فرز الأصوات بدأ والانتخابات السورية تجديد مبايعة للأسد

واشنطن: الانتخابات عار وانفصام كامل عن الواقع

فرز الأصوات بدأ والانتخابات السورية تجديد مبايعة للأسد
TT

فرز الأصوات بدأ والانتخابات السورية تجديد مبايعة للأسد

فرز الأصوات بدأ والانتخابات السورية تجديد مبايعة للأسد

بدأت بعيد منتصف ليل الثلاثاء / الاربعاء، عملية فرز الاصوات في الانتخابات الرئاسية السورية التي أجريت امس، ويتوقع غدا (الخميس) اعلان نتائجها المحسومة سلفا لصالح الرئيس بشار الاسد.
وعلى وقع سقوط قذائف الهاون، اجريت الانتخابات في المناطق التي يسيطر عليها النظام ووصفتها واشنطن بأنها "عار"، وانتقدتها المعارضة بوصفها "انتخابات الدم"، التي تهدف الى إعطاء شرعية لرئيس خرجت احتجاجات مطالبة بتنحيه منتصف مارس (آذار) 2011، قبل ان تتحول الى نزاع عسكري حصد أكثر من 162 ألف قتيل.
واعلن هشام الشعار، رئيس اللجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات، إغلاق صناديق الاقتراع "في تمام الساعة الثانية عشرة من ليل الثلاثاء (21:00 تغ) (...) ومباشرة اللجان الانتخابية بفرز الأصوات"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وكانت الصناديق فتحت الساعة السابعة صباح الثلاثاء. وفي حين كان من المقرر اغلاقها الساعة السابعة مساء، ومددت مهلة الاقتراع حتى منتصف الليل نظرا الى "الاقبال الشديد"، بحسب اللجنة.
وافاد مصدر مقرب من النظام لوكالة الصحافة الفرنسية ليل أمس، أنه من المتوقع صدور نتائج التصويت غدا.
من جهّتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف، إن "الانتخابات (...) هي عار. بشار الأسد لا يملك اليوم من المصداقية اكثر مما كان يملك بالامس"، مضيفة ان اجراء الانتخابات "انفصام كامل عن الواقع".
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس، ان السوريين الذين يصوتون مخيرون "بين بشار وبشار"، مجددا أسفه لهذه "المهزلة المأساوية".
من جهته، اكد الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسين، أن دول الحلف "لن تعترف بنتائج هذا الانتخاب المزعوم".
وكانت المعارضة دعت الى رفض المشاركة في هذه الانتخابات، وطلبت من السكان "التزام منازلهم".
وكانت الصورة في دمشق امس شديدة التناقض بين عدة مشاهد: حركة سير خجولة في الشوارع وطوابير انتظار أمام مراكز الاقتراع وحلقات الرقص والغناء تأييدا للأسد، ترافقها أصوات سقوط قذائف متواصل لسلاح الهاون في شوارع العاصمة مصدرها مواقع لمقاتلي المعارضة، وقصف مدفعي من القوات النظامية في محيطها، وتحليق كثيف للطيران الحربي في أجوائها.
من جانب آخر، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، اليوم، إنه سجل امس "سقوط أكثر من 130 قذيفة هاون في دمشق وعلى مناطق تحت سيطرة النظام في ريفها"، ما أدى الى سقوط ثلاثة قتلى هم سيدة في ساحة السبع بحرات في دمشق وسيدة في ضاحية الأسد (شمال العاصمة) وشخص في جرمانا (جنوب شرق).
في المقابل، واصل الطيران السوري والمدفعية أمس قصف مناطق سيطرة المعارضة في أجزاء واسعة من البلاد.
ودعي الى الاقتراع، بحسب وزارة الداخلية، 15 مليون ناخب وزعوا على اكثر من تسعة آلاف مركز اقتراع في مناطق سيطرة النظام، التي يقيم فيها 60 في المائة من السكان، بحسب خبراء.
وادلى الأسد وقرينته أسماء بصوتيهما في مركز اقتراع في حي المالكي الراقي وسط دمشق، دون الإدلاء بأي تصريح. كما أدلى المرشحان الآخران حسان النوري وماهر حجار بصوتيهما في مركزين آخرين بدمشق.
نظريا، تعد الانتخابات "أول انتخابات تعددية" في البلاد منذ نحو نصف قرن، لكن قانونها منع عمليا أي معارض مقيم في الخارج من الترشح.
وتقام الانتخابات بإشراف النظام، الذي تطالب المعارضة برحيله، ما جعلها أشبه بعملية "تجديد المبايعة" للأسد، وهو التعبير الذي يتبناه كثير من الناخبين.
وجددت المعارضة والدول الداعمة لها انتقاداتها الحادة للانتخابات.
من جانبه، وصف رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد الجربا في مقال نشر له في صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية، الانتخابات، بأنها "مزورة ونتيجتها محددة سلفا". ورأى ان الانتخابات ستوفر للأسد "واجهة شرعية"، وان الطريقة الوحيدة للوصول الى حل سياسي هي مد المعارضة بالسلاح لتغيير الميزان العسكري.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.