الداخلية: مقتل 5 كوادر إرهابية قبل تنفيذ أعمال تخريبية بمصر

إحالة واعظ حرض على الفتنة الطائفية للمحاكمة العاجلة

TT

الداخلية: مقتل 5 كوادر إرهابية قبل تنفيذ أعمال تخريبية بمصر

أعلنت وزارة الداخلية في مصر، مقتل 5 كوادر إرهابية بمحافظة الشرقية (بدلتا مصر)، قبل شروعها في تنفيذ أعمال تخريبية بالبلاد. بينما قررت السلطات إحالة واعظ لمحاكمة عاجلة، حرض على الفتنة على شاشة إحدى القنوات الفضائية.
وقالت وزارة الداخلية في بيان لها أمس: «استكمالاً لجهودها في القضاء على التنظيمات الإرهابية، فقد تمكن قطاع الأمن الوطني من تحديد أحد أوكار العناصر الإرهابية، وباستهداف تلك البؤر الإرهابية في إحدى المناطق الصحراوية أمس، فوجئت القوات بإطلاق أعيرة نارية تجاهها بكثافة، مما دفع القوات للتعامل مع مصدر النيران، الذي أسفر عن مقتل 5 من العناصر الإرهابية».
وأكدت الداخلية، أنه تم العثور على 4 بنادق آلية، وكمية كبيرة من الذخيرة، و3 عبوات متفجرة بدائية الصنع، وذلك بإحدى العشش التي يستخدمها الإرهابيون مأوى لهم للتدريب على استخدام السلاح، مضيفة: أن العناصر الإرهابية رصدت بعض المنشآت المهمة والحيوية، وكانت تستعد لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تجاهها.
في غضون ذلك، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو أذيع على إحدى القنوات الفضائية، ظهر فيه واعظ بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر في محافظة الجيزة، أثناء إلقاء درس بمسجد «الخلفاء الراشدين» بمدينة السادس من أكتوبر بالجيزة، وادعى أنه تفسير نص حديث نبوي، وتحدث عن واقعة قتل أحد القساوسة التي ارتكبها إرهابي بمدينة الإسكندرية، مستشهداً بحديث «لا يقتل مسلم بكافر»... وأكد الواعظ أن المسلم إذا قتل مسيحياً بإحدى دور العبادة فيعاقب بأي عقوبة أخرى غير الإعدام، وذلك لأنهما غير متكافئين في الدم. وقررت النيابة الإدارية أمس، إحالة الواعظ للمحاكمة العاجلة، وقد اعترف خلال التحقيقات، أنه فعلاً قام بتفسير ذلك الحديث، استناداً إلى أنه يقوم بتوضيح مسألة فقهية؛ ولم يكن بصدد إصدار فتوى. وتعاني مصر من ظاهرة الفتاوى العشوائية، بعد أن كثر المفتون في الفضائيات ووسائل الإعلام‏...‏ وحاولت مصر ضبط المشهد الإفتائي في بعض القنوات الفضائية الشهر الماضي، وأعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام (وهو المسؤول عن الفضائيات) عن قائمة، تضم أسماء من لهم حق الإفتاء في البلاد.
وأكدت مصادر مطلعة في مجمع البحوث الإسلامية لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحديث عن مثل هذه القضايا لا يخدم ترسيخ أسس المواطنة والتعايش السلمي والسلام المجتمعي، وما صدر عن الواعظ لا يعبر لا عن الأزهر، ولا عن أي هيئة من هيئاته المنوط بها التفسير والتحدث باسمه». وأهابت المصادر بالمتحدثين في الشأن الديني؛ ألا يكونوا أدوات تستغل لإحداث الفتن وضرب استقرار المجتمع.
وأكدت التحقيقات التي أجريت في هذا الشأن، أن مسؤولين بمجمع البحوث الإسلامية بالجيزة، شهدوا جميعاً بأن ما أبداه الواعظ يخرج عن منهج الدعوة جملة وتفصيلاً، كما قرروا أن التفسير الذي أبداه يُخالف ما استقر عليه رأي مجمع البحوث الإسلامية، ولجنة الفتوى بالأزهر بخصوص تفسير هذا الحديث... حيث أجمع الرأي بمجمع البحوث الإسلامية في مسألة قتل المسلم بالذمي «كما ورد بالحديث النبوي»، على حرمة مال الذمي، وأن المسلم تقطع يداه لسرقة مال الذمي، فإذا كانت حرمة المال متساوية، فحرمة الدم أيضاً متساوية، وكل منهما له الحق في القصاص، وذلك تحقيقاً لمعنى الحياة. كما أكد المسؤولون في التحقيقات، أن ما فعله الواعظ من شأنه إثارة الفتنة بين أفراد الأمة وزرع بذور الفتنة الطائفية.
ونصت المادة 53 من الدستور المصري على أن: «المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو العقيدة، أو الجنس، أو الأصل، أو العرق، أو اللون، أو اللغة، أو الإعاقة، أو المستوى الاجتماعي، أو الانتماء السياسي أو الجغرافي، أو لأي سبب آخر».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».