استمر الجدل، أمس، بين تنظيم القاعدة وفرعه السابق في سوريا. وردت «هيئة تحرير الشام» التي تضم «جبهة فتح الشام» (أو «جبهة النصرة»، كما كانت تُعرف قبل تغيير اسمها) على انتقادات عنيفة وجهها لها زعيم «القاعدة» الدكتور أيمن الظواهري، بما في ذلك اتهامات بنكث البيعة ومحاولة فك الارتباط بـ«القاعدة». وقدّم الشرعي العام لـ«هيئة تحرير الشام» عبد الرحمن عطون (أبو عبد الله الشامي) شرحاً مطولاً للملابسات التي أدت بهم إلى فك الارتباط بـ«القاعدة»، مشيراً إلى أن «أبو الخير المصري»، نائب الظواهري، كان حاضراً عندما خطت «جبهة النصرة» خطوتها هذه، ما ينفي اتهامات زعيم «القاعدة» بأنها نكثت بيعتها له.
ومعلوم أن هذا الجدل جاء في وقت اعتقلت «هيئة تحرير الشام» عدداً من كبار القادة المعروفين برفضهم فك الارتباط مع تنظيم القاعدة وعلى رأسهم سامي العريدي وأبو جليبيب الأردني. لكن «شبكة شام» لفتت إلى أن الشرعي العام عضو مجلس الشورى في «هيئة تحرير الشام» عبد الرحمن عطون لاحظ في رده على الظواهري أن كلمة الأخير تحمل تاريخاً يشير إلى أن تسجيلها يعود إلى أكثر من شهرين، وهي بالتالي ليست رداً على الاعتقالات الأخيرة. ولم يصدر حتى الآن موقف مباشر من الجولاني نفسه.
وقال عطون، عبر قناته الرسمية على موقع «تلغرام»، إنه قبل مجيء أبو الخير المصري مندوب الظواهري إلى سوريا كانت جبهة النصرة منذ تأسيسها فرعاً غير معلن لتنظيم «القاعدة»، ولكن عبر فرع العراق - أي «دولة العراق الإسلامية» - ثم حصل الخلاف مع هذه الجماعة بعد إعلان زعيمها أبو بكر البغدادي قيام «داعش» في العراق والشام، وهو الأمر الذي رفضته «جبهة النصرة» التي سارع زعيمها أبو محمد الجولاني إلى إعلان تبعية مجموعته إلى «القاعدة» ورفع الأمر إلى الظواهري ليفصل فيه، بحسب ما أوردت «شبكة شام». وتابع عطون، بحسب المصدر ذاته، أن ما قام به الجولاني حينها هو «إعلان التبعية (تجديد البيعة) وليس عقد البيعة»، مبيناً أنها «ليست بيعة اضطرار»، مضيفاً أن هناك فرقاً بين «أصل البيعة وبين إعلانها». وتحدث عن تغيير اسم «جبهة النصرة» إلى «جبهة فتح الشام»، قائلاً إن الفكرة كانت تغيير اسم الجماعة وإعلان «ما يُفهم في الإعلام على أنه فك للارتباط بالقاعدة مع بقاء الارتباط بشكل سري غير معلن في حالة تشبه ما كان عليه الحال قبل الخلاف مع جماعة الدولة (داعش)، كون الواقع الجديد يمهد الأجواء لاندماج حقيقي، وإن حصل الاندماج فعندها سيكون الفك حقيقياً لا إعلامياً فقط، بحسب ما قال الجولاني لنائب الظواهري أبو الخير حينها».
وتابع أن أبو الخير وافق على فكرة المشروع ومن ثم عرض للتداول وحظي بموافقة 65 شخصية من الصفين الأول والثاني، وحظيت الفكرة بالتالي بموافقة الأغلبية، لافتاً إلى انقطاع التواصل مع الظواهري لفترة طويلة، وبعد عودة التواصل قام الجولاني بكتابة رسالة مطولة له يشرح فيها ما حصل خلال فترة الانقطاع الذي دام سنتين وعشرة أشهر.
وأقر عطون بأن الظواهري أرسل لهم رسالة كانت «صادمة» إذ اعتبر فيها مشروع «فتح الشام» فكاً حقيقياً للارتباط ونقضاً للعهد. وقال إن اجتماعات عُقدت مع نائب الظواهري أبو الخير وبحضور أبي فرج المصري والجولاني، لافتاً إلى أن هؤلاء أجمعوا على أن الصورة وصلت مغلوطة إلى الظواهري. وكشف أن بعض رسائل الظواهري كانت تصل إلى أبي جليبيب الأردني قبل وصولها إلى الجولاني. وتابعت «شبكة شام» أن عطون خلص في ردوده إلى أن مجموعته «لم تنقض البيعة ولا العهد» بل سارت في «شكل شرعي وتنظيمي». ورد على الظواهري الذي قال إن ما قاموا به كان تحت ضغط أميركي، فقال: «خطوة فتح الشام (الاسم الذي اعتمدته «النصرة») لم تكن استجابة للضغط الأميركي، ونعلم مسبقاً أنها لن توقف القصف، وربما لا تنجح في إزالة التصنيف بـ«الإرهاب».
«جبهة النصرة» ترد على الظواهري: أعلنا تبعيتنا لـ«القاعدة»... وليس البيعة
«جبهة النصرة» ترد على الظواهري: أعلنا تبعيتنا لـ«القاعدة»... وليس البيعة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة