تصدر محكمة أمن الدولة الأردنية اليوم (الاثنين) قرارها بحق خمسة سوريين متهمين في قضية الركبان وفق ما أعلنه رئيس المحكمة العقيد القاضي محمد العفيف. وكان مسلحون من تنظيم داعش الإرهابي قد استهدفوا سرية عسكرية تابعة للقوات المسلحة الأردنية في يونيو (حزيران) من العام الماضي، ما أسفر عن مقتل سبعة عسكريين أردنيين وإصابة 15 آخرين. ومن المتوقع أن يواجه المتهمون الخمسة عقوبة الإعدام شنقا حال إدانتهم، بعد أن وجهت لهم نيابة أمن الدولة تهماً تصل عقوبتها في حدها الأعلى للإعدام، وهي القيام بأعمال إرهابية باستخدام مواد متفجرة أفضت إلى موت إنسان، والقيام بأعمال إرهابية أفضت لهدم بناء كان فيه أكثر من شخص، وحيازة أسلحة أوتوماتيكية بقصد استعمالها على وجه غير مشروع بالاشتراك. وتمكن الجهاز الأمني في القوات المسلحة من القبض على المتهمين بتفجيرات الركبان على الحدود الأردنية السورية بعدما تبين أنهم من المنتمين لعصابة «داعش» الإرهابية وعلى صلة بتلك التفجيرات من خلال التخطيط ورسم الخطة مع الانتحاري المنفذ، حيث قاموا برصد الحدود ومعاينتها واختيار ساعة التنفيذ والطريق التي تسلكها السيارة المفخخة بالإضافة إلى تصوير العملية.
وقد بدأت المحكمة النظر في القضية في مطلع شهر مارس (آذار) من العام الحالي، بعدما تم توجيه تهم وهي القيام بأعمال إرهابية باستخدام مواد متفجرة أفضت إلى موت إنسان، والقيام بأعمال إرهابية أفضت لهدم بناء كان فيه أكثر من شخص، وحيازة أسلحة أوتوماتيكية بقصد استعمالها على وجه غير مشروع بالاشتراك. ووفق لائحة الاتهام، فإن المتهمين الخمسة بالعشرينيات من أعمارهم، ويحملون جميعهم الجنسية السورية، وجميعهم من المنتمين لتنظيم داعش الإرهابي فقد قاموا بتكليف من تنظيم داعش الإرهابي في سوريا بمعاينة منطقة الركبان الأردنية - الحد الأردني - وذلك بتصوير المكان وجمع المعلومات عنه وبالفعل كانوا يقومون بتصوير السرية العسكرية الأردنية في الركبان من عدة زوايا ومن داخل الحد السوري.
وتابعت اللائحة، فقد قام المتهمون بجمع المعلومات عن السرية وكانوا يعلمون بأن الهدف من ذلك هو اختيار المكان والتوقيت لدخول السيارة المفخخة التي يقودها انتحاري تابع لتنظيم داعش الإرهابي، وبالفعل قاموا بإرسال تلك الصور لتنظيم داعش الإرهابي. وأفادت اللائحة، بأنه تم إعلام المتهمين بأن السيارة المفخخة التي سيقودها الانتحاري ستصل إليهم بتاريخ 21 يونيو 2016. وعند وصول الانتحاري استقبله المتهمون، وتناولوا سويا وجبة الطعام، وقاموا بإرشاد الانتحاري إلى الطريق التي سيسلكها وصولا إلى موقع السرية الأردنية. وأفادت اللائحة بأن المتهمين كانوا يقوموا بتصوير انطلاق السيارة وتصوير عملية التفجير وإرسالها إلى تنظيم داعش الإرهابي الذي قام ببث مشاهد التصوير. وقالت اللائحة إنه ومن خلال جهود القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي والاستخبارات العسكرية فقد تم التوصل إلى هوية المتهمين الخمسة والقبض عليهم في يناير (كانون الثاني) 2017.
وعقدت المحكمة جلساتها برئاسة القاضي العسكري العقيد محمد العفيف وعضوية القاضيين العسكري الرائد صفوان الزعبي والقاضي المدني منتصر عبيدات وبحضور مدعي عام أمن الدولة النقيب عامر العلوان ووكيل الدفاع المعين من قبل المحكمة المحامي بشير العقيلي.
واستمعت المحكمة إلى ستة من شهود النيابة كان من ضمنهم الطبيب الشرعي الذي كشف على جثث الشهداء السبعة، والذي بين أن أسباب وفاتهم هو الإصابة بالانفجار.
ومن الشهود أيضا خبير متفجرات، والذي أكد أن الانفجار حصل بواسطة سيارة مفخخة كانت تحتوي على متفجرات عسكرية، وأخرى مصنعة.
واستمعت المحكمة أيضا، إلى شهادة ثلاثة من العسكريين الذين وجدوا لحظة حصول الانفجار وأطلعوا المحكمة على تفاصيل الانفجار وحيثياته.
وبعد أن انتهت النيابة من تقديم بيناتها وبلوغ مجموع الشهود الذين قدمتهم 11 شاهدا ختمت النيابة بيناتها.
وطالب المتهمون الخمسة المحكمة الأخذ بعين الشفقة خلال مرافعاتهم النهائية التي قدمت حيث يواجهون عقوبة الإعدام شنقا حال إدانتهم بعد أن وجهت لهم نيابة أمن الدولة تهما تصل عقوبتها في حدها الأعلى للإعدام.
وطالب المحامي العقيلي المحكمة إعلان براءة المتهمين عن التهم المسندة لهم لكونهم لا صلة لهم بتفجير الركبان كونهم كانوا يقيمون بالمخيم وقت التفجير. ومنطقة الركبان هي منطقة صحراوية تقع على مثلث الحدود الأردنية السورية العراقية وتبعد عن العاصمة عمان نحو 390 كلم في أقصى المشال الشرقي.
وقد تجمع اللاجئون السويون في هذه المنطقة بعد أن قنن الأردن دخول السوريين القادمين من الشمال السوري بعد أن سيطر تنظيم داعش على تلك المناطق حيث كانت السلطات الأردنية تخشى من خلايا نائمة بين اللاجئين. وقد أغلق الأردن حدوده بالكامل بعد عملية التفجير واعتبر الحدود السورية منطقة عسكرية مغلقة حيث نشر مراقبات إلكترونية على الحدود تصل إلى العمق السوري نحو 40 كلم. بعد أن ازدادت عمليات تهريب المخدرات في السنوات الأخيرة والتي تأتي من لبنان وسوريا ويستضيف الأردن، بحسب الأمم المتحدة، أكثر من 650 ألف لاجئ سوري مسجلين رسميا، منذ بداية الأزمة السورية عام 2011، فيما تقول عمان إن «عدد السوريين في المملكة يقترب من مليون شخص وثلاثمائة ألف شخص».
أمن الدولة الأردنية تصدر حكمها في قضية «الركبان» اليوم
توقع عقوبة الإعدام للمتهمين السوريين الخمسة
أمن الدولة الأردنية تصدر حكمها في قضية «الركبان» اليوم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة