بمبادرة من أحزاب اليمين الحاكم في إسرائيل تم أمس إحياء ذكرى ما يسمى «نكبة اليهود»، التي ترمز إلى هجرة اليهود من الدول العربية نحو إسرائيل مطلع الخمسينات من القرن الماضي.
وبهذه المناسبة جرت أمس عدة أنشطة، تخللها هجوم عنيف على الدول العربية بسبب قيامها «بطرد اليهود أو تشجيعهم على الهجرة، والرحيل السريع دون أن يتاح لهم بيع أي شيء من ممتلكاتهم، أو حمل أي شيء من متاعهم». لكنهم تجاهلوا في المقابل ذكر نشاطات الحركة الصهيونية التي كانت تحثهم على الرحيل، حيث نفذ نشطاؤها في بعض البلدان العربية مثل العراق مثلا، عمليات تفجير داخل أحياء يهودية، بهدف تخويف اليهود وإجبارهم على الرحيل.
يذكر أن نحو مليون يهودي من سكان الدول العربية رحلوا عن أوطانهم، ووصلوا إلى إسرائيل خلال السنوات الأولى لقيامها، وأصبحوا يشكلون اليوم مع أفراد عائلاتهم ما يعادل نصف سكانها (نحو 4 ملايين نسمة). وقد تعاملت الصهيونية الأشكنازية الحاكمة معهم بسياسة تمييز عنصري، كما تعاملت مع المواطنين العرب، وأسكنتهم في بيوت مؤقتة لسنين طويلة عرفت باسم «معبروت» (معابر)، ثم أرسلتهم إلى أعمال الطوارئ السوداء، ونمت في داخلهم كراهية شديدة للحكومة وأحزابها، ووقفت بشكل أعمى إلى جانب أحزاب اليمين، التي كانت معارضة. وما زال غالبيتهم يؤيدون اليمين بشكل متعصب.
وكانت حكومة اليمين المتطرف، بقيادة بنيامين نتنياهو، قد سنت قانونا سنة 2014 يعتبر يوم 30 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل سنة حدثا رسميا، يتم خلاله القيام بأنشطة مختلفة في إسرائيل والعالم، بهدف «إثارة قضية اللاجئين اليهود»، وقد تم تحديد هذا التاريخ، لأنه يأتي يوما واحدا بعد 29 من نوفمبر، وهو يوم قرار «تقسيم فلسطين» في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي أصبح أيضا يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني. وكان الهدف وضع «قضية يهودية» في مواجهة قضية اللاجئين الفلسطينيين عندما تطرح على طاولة المفاوضات، حيث ستطالب إسرائيل بتعويضات «للاجئين اليهود» من أصل عربي.
يقول الدبلوماسي السابق السفير تسفي غباي، إنه «منذ طرح مسألة اليهود العرب للنقاش العلني، بما في ذلك في الأمم المتحدة، انقسمت آراء المعلقين والكتاب الإسرائيليين والعرب حول مبرر مصطلح (النكبة اليهودية). ويتجاهل معظم المعلقين ضرورة تحقيق العدالة لكل من اللاجئين الفلسطينيين واليهود. ويدعي المعلقون العرب أن مصطلح (النكبة) يرتبط بمأساة اللاجئين الفلسطينيين فقط. فبالنسبة لهم فقد كان الفلسطينيون وحدهم هم الذين عانوا من الحرب التي شنتها الجيوش العربية ضد إسرائيل عام 1948، لكن الاختلاف في المصطلحات لن يغير حقيقة أن نحو مليون يهودي عربي أجبروا على الرحيل دون أي ممتلكات من البلدان التي عاشوا فيها طوال آلاف السنين، ووصل معظمهم إلى إسرائيل لاجئين. ولم يبق في المنطقة العربية كلها سوى بضع مئات من اليهود. وهذا حسب كل الآراء تطهير عرقي». وأضاف الدبلوماسي السابق موضحا: «لقد أخطأت إسرائيل في عدم إثارة قضية معاناة اليهود العرب على أجندتها السياسية والإعلامية قبل 70 عاما. وإحدى نتائج هذا النهج هو صدور أكثر من 160 قرارا وإعلانا دوليا تدعم اللاجئين الفلسطينيين، من دون أي إشارة إلى يهود البلدان العربية».
إسرائيل تحيي «ذكرى نكبة اليهود» بمهاجمة الدول العربية
تابع فلسطين
إسرائيل تحيي «ذكرى نكبة اليهود» بمهاجمة الدول العربية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة