».
وفي مذكرة بعث بها قائد سلاح الجو، عميكام نوركين، إلى قواته، قال إن الإعلان عن جاهزية الطائرة العملانية يأتي في فترة «يعمل فيها سلاح الجو على نطاق واسع في عدة جبهات في شرق أوسط متغير ومتبلور». وأضاف أن «التحدي العملاني الذي يتعقد يوميا يواجه برد جوي نوعي ومهني».
وأفاد تقرير عسكري بأن هذا التطور ينهي عملية استيعاب طويلة للطائرة، والتي بدأت مع هبوط الطائرات الأولى في البلاد في ديسمبر (كانون الأول) 2016، وجاء أن عملية استيعاب هذه الطائرات قد نفذت بواسطة طواقم خاصة، وبذلك يكون سلاح الجو الإسرائيلي الأول في العالم، خارج الولايات المتحدة، الذي سيقوم بتفعيل هذه الطائرات.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الحديث عن «تعبير آخر عن التعاون والعلاقة الاستراتيجية الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة».
تجدر الإشارة إلى أنه من المقرر أن تصل طائرة عاشرة خلال الأشهر الستة القادمة، وبعد ذلك ستصل طائرات السرب الثاني تدريجيا. وبالنتيجة، فإن الإعلان عن استيعاب هذه الطائرات يعني أنها «باتت قادرة على تنفيذ غارات عملانية، وشن غارات على أهداف للعدو دون أن تتمكن أنظمة الرادار من اكتشافها، بحيث يمكن استخدامها في منع تعزز قوة حزب الله وحماس والوجود الإيراني في سوريا».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.